114
سورة
في القرآن
44
سورة تتحدث
عن الفرقان
6236
الآية
في القرآن
154
مقابل ذلك
يتحدث عن فرقان

 آلــة النبـــوة

البـشـــــــارة

العــــــامة العــــــــظمى

بالإنقــــــاذ الأعـــــــظم

العـــــــــام

 

لأبي محمد الشيخ الطاهر الشريف علي الداني

صاحب مشروع صنع آلة الفرقان الذري

لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت

وإظهار الروح الإلاهي القرآني جسما ظاهرا للعيان

لخلود الإنسان والقضاء على دولة الشيطان إبليس

لعنه الله. عدو الله و عدو البشر كافـــــــة

أمل الأولين والآخرين

وغاية جميع الرسل والأنبياء جميعا

المشــــــــــــــروع الأعظـــــــــــــم

للإســـــــــــــلام

النابع من الحكمة القرآنية

لصنع آلة الفرقــان الذري

لتكوين الجواهر الحيـــة

واستخراج سكينة التابوت

وإظهار الروح الإلاهي القرآني

جسما ظاهرا للعيان لخلود الإنسـان

والقضاء على دولة الشيطــان إبليـس

لعنـه الله عـدو الله وعـدو البشـر كــافةَ

مقدمة

بـــسم الله الرحمــان الرحيــــم

.وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننّه للناس ولا تكتمونه )صدق الله العظيم  الآية 187 آل عمران)

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

لقد ثبت بالحجة و البرهان أن الفرقان آلة عظيمة جدا مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين اشتق لها عز وجل اسمها من فعلها فسماها فرقانا لأنها تفرق من خبث المعادن والجواهر مالا يتفرق وتألف مالا يأتلف .

فإذا قامت خلافة الإسلام الموعودة تم في ظلها صنع الفرقان ودارت بالعلم أفلاكه ورحاه,وطوى السنين والقرون في يوم أو بعض يوم غزل فيه بحار من الزيوت المختلفة والحوامض القاطعة مع جبال من الجدد البيض والحمر والغرابيب السود وألّف جميعها في بيضة في خلط مياهها ومعادنها السر الرهيب.

نخرج من طينها بعد الحضن والتكوين تحت الأشعة الفرقانية فراخا,مياهها المتجاذبة تصيح بشدة عند الجمع والتركيب ...

مخطط عمل الفرقان طويل عجيب غريب ذو مراحل وأطوار,تظهر الجواهر الحية التسعة من خلاله ثم يظهر الروح الملكي المسمى سكينة التابوت في الكتب والآثار.

وتلك هي الحجاب الذي كان الله عز وجل يكلم من ورائه موسى عليه السلام في ظلمة الليل أو في وضح النهار. وكانت السكينة عند موسى مع الجواهر الحية في تابوت من خشب الشمشار. وكان يسمع الأنغام من فوق الغطاء بجميع بدنه ويتلذذ بحلاوة المناجات والسماع أكثر مما يتلذذ بسماع المزامير والأوتار ......... وبعد الحصول على سكينة التابوت ( التي توقف بعدها فرقان موسى ) تأتي المرحلة الأخيرة الجامعة وهي مرحلة إظهار الروح الإلاهي القرآني المتصل والموصول بالله عز وجل اتصالا أكثر قربا من الروح الملكي سكينة التابوت ... والاتصال بالله عز وجل والوصول إلى لقائه في الدنيا بواسطة الروح تلك هي الوسيلة التي أمر الله المؤمنين بطلبها وقرن بأمرها الأمر بالجهاد .

فقال في سورة المائدة :( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ). الآية عدد 35

ذلك لأن الوصول إلى لقاء الله عز وجل  في الدنيا بواسطة الروح هو غاية الغايات وآمل كل المؤمنين بالله .

حيث ذلك هو الباب الذي لو انفتح على البشر لجاءهم كل خير بغير حساب ولابتعد عنهم كل شر وكانوا من الخالدين...

إذاً فالوصول إلى الله عز وجل في الدنيا بواسطة الروح هو أغلى ما كان يرجوه الرسل والأنبياء عليهم السلام وأقصى ما يتمناه العلماء والعارفون , وهو جائز وممكن بالروح الإلاهي في هذه الدنيا. الاّ أن الطريق إلى ذلك قبل اليوم كان غير معروف ... وهو حتما يبتدي من صنع الفرقان, ولذلك قال عز وجل : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ). الآية عدد 6من سورة الانشقاق...

هذا ولا يتم لنا صنع الفرقان إلا بإقامة الخلافة الإسلامية التي تجمع الأمة كلها في دولة واحدة ولن تقوم دولة الخلافة إلا بالجهاد في سبيل الله .. فالله الله عباد الله في الجهاد والخلافة والفرقان فهي حلقات مترابطة لا يقوم بعضها إلا ببعض.

وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

فإلى الجهاد فإنه اليوم مفروض عليكم للقضاء على الفتنة. فجاهدوهم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله . فليس لنا والله في هذه الفتنة إلا الصدق والصبر حتى نستأصلها بالجهاد . وإنكم يا أمة الإسلام اليوم لفي فتنة كبرى ماحقة ساحقة,تتخبطون فيها منذ زمان سحيق وحكامكم من فوقكم بوسائل الإعلام واللهو واللعب والمكر والكذب والنساء والمخدرات والصحف والمجلات والمسلسلات يريدون صرف أبصاركم عنها حتى لا تفكرون في الخروج منها بالجهاد وسوف لن تخرجوا من فتنتكم أبدا حتى تجاهد وهم و تقوم الخلافة ويدور في ساحتكم الفرقان ويخرج لكم الروح الإلاهي القرآني وإن ذلك أمر يتوقف اليوم عن العمل وحده وليس مع توفيق الله والعلم والعمل أمر مستحيل ...

لكن إبليس الشيطان وحزبه يقفون لكم بالمرصاد في هذا الطريق يمنعوكم من العمل والوصول, مستعينين بجهل الإنسان على حرب أخيه الإنسان .!..

ولكي نغلبه ونقضي عليه لا بد لنا أن نهادن بعضنا بعضا وندخل في السلم كافة و نتجه لمحاربة الشيطان وحزبه من الإنس والجن. فنقيم الخلافة وننجز الفرقان مع صاحب الفرقان لنخرج لهم الروح الإلاهي في النهاية .

فذاك هو الذي يقضي عليهم جميعا بإذن الله ... قال عز وجل : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم  بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )... الآية رقم 5 و 6 من سورة فاطر .../ ...

 

 

 

مـشــــــروع الحكمــــة القــرآنيــــة الأعـــظـــم

لـــصنــع آلــة الفــرقــان الـذري

لتكـويـن الجواهـر الحيـة

واستخـراج سكـيـنـة الـتـابـوت

وإظـهـار الـروح الإلاهي الـقـرآنــي

جـسـمـا ظـاهــرا للــعـيـان

لــخــلـود الإنـســان

وإنــهــاء دولــة الـشــيـطــان

إبــلــيـس لـعـنـه اللــه

عـدو الـبـشـر كــافــة

 

بِسْـــــــــــــمِ الَلـــــه الـرحـمـــــان الـرحـيـــــم

 

هذا بيان لشرح بلاغ الفرقان ببراهين وأدلة من الكتاب والسنة.

إِنَّ  بَلاغ َ الفُرْقَانِ هذا قد ظهر بتونس لعامة الناس يوم 14 فيفري1986 حيث طبعت منه و وزعت على الناس ستة عشر ألف منشور. ولقد كنت أظن أنه يوجد على الأرض علماء بكتاب الله يتولون شرحه وبيانه للناس. ولما لم يكن ذلك فها أنا ذا أبينه وأشرحه بنفسي.  وهذه خطوة أولى من طريق طويل,ولئن فسح لنا الميدان للعمل شرحناه بالعمل فهو أجدى وأنفع وقد جئنا للعمل لا للكلام ... والجدل .. وقد جاء هذا البلاغ الفرقاني بعنوان :

 

بـشـــارة عــامـــــة وبلاغ أكـيـد للنــاس كــافـــة

 

بســــم اللــــه الرحمــــان الرحيــــم

بسم الله الحمد لله الذي لا يحول ولا يزول ولا يتناهى في العقول بحر النعم والكمال الزاخر وفضاء الحسن والجمال الذي ليس له أول ولا آخر. قديم أول بلا بداية وحي آخر بلا نهاية سبحانه هو أحسن الخالقين وملهم المخترعين المبدعين رب المستضعفين وقاصم الجبارين. لا يغلبه غالب ولا يفر من قضائه هارب . لا إله إلا هو إليه المصير .../.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك والحمد والخلق والأمر يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالحكمة والفرقان رحمة  للعالمين . وأشهد أن عليا ولي الله وحجته البالغة على القاسطين والظالمين. قاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله على تنزيله ./ .

يــا أمــة الإسـلام فـي المشــرق والمغــرب

أنتم المجاهدون وأنتم الثوار ومنكم المهاجرون  وفيكم الأنصار وأنتم حزب الله المختارالذي يحمل مشروع الحكمة القرآنية الأعظم والفرقان الذري لكافة العالم .

يــا أمــة الإسـلام  قال الذي لا ينطق عن الهوى عليه السلام : على رأس كل مائة سنة يبعث الله لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها.  صدق المعصوم عليه السلام.

ولا يخفى على ذي بصيرة أن العصور مختلفة الأطوار والعلوم والأشكال ولكل زمان آية ورجال وحجة وبرهان يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام .

فلكل عصر يبعث الله برهانا يناسب مزاج أهله ويتفوق عليهم في ماهم فيه متفوقون ليثبت لهم آخر الأمر أنهم ما أوتوا من العلم إلاّ قليلا وإن الحول والطول والعزة والقوة كلها لله .

وإن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور... فآية عصر موسى السحر والسحرة وكان من فضل الله أن ضربهم الله بموسى وعصاه فبطل السحر وألقي السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون . وآية عصر عيسى كانت الطب والعلاج فأخرج الله لهم عيسى يبرئي الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله. ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله . وما خلق الله أحسن من خلق الناس فتبارك الله أحسن الخالقين... وآية عصر الجاهلية الأولى كانت البلاغة والفصاحة والبيان فبعث الله فيهم رسولا منهم نبيا أميا جاءهم بكتاب من عند الله عجزوا أن يأتوا بحديث مثله وأعجب من ذلك ينقضي الدهر ولا تنقضي عجائب القرآن....

وأما آية هذا الزمان الذي نحن فيه يا أمة الإسلام فهي كما تعلمون الآلة والصناعة والتكنولوجيا التي تفوق علينا بها الغير وركب اليهود أكتافنا فلا بد أن يخرج الله لها من كتابه آلة تكون آية ... لأن الآلة شيء من الأشياء والله عز وجل ما فرط في كتابه من شيء مهم وخطير إلا ذكره فكيف يهمل ذكر الآلة على أهميتها .؟؟؟

وقد ثبت بالحجة القاطعة والبرهان الساطع الذي لم يقدر ولن يقدر على رده  ودحضه أحد أن الفرقان آلة مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين..!!!..

هذا وللقارئ أن يتدبر الآيات القرآنية التي ذكر الله عز وجل فيها الفرقان ثم بعد ذلك لابد له أن يعلم ليفرق ويفهم ثم يحكم .. من هذه الآيات قوله عز وجل  في سورة البقرة( وإذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلكم تهتدون ).

وقوله في أول آل عمران ( بعد بسم الله الرحمان الرحيم آلم الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان )./.

ومن هذه الآيات قوله عز وجل في سورة  الأنفال ( يا أيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ).. وفي سورة الأنبياء قوله جل جلاله : ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء و ذكرى للمتقين)./.

إلى غير هذه الآيات . هذا وتوجد في القرآن سورة بأكملها تسمى سورة الفرقان. يستهلها الله جل جلاله بقوله :   ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )./.

هذا ومن يتق الله يعلمه الله ويجعل له نورا من العلم يفرق به بين الفرقان والقرآن كما يفرق بالمخض بين الزبدة واللبن أو الثمرة والشجرة ..

وأما إذا وصل إلى صنع آلة الفرقان فإنه كذلك يستخرج منه بالعمل الجواهر الحية كما يستخرج النار من الحطب أو الفضة والذهب من أشباه المعادن والأحجار كما فعل قارون الذي عرف معدن الأسرار الحجر الأصفر الطيار والمرخ والعفار ولاقط الفضة و المغناطيس و النظائر المتقابلة في جواهر النفوس. لكنه أطغته كنوز الذهب فتمرد وأنقلب  فعاقبه الله.

ولذلكم الله لا يهب علمه للعصات ولكن  للمتقين .. أما آلة الفرقان فمن إنتاجياتها: الجواهر الحية التي من ورائها سكينة التابوت ( طائر حيوان ) وتلكم روحٌ ملكي ومن وراء هذا الروح الملكي الروح الإلاهي الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ذلك

هو الذي يمكن اليوم به إنقاذ العالم من فتنة كبرى كان ولا زال يتخبط فيها من أول فترة وجد على أرضه الإنسان سابحا في بحر من الدماء والألم والدموع .. والصالحون والزعماء المصلحون  فيه زاغت أبصارهم وبلغت قلوبهم الحناجر وماتوا بغيظهم وما وجدوا لخلاصه سبيلا ...

والعالم اليوم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما .. أما أن يستمر تحت سياط الفتنـة الساحقة الماحقة التي تسوقه حتما بخطي حثيثة سوقا إلى التدمير والفناء بالأسلحة الذرية وغير الذرية, وإما أن ينجز فيه المسلمون مشروع الحكمة القرآنية الأعظم ويصنعوا الفرقان وينجزوا مخطط عمله بجميع مراحله فتظهر من ساحته الجواهر الحية ثم سكينة التابوت ثم الروح الإلاهي القرآني المجسم الذي هو روح الله المصرح به في كتاب الله وهو الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ...

هذا ويوم أن يظهر على الأرض روح الله فإنه يسرع لمطاردة الشيطان فيطلبه في أقطار السموات والأرض حتى يجهده وينهك قواه .. ولما يعلم أنه غير متروك يأتي إليه ويسجد بين يديه فيضربه وهو ساجد فيقضي عليه فيومئذ يتغير العالم تغييرا جذريا لا مثيل له في التاريخ , فتتبدل الأرض غير الأرض , وترعى الذئاب مع الأغنام ويلعب الأطفال بالحيّات ومع السباع والهوام دون ما خوف أو وجل وتذوب الجبال بكلمته وتجمد البحار وتبطل ذخائر الحرب في جميع الأقطار وينطق بالألسنة الفصيحة الحيوان والأشجار والأحجار...

وتصير المعادن الخسيسة بين يديه ذهبا محضا ويستريح المرضى من أمراضهم عاجلا وتخرج بركة الأرض في كل ما تنتجه من الثمرات صنفا صنفا  حتى يأكل الجماعة من الرمانة الواحدة ويستظلوا بقشرتها ظهرا وليلا ويفيض اللبن في الضروع وتهيج الزروع هياجا غير مألوف وما ذلك كله إلا من عطاء الله .  ...

وأخرى تحبونها تزيدون على الرغبة فيها فوق الشوق حبا . باب جديد من رحمة الله يأتي مع الروح لا يفتحه الله على عباده إلا بعد اقتلاع عنصر الشر من الكون غصبا وذلك هو زوال عدو الله إبليس اللعين وفي ذلك وبعده خبر يزلزل العقول الراجحة جدا فتطير القلوب لسماعه فرحا وغبطة .. وإنه لحق في كتاب الله وهو لا محالة واقع بإذن الله بعد ظهور الروح التي بلمستها تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين (( فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون..وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون !!! ))

صدق الله العظيم. [سورة آل عمران الآية رقم 105 و 106]

 

يــا أمـة الإسـلام في المشرق و المغرب

قال عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 53 ( وإذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلكم تهتدون) . هذا وقد ثبت بعد ضرب الآيات القرآنية التي ورد بها ذكر الفرقان بعضها ببعض أن الفرقان غير القرآن وهو آلة مكنونة في القرآن تدعى ( في بشارة عيسى ) آلــة النبـــوة وقد ورد في ذلك نص الإنجيل أورده مقوقس القبط حيث قال لحاطب بن أبي بلتعة الصحابي لما جاءه بكتاب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه إلى الإسلام حيث قال المقوقس النصراني بعد مدة زمانية نظر خلالها في الإنجيل في بشارة عيسى بمحمد عليهما السلام قال :

"إني قد نظرت في آمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب عنه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكذاب ووجدت معه آلــة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى ... وسأنظر".

انتهى النص المرجع كتاب السيرة الحلبية الجزء الثالث الصفحة رقم 275 ..أما في كتب اليهود المقدسة المكتومة فقد عثرنا على هذا النص الذي يقول : [ وهرب موسى من الآلــة المصرية إلى الصحراء أين ركز آلـته الجديدة . ( السفينة المقدسة ) ومعه المعبد أو التابوت المحمول .. ..ويمنح شعبه تنظيما دينيا و عسكريا ]...

آلا فليحذر المسلم التأويلات الفاسدة الضالة والذين يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم .... ثم اعلموا يا أمة الإسلام رحمكم الله أن الله عز وجل ما اشتق لهذه الآلـة اسمها من فعلها فدعاها فرقانا إلا لعلمه أنها بمياهها و أشعّتها الذرية المتفجرة من دوران الزمان المتحرك فيها تفرق من خبث المعادن والجواهر مالا يتفرق أبدا , وتفعل عكس ذلك فتألف برحلة الشتاء والصيف مالا يأتلف ... هذا ولقد أنجز وتم صنع آلـة الفرقان هذه على عهد موسى وهارون كما ثبت ذلك وتحقق من خلال النصوص القرآنية والتاريخية النادرة ... ولو لم يكن إنجاز الفرقان قد تم فمن أين جاءت الجواهر الحية التسعة التي منها جوهر زحل الذي كان يتحول في يد موسى فيصير له عصا تحادثه وتماشيه وتحاكيه وتحرسه إذا نام و تصير ثعبانا عظيما إذا ألقاها لأبطال حجة المبطلين ... ولو لم يكن إنجاز الفرقان قد وقع في ظل الحضارة الفرعونية بنفوذ الفراعنة بعد تمهيد من نبي الله يوسف عليه السلام وعمل عظيم من قبل موسى وهارون فمن أين جاءت سكينة التابوت ( التي هي طائر حيوان لها وجه كوجه الإنسان ) . وهي روح ملكي دون درجة قوة روح الله التي سقط اليهود في منتصف طريق العمل وما بلغوها ...

آلا فانتبهوا يا أمة الإسلام فلا تضلوا كما ضل النصارى من بعد ولا تسقطوا كما سقط اليهود من قبل في منتصف الطريق وما بلغوا الروح الإلاهي التي هي غاية جميع الأنبياء عليهم السلام . لأنها الوسيلة الوحيدة للبشر كافة للاتصال بالله عز وجل في هذه الدنيا اتصالا  لا سلكيا من وراء حجاب .. فالروح إذا هي واسطة عظيمة كبرى ووسيلة وحيدة للاتصال والربط بين السماء و الأرض و الخالق و المخلوق واجب طلبها على جميع المسلمين بالفرقان وبالجهاد في سبيل الله كما أمرنا ربنا بذلك في قوله : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ).. الآية رقم 35 .. سورة المائدة

 

يا أمــة الإســلام

إن بلوغ الروح الإلاهي بعد الجواهر الحية و سكينة التابوت بآلـة الفرقان سيكون من نصيب أمة الإسلام كما أشارت وصرحت بذلك البشارات الواردة في الأحاديث النبوية الصحيحة وما عمل إنجاز الفرقان إلا مشروع إلاهي به أمتحن الله الأمم السابقة فسقطت كل أمة في أول الطريق أو في منتصفه .. وأصاب أمة الإسلام ما أصاب غيرها من الأمم ولكنها الآن بعد عودة مشروع الفرقان ناهضة بعد سقوط ومهتدية بعد ضلال ومنجزة للعمل الذي عجز عن إتمامه غيرها إن شاء الله ...

قال البخاري رحمه الله حدثني محمد بن العلي حدثني أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل المسلمين واليهود والنصارى ( مع الله عز وجل ) كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا آجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجرقوما آخرين بعدهم فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الذي جعلت لنا فيه فقال أكملوا بقية عملكم فإنما بقيّ من النهار شيء يسير فأبوا فاستأجر قوما آخرين أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا آجر الفريقين كليهما . فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ... انتهي الحديث الشريف وقد انفرد بروايته .

البخاري رحمه الله وفي هذا الحديث تعقيد لفظي ومعنوي سببه الروات سامحهم الله وما آفة الأخبار إلا رواتها كما يقال ... أما تصويب هذا الحديث وتصحيحه حتى يتطابق مع الواقع الصحيح ولا يتناقض معه يجب أن يكون على هذا النحو كما يلي..

مثل اليهود مع الله عز وجل كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في آجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر قوما آخرين هم النصارى فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الآجر . فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه .. فقال أكملوا بقية عملكم فإنه بقيّ من النهار شيء يسير فأبوا . فاستأجر قوما آخرين هم المسلمون أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا آجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ... انتهى الحديث وآجري على الله.

~//  ملاحظـــة هامـــة //~

نفهم من خلال هذا الحديث أن المقصود بيوم العمل هنا هو الدهر وأما أجزاء اليوم فهي أعمار الأمم الثلاثة اليهود والنصارى والمسلمون .

وأما العمل المطلوب منهم فهو إصلاح الأرض بالعمل الصالح وبناء الحضارة والتقدم عليها لتصبح صالحة لينجز على ظهرها الفرقان الذري من أجل إنقاذ العالم بالروح الإلاهي وربط الصلة بين الأرض والسماء والخالق والمخلوق .......

المرجع الذي أورد الحديث

تفسير ابن كثير وكذلك تفسير الخازن عند شرح قوله تبارك وتعالى : ( وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )... آخر سورة الحديد الجزء الرابع من تفسير ابن كثير صفحة رقم318.

 

يــا أمـة الإســلام في المشـرق و المغــرب

نجاتكم ونصركم وخلاصكم اليوم متعلق بإنجاز مشروع صنع آلـة الفرقان الذري وما أدراكم ما هو الفرقان . إنه لعجب عجيب ما مثله عجب . إنه لفرقان ذري في كتاب خبأه الرب جواهره الحية وسكينة التابوتية لما كانت عند موسى لا يمسها إلا المطهرون وهو اليوم بعد توفر شروط صنعه وظهور علاماته, إما غضب الله الأكبر وعذابه الملتهب أو نعيمه الباقي وخلاصه المرتقب .

صاحبه مشرد ومخططه مغتصب وعمله على وشك الضياع في فتنة المرتدين . فبادروا بصنعه قبل ضياعه يا آيها المؤمنون . فإنه لو صنع الفرقان في ساحة عريضة من الأرض ثم جاءت أفواج من كل بلاد الأرض وتتابع على رؤيته المرتابون والوثنيون ثم علموا أن هذه الآلة الزمانية العتيدة المترامية الأطراف بفلكها الأعظم وسراجها الشمسي الأفخم المتفجر في جوفها المظلم وأفلاكها الدائرة وحجبها المائرة وقدورها الفائرة على أسباطها الواسعة الباهرة وأقباسها النائرة تطوي الزمان طيا وتبعث الترب حيا جاءت مكنونة في كتاب الإسلام فإنهم لن يبرحوا ساحة الفرقان إلا وهم مسلمون وبهذه الحجة وهذا البرهان سيدخل في الإسلام أكثر آهل الأرض إلا المنافقين فإن الفرقان إذا صنع لن يزيدهم إلا حقدا إلى حقدهم وحسدا إلى حسدهم ولا يموتون إلاّ وهم كافرون ... أما جواهر الفرقان الحية إذا خرجت وهي بيضاء كالشمس وصفراء كالقمر وحمراء كالمريخ حية تسعى بالحياة مختلفة الألوان تنطق باللغات فيها أخبار الأرض وغيب السماوات . قد طويت فيها بحار من الزيوت المختلفة والحوامض القاطعة مع جبال من المعادن المسحوقات فتلك نشأة لصورة مطابقة للآيات التسع البينات التي استخرجها موسى من الفرقان الذي أنجز على عهده في ظل الحضارة الفرعونية . قال عز وجل :( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم)... وتلك هي التي اظهر بها موسى لقوم فرعون العجائب والمعجزات ولما تعنتوا أرسل بها عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ورفع الجبل فوقهم كأنه ظلة وألقى العصا وفلق البحر وأجمده في لحظات فإذا خرجت لنا هذه من فرقاننا بعد الإنجاز وظهرت معها الآيات والكرمات يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا أنا منتظرون ... وعاملون على إنجاز الفرقان ومنجزوه بإذن الله .....

 

يــا أمــة الإســـلام

لا تكونوا كالذين قالوا لموسى وهو يدير الفرقان ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) فإن العالم كله بعد مشاهدة الفرقان مصنوعا سيصبح بإذن الله جله مسلمين .... فبما رحمة من الله جاءكم اليوم من أظهر لكم الأمر الإلاهي الخفي والمشروع الفرقاني السوي وفصل لكم بين الأمرين العظيمين الفرقان والقرآن فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان . ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان.

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

أتى أمر الله فلا تستعجلوه .... هذا أول سورة النحل وهذا بلاغ من الله لعباده المؤمنين يا قوم فما هذا الأمر الذي أتى في الماضي وعائد إلينا بعد حين ... ؟؟؟؟

إنه مشروع الفرقان اليوم يا أمة الإسلام فأنجزوه ولا تؤجلوه ...

الفرقان وعصا موسى وسكينة التابوت. ذلكم هو أمر الله. أتى من قبل على عهد موسى وهارون   ،،،،  و هاهو قد عاد اليوم كما أشار إلينا بعودته عز وجل في قوله فلا تستعجلوه أي لا تستعجلوا خروج سكينته وعصاه  ..  فيا أمة الإسلام . اليوم وقد عاد إليكم الفرقان فأنجزوه ولا تعرقلوه بعد ما عاد أن تدور رحاه ... والروح من أمر ربي أي من أمر الله .

أما الروح الإلاهي فهي لم تظهر من ساحة فرقان موسى ولكنها ظاهرة بإذن الله من فرقاننا المحمدي القادم فما هو تفسيرها في القرآن ( والقرآن كما هو معلوم يفسر بعضه بعضا ) إنها ولا شك الدابة التي تخرج من الأرض , ومعها عصا موسى وخاتم سليمان وقد أجمع على ذلك الرواة والمفسرون .. والدابة خارجة من ساحة الفرقان المحمدي بعد بضع سنين من إنجازه وبين يديها عصا موسى وخاتم سليمان فتخطم  الناس بعصا موسى وتسمهم بخاتم سليمان فتبيض من مسها,  (  ورد في الأخبار الصحيحة التي تتفق مع آيات القرآن أن الدابة إذا خرجت هرب الناس منها فلا تثبت لها إلا عصابة من المؤمنين علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح بيدها رؤوسهم فتصير وجوههم من مسها مثل الكواكب الدرية.

تلك هي عملية التحويل وذلك هو لقاح الخلود الذي يصبح الإنسان بعده حيا لا يموت في قوة وجمال و شباب دائم ./.. )  وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين بصبغة من الله فبشر المبيضين . ( فأما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون . وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. ) صدق الله العظيم الآية رقم 106 من سورة آل عمران ...

أما كلمة خالدون في هذا المقام فوزنها أثقل من الدنيا مرارا عدد رمال  الدنيا وحصاها آلف آلف مرة حيث أن هذا الحدث سيكون في الدنيا بعد مصرع عدو الله إبليس على يد روح الله . الدابة .

وما الخلود في الحياة إلا صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون. ومن اصطبغ بها من المؤمنين يومئذ صار في رحمة الله من الخالدين  ،،،  وكيف لا يخلد في الأرض من فاز بمصافحة من روح الله فيشتعل وجهه نورا كما يشتعل الرصاص إذا طرح عليه جوهر الإكسير فيتحول ذهبا محضا خالدا لا يضمحل ولا ينحل ولا يبلى ولا يفنى إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين خلودا افضل نوعية من خلود الخضر في الحياة الدنيا عليه السلام ... فأسرعوا يا أمة الإسلام إلى إنجاز مشروع الفرقان وإلى صنع جواهره الحية وإنشاء سكينة التابوت وإظهار الروح قبل فوات الأوان فإذا فعلتم صرتم صالحين وصرتم أهلا للخلود في الأرض وكنتم لها وارثين .. قال عز وجل : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .. سورة الأنبياء الآية رقم 105 .

 

يا أمة الإسلام

تجدون قضية الفرقان وقضية الخلود في الحياة الدنيا وخلود الخضر و الروح كلها مفصلة في الكتاب المسمى . البشارة بالدعوة إلى إنجاز مشروع آلة الفرقان الذري لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهار روح القرآن جسما ظاهرا للعيان لخلود الإنسان وإنهاء دولة الشيطان إبليس لعنه الله عدو البشر كافة وهو من تأليف . صاحب الفرقان الشريف علي الداني.

 

تعليق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  ورد في الأخبار الصحيحة التي تتفق مع آيات القرآن أن الدابة إذا خرجت هرب الناس منها فلا تثبت لها إلا عصابة من المؤمنين علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح بيدها رؤوسهم فتصير وجوههم من مسها مثل الكواكب الدرية. تلك هي عملية التحويل وذلك هو لقاح الخلود الذي يصبح الإنسان بعده حيا لا يموت في قوة وجمال و شباب دائم ./..

 

أما وصف الروح الإلاهي في الإنجيل فقد روي البراء ابن عازب أحد أصحاب رسول الله قال:  لما بعث النبي عليه السلام وشاع في الأرض خبره جمع قيصر ملك الروم ألفا من القسيسين والرهبان ثم اختار منهم مائة ثم اختار من المائة عشرة وقال لهم في ما جمعهم من أجله تعلمون أن عيسى عليه السلام كان إذا قرأ صفة الطائر الذي في الإنجيل بكى وقال يا معشر الحواريين ..

إن هذا الطائر حجة على الخلق سيبعثه الله. رأسه من اللؤلؤ وعيناه من الياقوت ولسانه من النور وعنقه من المرجان ومن الهيبة والوقار جناحاه وذنبه الحياء والإيمان وريشه تضرب به الأمثال وأصل الزمان رجلاه... يخرج من فيه الخمر والعسل واللبن أنهار كل له مجراه. بفمه وجناحيه يسبح الله ولولا هذا الطائر لركب كل ذي عقل هواه ... قالوا نعم قال فامضوا إلى هذا الرجل العربي يفسر لنا هذا الطائر فإن فسره لنا آمنا به وصدقناه ....../...

نعم وقد فسره لنا عليه السلام ونزل القرآن بتفاصيل تكوين أجزائه وجواهره وأركانه بالفرقان في نشأت ثلاث و أفهمنا أن ذلك روح الله حيوان مستحدث من جماد له وجه إنسان ليس على وجه الأرض أحسن من الإنسان إلا هو    ،،،  ...

يخرج من ساحة الفرقان بعد الصيحة الكبرى في غمام كثيف فيفر الناس من حوله في رعب مخيف ولا تثبت له إلا عصابة من حزب الله علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح رؤوسهم فتصير وجوههم مثل الكواكب الدرية بصبغة من الله فيخلدون .

وتفاصيل ذلك وردت  في السنة وعند شرح قوله عز وجل في سورة النمل : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) .. والسنة تبين غوامض القرآن كما هو معروف ./..

أما تفاصيل كلام الروح فعجيب يطول في شرحه المقال واكتفي فيه بكلام قصير كلمة لولي الله سيدي محمد إقبال الذي تكلم في وصفه فقال :

 

حديث الروح للأرواح يسري       وتدركه القلوب بلا عنــــاء

ومعدنه ترابـــي ولكــــــــــن        جرت في لحنه لغة السماء

 

فهو الذي تشتد وتزداد حلاوته كلما طال وهو الذي يفلق الذرة بنفسه في الحال حتى يخر لوقعه ساجدا لله رغبة ورهبة من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ....

أما إذا اضطرب الروح وهاج وضج ولج في تسبيحه لله فإنه يهيج بهديل كالرعد يرمي بشرار مثل الشموس والأقمار شرر كالقصر كأنه جمالات صفر .

يغلب نوره ضوء النهار ./..

 

فيا أمة الإسلام

إلى هذه الغاية السامية الموصولة بالله يوصلكم الفرقان فإذا وصلتم إلى الروح بآلة الفرقان فقد فتح الله عليكم وفتحتم عليه بإذنه نافذة تكون وسيلة اتصال وتواصل بينكم وبين جنابه جلاله وصرتم موصولين بالله أكثر مما كان موصولا به موسى عليه السلام بواسطة الروح الملكي ( سكينة التابوت ) ... ألا فاتقوا الله واذكروه وسبحوه بكرة وعشيا لتفهموا الفرقان  ( آلــة النبوة )  وتنجزوه ../.. فبما رحمة من الله جاء كم اليوم من أظهر الأمر الإلاهي الخفي والمشروع الفرقاني السوي وفصل لكم بين الأمرين العظيمين الفرقان و القرآن ولو لا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

الخلود في الدنيا جائز وممكن بروح الله وهو [ صبغة الله ] لعباده الصالحين ( ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ). سورة البقرة الآية رقم 138

أما مصدره والطريق الموصلة إليه فشجرة الخلد وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية وما هي إلا الفرقان الذري الذي لا يوجد اليوم لا في الشرق ولا في الغرب .ولشجرة الفرقان هذه أزهار و ثمار و لقاح و ملقحات.

أما أزهارها   :        فالجواهر الحية التسعة ابتداء من جوهر الشمس إلى جوهر زحل و الذنب

وأما ثمارها   :        فسكينة التابوت ونظائرها من الأرواح الملكية

وأما لقاحهـا   :        فالروح الإلاهية الفرقانية التي هي طائر حيوان لها وجه إنسان

وأما ملقحاتها :        فأبناء آدم من البشر نساء ورجالا

 

وأما النفع والصلاح الحاصل من اللقاح فهو الانقلاب والتحول المفضي إلى الخلود في الدنيا بالجسد والروح لكل إنسان فاز بمصافحة من روح  الله الذي لا نجد له في الأرض مثلا رمزيا إلا الحجر الأسعد حيث هو يمين الله يصافح بها خلقه فيصبغهم بالبياض والسواد ..ف  ( تبيض وجوه وتسود وجوه ) ..وتلكم ( صبغة من الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون )  قال عز وجل : ( يا أيها الذين أمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ). سورة الأنفال ...

 

يا أمة الإســلام

كيف كان الروح الإلاهي موصوفا في الكتب السماوية المقدسة . ففي القرآن قال عز وجل في سورة النمل ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون

ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم  .................ــ لا ينطقون

وفي سورة المرسلات .قال عز وجل

مشيرا إلى الروح :   إنها ترمي بشرر كالقصر

كأنه جمالات صفر ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم....ــ لا ينطقون

وفي سورة النبأ قال :  عز من قائل

يوم يقوم الروح و الملائكة صفا ...................ــ لا يتكلمون

هذا ورحم الله من قال من لم يذق لم يفهم  .

 

أما عملية التحويل من الفنى إلى الخلود فهي تماما مثل عملية الأحياء بعد الموت فنحن الآن أحياء على الأرض ولكننا بمنزلة الأموات لتحقق نزول الموت بنا ولو بعد حين . في هذا المعنى قال عز وجل مشيرا إلى الذي يخلده بواسطة الروح .

( أمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) . سورة الأنعام الآية عدد 122

فهذا الذي تصبغه الروح بالبياض له نور يمشي به في الناس وأما المنافق الذي تصبغه الروح بالسواد فذلك هو الذي مثله في الظلمات ليس بخارج منها . صدق الله العظـــيم . ومن لم يذق لم يفهم .

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) . الآية رقم1 من سورة الفرقان

اعلموا يا أمة الإسلام أنه لو لم يكن بناء مشروع الفرقان الذري أمرا عظيما يعادل مشروعا ضخما في عصرنا الحاضر مثل مشروع بناء السد العالي بمصر مثلا أو إنجازا لمشروع أعظم ضخامة وقوة من مشروع صنع القنبلة الذرية لما بني له الإسلام دولة وهيأ له أمة نشر فيها القرآن . الذي يتضمن علم الفرقان الذي سماه الله عز وجل في القرآن (علم الكتاب) ... إذا يجب أن نقول :

من أجل الفرقان بني الإسلام دولة وبعث في الأرض حضارة واسعة لينجز في ظلها الفرقان كما أنجز من قبل في ظل الحضارة الفرعونية فرقان موسى و هارون ./..

لكن المسلمين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاء هم البينات وأصبحوا اليوم يجهلون هدف الإسلام الأعلى والغاية التي من أجلها جند الرسول عليه السلام الجنود وحشد الحشود وفتح الأرض شرقا وغربا وأستشهد من أجلها ملايين الرجال عبر العصور والقرون . وقد فعلوا إثناء فتوحاتهم العجائب والأفاعيل فاقتحموا بالعزم الصادق خنادق النار وهدموا الأصوار وعبروا الأقطار واكتسحوا الجبال وخاضوا البحار خوضا وهزموا الجيوش حربا وقاتلوا في سبيل الله صفا صفا وفتحوا ثلاثة أرباع الدنيا في مائة عام وهم قلة أشداء على الكفار رحماء بينهم لهم شغل بالقرآن ولا يفترون عن تسبيح الله ويستعذبون الموت والعذاب في سبيل الله  .......

لكن خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأعرضوا عن ذكر الله ورغبوا في المال ورغبوا عن القرآن فانحلوا ووهنوا وضلوا الطريق وخفيت عنهم الغاية العليا للإسلام . ( التي هي الفرقان والجواهر الحية والسكينة والروح الإلاهي المفضي بهم إلى الله ) . فأصبحوا ضائعين تائهين كثرة كغثاء السيل همهم بطونهم وغايتهم لذتهم لا يدرون إلى أين يساقون ولا ما يراد بهم وعيهم ميت وبأسهم بينهم شديد يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين . وحكامهم قد ضربوا للعالم أروع المثل في سقوط الهمة وانحطاط الأخلاق وسخافة التكفير حتى ركب اليهود ظهورهم وكأنهم على ظهور الحمير . يأمرونهم بتلهية الجماهير لصرفهم عن ذكر الله الجماعي في المساجد وصدهم عن الفرقان المكنون في القرآن .. فيفعلون ما يأمرون بهذا وبمثله تفرق المسلمون واختلفوا كما تفرقت اليهود والنصارى من قبلهم عن الفرقان وإلى يومنا هذا لا يزالون مختلفين متفرقين ...

لذلك حذرنا عز وجل من الوقوع في ما وقع فيه من سبقنا فقال : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) . سورة آل عمران الآية عدد 105 ..

ذلك لأنهم فشلوا جميعا وسقطوا في منتصف الطريق ولم يحققوا إنقاذ العالم بروح الله بعد أن صنعوا الفرقان .

ولما كان الأمر كذلك والحالة اليوم كما نرى .أليس من العدل والواجب أن تكون الراية اليوم والكلمة لأصحاب الفرقان ( الذي هو الزمان ) أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون ....

فلا يجوز لحزب الله بعد اليوم أن تهدا لهم نفوس وتطمئن قلوب حتى ينجزوا الفرقان ويشغلوه ولن ينجزه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ....

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

في يوم 14 فيفري من سنة 1986 م ظهر مشروع الفرقان الذري في جميع أنحاء الجمهورية التونسية .. بمجهود فئة من شباب حزب الله . فاستبشر به المؤمنون واشمأزت منه قلوب الشياطين . فبهتوا وما استطاعوا أن يعارضوه ولكن حرفوه وقزموه وحبسوا صاحب الفرقان ومن معه وتقولوا عليه الأقاويل وكادوا له المكائد المهلكة ودسوا له الدسائس واغتصبوا مخطط الفرقان وكتموه . وأحبط الله كيد المجرمين فأهلك الله الدجال الأكبر وأخزاه . ولكن خلف عدو الله زنادقة مضلون ينهجون نهجه ويتبعون خطاه فاقتحموا منزل صاحب الفرقان في غيابه مرة ثانية وثالثة وبحكم الغطرسة والهمجية سرقوا منه ما سرقوا وخربوا ما وجدوا ويعلم الله ما سرقوا وما خربوا ويطول شرح ما عملوا وقصدهم من وراء ذلك تخريب ما صنع صاحب الفرقان بيده لإبطال حجته وتدمير إنتاجه وضربه بسلاحه وتقليب القلوب عليه ليحولوا بينه وبين الأمة ويعزلوه ويبقى لهم الفرقان وهم يعلمون أن في ذلك القضاء على أمل الأمة وضياع الإسلام  .. ولكن من يطغى عليه الحسد يصمه ويعميه فيسلك نهج الهمجية والعدوان ولا يبالي في سبيل ذلك بشيء فكم شوهوا سورة صاحب الفرقان وافتروا عليه كذبا فنفثوا في الناس سما من قلوب حاقدة كاذبة خاطئة تنقد غلا وحقدا على صاحب الفرقان لا لذنب اقترفه ولكن حسدا من عند أنفسهم وطاعة للشيطان . وهم يعلمون ويتحققون إن هلاك الأمة وتدميرها في الحيلولة بينها وبين الفرقان . وهم إلى حد الساعة ما زالوا يعلمون ويخططون ويجتهدون ويمكرون وسيستمروا ولن يتوقفوا أبدا حتى تقوم خلافة الإسلام وتنفذ فيهم حكم الله ...

أولئك هم حزب الدجال الأكبر الذي فتن الناس في دينهم ومعيشتهم وخيرهم بين الخبز والدين . فاخضعوا له رقاب الرجال قهرا فهشموا العظام ضربا وقطعوا اللحم أربا أربا وفرضوا التخلف على الناس فرضا وأخضعوهم لعبادة غير الله فعبدوا الطاغوت كرها طلبا للمعيشة والحياة . فأعرض أكثرهم عن ذكر الله وحيل بينهم وبين فهم القرآن حتى جاءهم الفرقان الذي هو في حقيقته يمثل قرأنا مجسما .فكفروا به فسوف يعلمون . ولو علموا ما في ساحة الفرقان من آيات وعجائب مدهشات لأسرعوا إليها وتركوا عمل الشر والهذيان ولا يدعوا ما ليس لهم ويعطوا القوس باربها وفي علمهم أن جواهر الفرقان نور لا يبينها الله إلا للمتقين ...وأنى لهم أن يفهموا ما في ساحة الفرقان من سلطان مبين وعمل حكيم يجعل الحجر ناطقا بفصيح اللسان . كما كان السلطان الذي أوتيه موسى من قبل واستخرجه من عمل الفرقان . ألم يروا في سورة الروم ( أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ) .. ومن دون ذلك حركات الفرقان وآياته البينات منها امتحان المعادن والمكاشيف المتصلات والوزن والتركيب والحل والعقد والرجم والتأليف للمتنافرات والجمع والتفريق والحبس والتقييد للمتجاذبات والمطاحن والأفران والمغاسل والأحواض ونظام حركة المنشئات ... تكاليف في بدايتها تستلزم من المال والعمال ثلاثة آلاف تتضاعف حتى تصل إلى ثلاثين كلهم في عمل متوصل ليلا ونهارا مدة من الزمان تزيد أو تنقص عن عشرة أعوام ..

بمقدار مال بخل أن يجود بمثله قارون لما دعاه موسى وقومه للإنفاق على الفرقان ليصلوا به إلى الروح الإلاهي الحيوان . الذي كان يومئذ في برنامج موسى في الدار الآخرة من عالم التكوين فقالوا له يا قارون لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ في ما آتاك الله الدار الآخرة وإن الدار الآخرة ( هنا ) لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.......

 

أيــها اليائسون مــن روح اللـه

الذي لا ييأس مـن لقائه إلا القوم الكافـرون

أيــها الضـالون المضلّـون

إن الإسلام الذي اغتصبتم بالباطل سلطانه وجهلتم فرقانه ـــ أتباعه سيطلبونكم بين يدي الله وإن عددهم كثير وجمهورهم غفير. بحر من البشر زاخر له أول وليس له آخر . سيطلبون منكم حقهم في الإسلام وسيقولون لكم ــ إن فرقانه شجرة لا شرقية ولا غربية .

فأين هي ؟  وأين أخبارها وأين أزهارها وثمارها وأين هو لقاحها أكسير الحياة والخلود الصابغ لكل حي موجود ... ؟؟؟؟؟ .

فماذا فعلتم بدولته التي كانت بأيديكم لا تدور رحاها إلا بالوعيد بجلجلة كأصوات الرعد لا يبدي أحد قولا أمامها ولا يعيد . فأين هو طحينها بعد ألف وأربع مائة سنة من الطحن الجهيد كبلتم الأمة خلالها بالقيود وعاملتم رجالها ونساءها معاملة العبيد بعد أن مزقتموها قطعا قطعا وفرقتموها فرقا فرقا شيعا وأحزابا على كل قطعة وشيعة وحزب فاسق وعنيد أو جبار لعبيد يسوقهم بالعصا والمطرقة ومقامع الحديد والبارود إلى ما يريد . حتى انصرفتم عن الفرقان وجهلتموه ووجدتم أنفسكم آخر الأمر تحت أقدام أمريكا واليهود . وفسدت أمة الإسلام وضلت بفساد حكامها وإذا فسد الحاكم فسد كل شيء وإذا صلح صلح كل شيء والله يهدي من يريد الهداية للخلود . فهل بعد هذا من مزيد يا أصحاب الغي البعيد .

لقد فرطتم في كل شيء من أجل شهواتكم الرخيصة ولذات فروجكم الخسيسة . فما الفرق بينكم وبين الضالين والمغضوب عليهم بل هم والله على قلة ما عندهم  وكثرة ما عندكم هم أحسن منكم حالا واعز دولا وإن لم تعودوا إلى طريق الله لإنجاز مشروع الفرقان عاجلا ( وقد جاءكم كما أخبركم تبارك وتعالى بغتة وخيركم بينه وبين العذاب ) فما ينتظركم من البلاء أشد وأعظم ...

ولقد ظهرت بوادره فيكم . وذلك جزاء من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض .. خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون . فأين المفر من الله يا من كفرتم بالفرقان بعد أن أظهره الله ...؟؟؟

( وحرفتموه وقزمتموه وتقولتم عليه الأقاويل ) أنكم والله خسرتم أنفسكم قبل المكسب والمغنم فليس أمامكم في الآخرة إلا النار . وما خلفكم في هذه الدنيا إلا العار والشنار ــ .. وفضيحتكم بين يدي الله أشد وأخزى . والله على ما أقول شهيد .........

نعم وعدناكم قبل بضع سنين بحلول البلاء . وحل بكم البلاء ورأيتم كل داهية دهيا .

فما ذا عسى أنتم الآن فاعلون أيها الضالون المضلون الذين عجزوا عن شرح بلاغ الفرقان واشتغلوا بالوسائل عن الغايات ورضوا بزخارف الحياة التي تعقبها الممات ويئسوا من روح الله وفضلوا أن ينتظروا البلاء ولا يقبلوا على إنجاز الفرقان.

ألا تخافون أن يعمكم الله بعذاب أو بحرب عامة لا تبقي ولا تذر . ألم تروا كيف بدأ الله عز وجل ينذركم بلغة لسان الحال ولكن أكثركم لا يسمعون ولا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون .. أما اتعضتم بحرب الخليج وما وقع فيها من ضياع وتلف كبير للأنفس والأموال من غير طائل ومن قبلها الحرب مع إيران ..

أما رأيتم الزلزال كيف يضرب الأرض من قريب ومن بعيد .... ألم تكن لكم عبرة في قوم عاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات وبالفرقان فلما بنوا المدن والحضارات وملكوا القوة والصناعات ووفروا شروط إنجاز الفرقان أعجبتهم الحياة فاشتغلوا بالوسائل وتركوا الغايات وانصرفوا إلى المتعة واللذات واستخفوا بالآيات والإنذارات ونبذوا الفرقان وكانوا أكثر منكم وأشد قوة فأخذهم الله بذنوبهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ...

ألم تروا ما فعل الزلزال في مصر أما رأيتم المجاعة كيف أبادت شعب الصومال أما هيجان العنف والإرهاب في جميع بلاد الإسلام فحدث عن البحر ولا حرج وذلكم هو الهرج وما تلكم في الحقيقة إلا إرهاصات الفرقان ..... أما رأيتم ما وقع في الهند وكشمير ولبنان وبورما وأفغانستان وجو رجيا وأرمينيا وحرب بين الترك والأكراد وحصار مضروب على ليبيا والعراق وإهانة وإذلال لحكام العراق بتدمير أسلحتهم بين أيديهم وفي عقر دارهم ... وثورة إسلامية راشدة موفقة في الجزائر ومصر والعراق واليمن .

أخذ الله بيدها وأمدها بنصره وجعلها خالصة له ( ولن تكون خالصة له إلا إذا كانت من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان )

ومتى يعلن قواد الثورة ويجهروا بنيتهم في ذلك فبشرهم بنصر الله ....

أما ما حدث من أحداث منكرة شنيعة فضيعة في بلاد البوسنة والهرسك فذلك من مقت الله . أحداث زاغت منها الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ... منها المذابح الجماعية الكبرى ومحتشدات الاعتقال التي شرب فيها الناس بولهم من شدة العطش وأكلوا الثياب من شدة الجوع . وهذا كله أخف وأهون على النفس من مشاهدة ستين ألف فتاة من الفتيات المسلمات كلهن اغتصبهن جيش الصرب حبالى من الاغتصاب وهل أتاكم حديث اغتصاب الرجال أيضا وما فعل بهم جيش الصرب اللعين من فعل قوم لوط لعنهم الله وقبح سعيهم ... أما فتنة شعب فلسطين فهي فتنة مزمنة ما وجدت على وجه الأرض فتنة أعظم ولا أطول منها لأنها من أكبر أسبابها الدجال الأكبر المكتوب على جبهته كافر يفهمها من يقرأ ومن لا يقرأ ؟... وتلكم آية ظهرت ولكن الناس أكثرهم لا يبصرون وجلهم في غفلة وغرور .حقا  فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

إسرائيل اليوم تمتلك السلاح الذري وأنتم لا  تملكون لا  لكثرة ما عندهم وقلة ما عندكم ولكن لفساد مجتمعكم بعصيان الله وطاعة الفساق الظالمين ..

وعلماء الذرة السوفيات كلهم هاجروا إلى إسرائيل وأنتم تنظرون ...وأنتم اليوم بين قوي الشر وبين غضب الله محاصرون فليس لكم إلا خيار واحد للفرار من غضب الله والنجاة من بطشة المتربصين.

إنه إقامة الخلافة الإسلامية وأحياء الإمامة العظمى لإنجاز مشروع الفرقان الذري لصنع الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهار الروح الإلاهي وسيلتنا إلى الله من أجل الإنقاذ العام ولا شيء مع ذلك إلاّ الجهاد وطاعة الله .

يا أمة الإسلام إن البلاء نزل وما زال نازلا بكم من الله ولا أراه إلا يزداد شدة وقوة كل يوم ولا مفر ولا ملجا من الله إلا إليه .. فأطيعوا أوامر القرآن وأنجزوا مشروع الفرقان ذلك هو أمر الله أنزله إليكم فأنجزوه تفلحوا وإن لم تفعلوا فاعلموا أنكم مقبلون على الله عهد ستتحول فيه كل بلد من بلدانكم وكل قرية من قراكم إلى بوسنة وهرسك وفلسطين . ؟؟؟

ذلك هو النموذج الممتاز والمثل البليغ الذي قدمه الله إلينا في هذا الزمان وما أبلغه من مثل وما أروعه من عبرة لقوم يعتبرون لعلنا نفهم ونرعوي ونرجع إلى الله من قرب لأننا آنستنا الشواغل وملاهي الأندلس وأمثالها ونسينا مذابح فلسطين ..

وكل ما ينزل من بلاء إلا وعند الله ما هو أشد منه قوة فاحذروه وأرهبوه إن كنتم به مؤمنين فقد قال لبني إسرائيل لما غضب عليهم ( إني أنا الله لا إله إلا أنا أكرم من أكرمني وأهين من هان عليه أمري ) ...

فليس أمامكم للنجاة اليوم إلا باب واحد هو بعث الخلافة الإسلامية ولو في المنفى من أجل إنجاز مشروع صنع آلة الفرقان وإنقاذ العالم أجمع بالروح ...‘‘‘

ولا أظن أن أحد يؤمن بالله مسلما كان أو يهوديا أو نصرانيا يقف في طريق من يسعى لتحقيق إنقاذ عام كهذا ..؟! اللهم إلا أن يكون شيطانا ماردا مثل عدو الله بورقيبة ومن كان معه من مردة الشياطين من حزبه في تونس ..

( وما أكثر الشياطين  البشرية في هذه الدنيا ) ..ــ . ولكن على أهل الحق والخير والعدل والإيمان أن لا يفسحوا لهم المجال للبغي والعبث . فيكفي ما فعلوا من أعمال شريرة خسيسة صبت البلاء على العالم صبا وسحقته سحقا . فهم الذين قتلوا الأنبياء والأولياء وحاربوا المصلحين في كل زمان ومكان ورموهم بالسحر والجنون والإفك والزندقة والتطرف وما زالوا إلى حد الساعة يواصلون عملهم الهدام الذي لا ينتهي بالبشرية عادة إلا إلى الفتنة والخراب . كل ذلك مسجل عند الله في شريط كوني عجيب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها سنراه يوم العرض الأكبر يوم القيامة بين يدي الله .

وويل للكافرين من عذاب شديد ..........

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

إن مشروع الحكمة القرآنية لصنع آلة الفرقان الذري مشروع مستخرج من كتاب الله وهو عمل عظيم جدا في العلم والصناعة والفلك والكيمياء والهندسة والتكنولوجيا وهو كنز الدهر وأعجوبة الأعاجيب المخبأة في كتاب الله لأمة الإسلام .../.

واجب أكيد على أمة الإسلام إنجازه خصوصا بعد أن توفرت في الأرض أشراطه وانتشرت آلاته وآياته وشروطه وهو مصلحة عامة عظمى وإنقاذ محقق وحيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله ... ولقد رأيتم من حاربه وعطله وكتمه من أجل مصلحته الخاصة ومجده الشخصي كيف خذله الله وأخزاه . ولقد جربتم يا أمة الإسلام غير الفرقان حلا لمشاكلكم ففشلتم وتنازعتم في الأمر . واستكبر عدو الله الدجال الأكبر واستنكف عن قبول مشروع الفرقان وأخذته العزة بالإثم والعدوان واغتر جميع حكام المسلمين مثله بالقوة والسلطان وتمخضت جبالهم طويلا وما ولدت إلى حد الآن إلا الفئران والجرذان .‘‘ فماذا ينتظرون بعد أن ظهر الحق واضحا للعيان .

لقد أنذرناكم في البلاغ الفرقاني الأول بحلول البلاء ونزول كل داهية دهيا وبتأييد الله لا بمحض الصدفة حل بكم البلاء ومستكم كل داهية دهيا . فماذا تنتظرون فتداركوا أنفسكم قبل أن يعمكم به من يملك جنود السماوات الأرض ومن لا يعلم جنوده إلا هو ....آلا يا أمة الإسلام إني ومعي الفرقان أبشركم وأنذركم به وأحذركم الله . ولكن إن لم تسمعوا ولم تعملوا أو تتجاهلوا كما تجاهلتم من قبل فسأ وريكم دار الفاسقين . لقد استجاب الشباب المخلص وحده في تونس لنداء الفرقان وواجه كل ألوان العذاب وآبى أكثركم إلا القعود عن المشاركة في الجهاد ضد الحكام الكافرين ومن خلفهم أحزابهم المتمرسة بالنفاق وأولئك هم أشد كفرا ونفاقا من الكفار والمنافقين .. ؟؟

لقد بلغ السيل الربي وبلغ السكين العظم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر بعد كتمان مشروع صنع آلة الفرقان على عامة المسلمين .....

إن كتمان مشروع الفرقان على أمة الإسلام كان على قلوب المخلصين أشد وقعا من صواعق النار ، ولكنه كان على قلوب هؤلاء المنافقين بردا وسلاما ويل لهم من النار .. والسلاح الذري إن لم يظهر الفرقان لكافة المسلمين فإنه يوشك أن يتكلم غيرة من الله على الخلق وهو الغيور الجبار.والحق أن كتمه الظالمون لا تظهره إلا النار./..

وإن الله ليعذب العامة بعمل الخاصة سبحانه هو الله الواحد القهار ...   قال عز وجل : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )....

ألا فتحركوا من أجل أحياء خلافة الإسلام وبعث إمامته العظمى من أجل إنجاز مشروع الفرقان وأسرعوا إلى ذكر الله الجماعي في المساجد قبل فوات الفوت أو بالسلاح الذري ليضربنكم الله . أعذر من أنذر والأمن والسلام اليوم لمن يخاف الله .....

يا أمة الإسلام إن حزب الدجال الأكبر بكتمانهم الفرقان في تونس على أمة الإسلام قد شهروا الحرب على الله .

ولأمة الإسلام اليوم الحق في محاسبتهم ومطالبتهم بحقهم في الفرقان . ألا فاليستعدوا لما هم عليه مقبلون وليحذروا إمهال الله ومكره فإنه يمهل ولا يهمل وهو خير الماكرين ./...

قال عز وجل : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). الآية رقم 159 من سورة الحجر الأصفر.

فيا أصحاب المنطق المعوج والسكة العوجاء

لا علاج لما بأنفسكم إلا بطاعة الله . فإن رجعتم إلى الله بصدق نجوتم ونجا العالم من شركم. وإن بقيتم على ما أنتم عليه من ممارسة أعمال الشر والتهديم والكذب والتكذيب . فإن واحدا منكم أو اثنين فقط لو أطاعهما الناس وتصرفا على حسب ما تمليه عليهما رغبتهما لكانت فيهما أكثر من الكفاية لتخريب الأرض ومن عليها في أمد قريب . ولنا عبرة في رجلين قتلا ناقة صالح فأهلك الله القوم بأجمعهم كافة ./.

فكم أهلك الله أمما بعمل أفراد منها كانوا مجرمين ..

أنكم ترفضون مبدأ الحق فوق القوة . ولا تعترفون إلا بالقوي فلا تلوموا إلا أنفسكم إذا جاء يوم ( وهو قريب ) يرفض فيه خصومكم كل منطق وكل حجة وبرهان ولا يقبلون منكم عدلا ولا صرفا ........ فأدوا حقوق الله وحقوق عباده واعترفوا لأهل الفضل بفضلهم خير لكم . وإن لم تفعلوا طحنتكم رحى بغيكم بلبكم وقشوركم وحقكم وباطلكم ولا تلوموا يومئذ أحدا إلا أنفسكم ...؟؟؟ ألا فانصف خصمك أيها الظالم القوي قبل أن ينصفه الله منك والله على كل شيء قدير وبكل وما كان وما سيكون عليم خبير ...

 

.../ يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب /...

إن خير وسيلة نطلبها اليوم لإنجاز مشروع الفرقان هي الخلافة الإسلامية فإذا قامت الخلافة الإسلامية من أجل الفرقان فهي لله ويباركها الله ... وأما إن قامت من أجل النفوذ والسلطان فهي لغير الله ولا يباركها الله ... وأمة الإسلام اليوم لو حكمت بشرع الله لبادرت بإقامة الخلافة الإسلامية لإنجاز الفرقان قبل كل شيء ... أما أنها لو فهمت أن إقامة الخلافة والجهاد في سبيل الله وتحكيم شرع الله أمور لا تمت بصلة إلى الفرقان أو فعلتها لغير إنجاز الفرقان ظنا منها إن هذه الأمور الثلاثة غايات في حد ذاتها وليست وسائل إلى إنجاز الفرقان فإن ذلك لا يزيدها من الله إلا بعدا ومن الإسلام إلا جفاء ومن الفرقان إلا هجرا ..؟؟؟

ولو اعتكف أهلها كلهم في المساجد والصوامع وكانوا من الزاهدين ...؟؟؟

يا أمة الإسلام 

 ليكن في علمكم أن المساجد هي قواعد حزب الله وأن الأيمة هم رجال أعماله في كل بلاد الإسلام . وخير قربة تقربهم اليوم إلى الله هي رد الأمة إلى طريق الفرقان الذي هو بحق طريق الله الموصلة إليه هنا في الدنيا قبل الآخرة .... ولن يكون ذلك لهم إلا بقراءة بلاغ الفرقان هذا من أعلى منابرهم على الأمة مدة سبع سنين حتى يحفظه الخاص والعام عن ظهر قلب لينفتح بذلك الطريق إلى إنجاز الفرقان . وإذا لم يتم إنجازه قبل ذلك أو أثناءه فقراءة بلاغ الفرقان من أعلى المنابر أمر لا بد منه ولو كان الفرقان بصدد الإنجاز أو في حالة التشغيل والدوران...

فإذا أنجز الفرقان وبالجواهر الحية أزهر ثم بالسكينة والروح الإلاهي أشرق وأثمر فقد هلك الشيطان ونجح سعي الإنسان وارتبطت الأرض بالسماء واتصل المخلوق بالخالق الملك الديان وتخلص الإنسان من الشيطان بالقتل .

واستراح من متاعب العمل والشغل .!. وتفرغ للتلذذ بعبادة الله في ساحة القرب والاتصال . عند ذلك يتحقق قول الله عز وجل : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).....

يومئذ تكون الركعة الواحدة من الصلاة خير من الدنيا وما فيها . كما ورد ذلك في صحيح البخاري .

فإذا لم يكن قيام الخلافة ممكن إلا بالجهاد فإنه في هذه الحالة يصبح فرضا عينيا على كل مسلم ولا يسقط عنهم أبدا حتى تقوم للإسلام دولة على رأسها خلافة تنجز مشروع الفرقان وتحمي حماه ....... وبذلك تكمل أمة الإسلام ما عجز عن إتمامه من سبقها من الأمم وبذلك وحده تكون فعلا خير أمة أخرجت للناس وأفضل أمة عند الله ./..

إن الإسلام اليوم على الرغم من كثرة اتباعه وتعدد شعوبه ليست له دولة قائمة ولا جانب مرهوب. ولكن إذا قامت للمسلمين خلافتهم وظهرت إمامتهم العظمى ظهرت دولتهم حيث أن كل مسلم يصبح واجبا عليه السمع والطاعة للإمام وإلا فإن صلاته وصومه وزكاته وحجه وجهاده كله مردود عليه لا يقبله الله. ويوم القيامة لا يقبل الله منه عدلا ولا صرفا.  قال عز وجل : (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) سورة الإسراء الآية رقم 71

وبالتالي لا يعد من أمة الإسلام إذ السمع والطاعة للإمام هي ركن الدين الأول وقاعدته الأساسية ...؟ . إذا فلا يتغير حال المسلمين اليوم عاجلا إلا بتقوى الله أولا والسمع والطاعة للإمام ثانيا ... فبتقوى الله والسمع والطاعة يتغير حال الأمة بإذن الله وبالعصيان والنفاق يستمر بقاءها في الفتنة والبلاء والتفرقة والاختلاف وتحجب على الله إذا حيل بينها وبين الفرقان ... وما تفرق المسلمون واختلفوا من بعد إلا كما تفرقت اليهود النصارى من قبلهم عن الفرقان . ألا فاتفقوا ولا تختلفوا في عصر الفرقان وتجمعوا في ظلال شجرة الخلد حول شجرة الفرقان بذكر لا إله إلا الله بصدق وإيمان ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ذلك لأنهم فشلوا جميعا وسقطوا في منتصف الطريق ولم يحققوا إنقاذ البشر بروح الله بعد أن صنعوا الفرقان بسيناء وفي مدينة النحاس بمصر . واستخرجوا منه الجواهر الحية وسكينة التابوت وسقطوا دون الوصول إلى روح الله ...

فبما رحمة من الله يا أمة الإسلام سخر لكم اليوم من أخرج لكم مشروع الفرقان من القرآن وفصل لكم بين الأمرين العظيمين القرآن والفرقان فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان ... ؟ ... ؟؟؟ .

يا أمة الإسلام إن طاعة الله عزة وقوة وأن معصيته ذل وهوان . فكم عز المستضعفون بطاعة الله وكم ذل المستكبرون بمعصية الله .. وأنتم اليوم مقبلون على أمر عظيم أن لم تسبقوا إليه غلبكم عليه غيركم وسبقكم إليه ذلكم هو إنجاز الفرقان . فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه وأكثروا من ذكره تفلحوا إن شاء الله . وإن خالفتم وعصيتم لاتبؤوا إلا بالحسرة والخسران ولكم عبرة كبرى في نبي الله سليمان عليه السلام الذي وقع الزلل في بيته وهو لا يدري كيف انتفض الجوهر الحي المثبت بخاتمه وانفلت من يده وانتزع منه الملك والسلطان قال عز وجل في سورة ص ( ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) .

وهذا مع العلم أن تراث النبوة الحاصل في التابوت بعد موسى وهارون قد انتقل بالوصية والميراث حتى وصل إلى داود وسليمان . ودام التابوت في ملك إسرائيل أكثر من ثمان مائة عام وبموت الأرواح الحية الكائنة فيه وتحولها إلى حجر كريم ضاع مجد إسرائيل وذهب ملكها ولن يعود إليهم إلا إذا دخلوا في الإسلام وصدقوا في طاعة الله .../..

طب وعلاج جذري لما بالنفوس والقلوب

إنه ذكر الله . وهو هنا كما جاء في كتاب الــلــه استغفار أولا ثم صلاة على رسول الله عليه السلام ثم كلمة التقوى وهى لا إله إلا الله ثم الاسم الأعظم وهو الله الله الله تبارك وتعالى جل جلاله.

لابد لأمة الإسلام أن تعود لذكر الله في المساجد ذكرا جماعيا مرة في الأسبوع ساعة واحدة من الزمان وذلك يكون بعد صلاة العصر من يوم كل الجمعة امتثالا لأمره عز وجل حيث قال في سورة الجمعة ( يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله {واذكروا الله كثيرا} لعلكم تفلحون )....

تلكم هي حلق الذكر وتلكم هي رياض الجنة الوارد ذكرها في السنة  ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق الذكر  ...  أو كما قال عليه السلام  ..... هذا ومن أراد أن يزيد مع الذكر الجماعي ذكرا فرديا في منزله أو في مقر عمله أو في حقله فما عليه إلا أن يعيد الذكر الذي يذكره مع الجماعة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر أو المغرب.

وصورة الذكر كما يلي :

 

مائة مرة  أستغفر الله أستغفر الله

مائة مرة  اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

مائة مرة  لا إله إلا الله   لا إله إلا الله   لا إله إلا الله

هذا مع ثلاث مائة مرة   من الاسم الأعظم وهو  الله الله الله.

 

هذا ولا بد إذا أردنا نشاطا وقوة في الذكر أن نحضر في صحن كل جامع طبولا ومدافع يشرع في إطلاقها مع ضرب الطبول إذا وصل الجماعة في المسجد إلى ذكر الاسم الأعظم وهو الله الله الله من غير زيادة ولا نقصان مع المحافظة على الخشوع والأدب إثناء الذكر../. وبعد ذكر الله لا بأس بقراءة بلاغ الفرقان على الجماعة وفي الختام فاتحة الكتاب ودعاء لصاحب الفرقان بالوصول إلى العمل والإنجاز ... وتنتهي حلقة الذكر مع صلاة المغرب .

وبعد صلاة المغرب عشاء يقدم للجماعة في المسجد لا بد منه يتولى إحضاره الإمام و المسلمون من زكاة أموال المسلمين  ......

يا أمة الإسلام  هذا هو ذكر الله مفتاح مشروع الفرقان الذي من ورائه الجواهر الحية وسكينة التابوت ومن وراء السكينة روح الله الذي لا ييأس من لقائه إلا القوم الكافرون .

التكذيب به كفر ورفضه تدمير وعذاب في الدنيا والآخرة . فمن قبله أفلح ونجا ومن هان عليه آمره باء بغضب من الله ومأواه النار ولبئس المهاد ../.

جاء في الأثر إنه لو قيل لأهل جهنم أنكم ماكثون فيها سنينا عدد رمال الدنيا وحصاها لفرحوا ولو قيل لأهل الجنة أنكم ماكثون فيها عدد رمال الدنيا وحصاها لحزنوا ولكن يقال لهؤلاء وهؤلاء خلود بلا نهاية ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

أعلموا أن نبينا محمد عليه السلام وصحبه الكرام لم يفتحوا الأرض ويصلحوها بدين الله وينشئوا فيها خير أمة أخرجت للناس لتصبح غنيمة لهؤلاء المغتصبين العملاء الزنادقة الملاحدة الأجلاف حثالة السفهاء يعيشوا عليها ملوكا جبارين يعبدهم الجاهلون والمتملقون ويتخذونهم أربابا من دون الله ... أن الرسول وصحبه عليهم السلام لم يفتحوا العالم ويبنوا أمة من العدم بدم الشهداء ليقتسمها الملوك والرؤساء ويجعلوها شيعا ودولا وأحزابا ثم يتربعوا فيها على العروش وكراسي الحكم يستمتعون بالملذات والأمجاد الشخصية الكاذبة لا هم لهم ولا غاية إلا القصور والحفلات ومراقصة البنات والدعارة والزنى وشرب المسكرات. إنما فتح الرسول عليه السلام الأرض وبذل الأموال والأرواح والدماء ليجعلها صالحة لنا نحن اليوم لننجز فوقها مشروع الحكمة القرآنية الأعظم ونصنع الفرقان ونستخرج منه الجواهر الحية وسكينة التابوت ونظهر في النهاية للعالم الروح الإلاهي القرآني الذي هو الواسطة والوسيلة الوحيدة الكبرى بين الخالق عز وجل والمخلوقين وباب الإنقاذ العام الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون .

يا أمة الإسلام 

إن شروط العمل والإنجاز في الأرض قد توفرت والعلامات قد ظهرت ولا ينقصنا الآن إلا التحرر من سلاسل الطواغيت والمجتمع الطالح فاعملوا على الفراغ منهما في أقرب وقت ممكن وما عليكم بعد ذلك إلا أن تسرعوا بأقصى ما في جهدكم من الحزم والجد لصنع الفرقان الذري في ظل خلافة تكون على منهاج النبوة كما بشر بها عليه السلام لاستخراج الوسيلة العظمى للاتصال بجناب الله عز وجل والارتباط بحضيرة قدسه وساحة عرشه تبارك اسمه وتعالى شأنه ذو الجلال والإكرام ... إن هذا الأمر عظيم لا يتحقق لأمة الإسلام إلا بالعمل على سكتين متوازيتين سكة الجهاد الأكبر وسكة الجهاد الأصغر . ولذلك قال عز وجل : ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ).....

ألا فامتحنوا صدق الذين تحرروا من حكم العلمانيين ومن جبابرة البطش والطغيان مثل إيران والسودان وأفغانستان ....... قولوا لهم أن يصدعوا بخلافة الإسلام وأن يفتحوا مساجدهم لذكر الله كما جاء في البلاغ وأن يتحدوا من أجل إنجاز الفرقان ويكفوا عن الخلافات وضرب بعضهم بعضا . فإن فعلوا فإنهم صادقون وعملهم خالص لله . وإن لم يفعلوا فليس غايتهم الله . وإذا انتفى الشيء ثبت ضده فلا يريدون إلا الحياة الدنيا فاعرضوا عنهم حتى يتبين لهم الحق ويتوبوا إلى الله .

قال عز وجل : ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى )./....

الغاية هو الله الواحد الأحد رب كل موجود بحر النور الحي الذي ليس كمثله شي ولا ينتهي بحدود شهد العقل أن العجز عن إدراك كنهه أدراك . وما الروح إلا طائر حيوان موصول بنور الله المعظم المشرف الذي ما رآه شيء إذا استهل إلا خضع وذل . سرى فيه سريان الكهرباء واتصل به اتصالا مباشرا فكان له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ورجلا فلو قال لشيء كن لكان بإذن الله . يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله . طوبى لمن أسلم وجهه لله وجد عاملا بالفرقان كادحا إلى ربه كدحا بواسطة الروح للقياه . ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه . بعد دوران الفرقان وخروج الجواهر الحية وسكينة التابوت وقيام الروح وسيلتنا للقاء الله . أن هذا لحق واقع بإذن الله في يوم ليس ببعيد

ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا ... صدق الله العظيم ./..

 

فتــــــــوى

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله الذي تسبحه الأفلاك وترتعد من هيبته الأملاك واحد بلا عدد دائم بلا أمد لا يغلبه غالب ولا يفر من قضائه هارب . رب المستضعفين وقاصم الجبارين غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير

وبعد أن قضاء الله نزل بالعالم بعضه وما زال متلاحقا أضعافا مضعفة يتبع بعضه بعضا حتى يدرك المكذبين والمرتابين . وأن الحق الذي ينفع قد ظهر في تونس وكتمه على الأمة الإسلامية حزب المنافقين أولئك حزب  الدجال الأكبر بورقيبة لعنه الله .ولقد علم الخاص والعام أن الساكت على الحق شيطان أخرس وأن حزب بورقيبة كلهم ومن لف لفهم ومن كان معهم لعنهم الله شياطين خرس إذ هم الذين سطع حق الفرقان في محيطهم وعرفوه لكنهم كتموه بل أهانوه وحبسوه وحاولوا قتله مرارا متعددة ولما فشلوا سكتوا كأنهم لا يعلمون . وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الأمر الحق الذي ينقذ الأمة فعلا ولا باب لها من النفع والإنقاذ سواه ... بل يستحيل أن يأتي أمر آخر غير الفرقان ينقذ أمة الإسلام مما هي فيه من الفتنة ومما هي مقبلة عليه من سحق ومحق آت لا ريب فيه إن لم يكن الفرقان ... هذا ومع هذا كله أصحاب الشيطنة الخرساء من أجل شهواتهم الرخيصة ولذات فروجهم الخسيسة قذفوا بالفرقان وصاحبه إلى التلف . وأخيرا تجاهلوا الرسالة التي أرسلها صاحب الفرقان إلى الرئيس الجديد وهي 1/1/1991 أن هؤلاء هم الذين كانوا من قبل يقولون أن غايتنا هو التقدم والإصلاح. وليس التقدم والإصلاح بالدين . وأقبل عليهم مشروع الفرقان من القرآن . فلما  جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ..... ولقد تسأل بعض الناس عن حكم شرع الله في هؤلاء الذين أضاعوا حقوق الله وحقوق عباده فما عرفوا لربهم قدرا ولا لأحد من الناس فضلا قد داسوا على كل القيم والأخلاق واعتدوا على حرمات الله وعلى مشروع الفرقان الذي هو مشروع إنقاذ الأمة كافة بعد أن ظهر بتونس يوم الجمعة في 14 فيفري 1986 فاعتدوا عليه وعلى صاحبه ومن معه بكل شدة وقسوة وهم مع ذلك يعلمون أن مشروع الفرقان هو غاية كل الكتب السماوية وأمل جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام .. وحيث أن مشروع الفرقان هو غاية كل الكتب السماوية وأمل جميع الرسل والأنبياء الذي من وراء الجواهر الحية ومن وراء الجواهر الحية سكينة التابوت ومن وراء السكينة الروح التي هي خلاصة الكون وعروس الدهر التي ترتعد من هيبة جمالها الأملاك وهام بحبها العلماء من العباد والنساك علمها عجيب عزيز أخفي بالرموز كم بلغت نفوس المتشوقين إليه الحناجر وما بلغوه على مدى السنين والقرون .... وحيث أنه بفضل اللــــه وبرحمته ظهر في تونس أمر الفرقان للخاصة والعامة فتصدى إليه الدجال الأكبر وحزبه فأهانوه وحبسوه وكتموه واضطهدوه وشوهوه وتقولوا عليه الأقاويل وقالوا عليه قول الزور والكذب . لهذا يعلن صاحب الفرقان بموجب ذلك أنه من يوم ظهور الفرقان بتونس وأهل تونس كلهم نساء ورجالا صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم وجميع أعمالهم ما يتعلق منها بالدنيا والآخرة عرضة للإحباط عند الله ومعلقة بين الرفض والقبول لكونهم وقعت بين ظهرانيهم وعلى أرضهم أعظم جريمة تضر بالإسلام والمسلمين تلك هي محاربة الفرقان ومحاولة القضاء عليه مرارا متعددة خلال مدة طويلة تزيد على عشرين سنة !!!.

وسكوتهم على ذلك يعد مشاركة .وإنما يتقبل الله من المتقين ولا أرى لهم ملجأ ولا من ذلك مخرجا إلا أن يرجعوا إلى الله بالتوبة والاستغفار وينادوا بالقصاص من الحزب المجرم حزب الدجال الأكبر الذي منع الخير وحجبه على أمة الإسلام ونكل بالإسلام والمسلمين ضربا وقتلا وحبسا وتجويعا واعتداء على الحرمات...

ولا بد لهم مع ذلك من العمل والإعداد على بعث الخلافة لإنجاز مشروع الفرقان .. فإن لم يفعلوا وماتوا على غير توبة فلا أرى أن الله يقبل منهم يوم القيامة عدلا أو صرفا . وفي هذه الدنيا ليسوا في مأمن من عقاب الله لأن الرضى بالكفر كفر والرضى بالظلم مشاركة فيه وظلم ... فإن استجابوا اليوم لهذا النداء نجوا في الدنيا وبين يدي الله . وإن هم رفضوا أو ترددوا فسيحل بهم ما حل بأمثالهم من قبل . وإني ملاقيهم في موقف الحساب بين يدي الله عز وجل وإلى أين سيذهبون أو يفرون .. أقول قولي هذا لأن شروط إنجاز العمل الفرقاني توفرت الآن أكثر مما توفرت من قبل لدى الأمم الخالية في الحضارات الماضية . ومتى توفرت الشروط وحضر صاحب العمل والآذن والأمر وجب العمل والتارك له أو المتردد فيه أو الذي لم يدع إليه مثل هؤلاء الذين أمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض أعمالهم محبطة عند الله جزاءهم خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب . وقد حل ذلك بالذين نكصوا عن الدخول إلى الأرض المقدسة مع موسى لإتمام العمل الفرقاني الموسوي . فلا تكونوا مثلهم فيحل بكم ما حل بهم من قبل ./. أما محارب الفرقان بالقول أو بالعمل فهو محارب القرآن فلا يختلف اثنان في كفره . فلا يحل لمؤمن أن يصحبه أو يسلم عليه . قال عز وجل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )...الآية 113 من سورة هود . قال عليه السلام : إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعذاب ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب.

أن كل ما جرى من قبل في الماضي البعيد والقريب من أعمال الجهاد في سبيل الله فهو في حقيقة من أجل إقامة دولة الإسلام التي في ظلها ينجز مشروع الفرقان وهكذا يكون العمل لله ويباركه الله ويكون النصر نهايته بإذن الله. أما إذا كان الجهاد من أجل الأشخاص والغايات الخاصة أو مجرد الوصول إلى بساط الخلافة لإنجاز مشاريع وهمية فذلك لغير الله ولن يكون في الأمة إلا فتنة لا تبقي ولا تذر.... إلا فافتحوا أبصاركم و أسماعكم واستحضروا قلوبكم وعقولكم ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل . سماعون للكذب أكالون للسحت . فهذا برهان الله الأعظم وآيته الكبرى وحجته العظمى تنزل ساحتكم من كتاب الله مبشرة بنبأ روح الله العظيم كما وعدكم ربكم من قبل حيث قال : ( ولتعلمن نبأه بعد حين )./...

فلا ينفعكم والله مع الله أي عذر في السماوات ولا في الأرض أن كذبتموها كما كذب قوم من قبلكم في نصر الحق فأخزاهم الله وخذلهم خذلانا أبديا أولئك هم طغام صدام ..كفرة فجرة ذهب وذهبوا إلى جهنم لا أرجعهم الله .فإلى أين وصلوا بحربهم ضد ثورة الإسلام بعد ثمانية أعوام .؟ التي أرادوا قتلها في المهد ففشلوا ولكن اعترضوا سيرها وعطلوا خيرها وما غنموا إلا العار والخلود في النار. ليتهم يكونوا لغيرهم عبرة ولكن أكثر الناس لا يعتبرون. فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ./.

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب .

أمر الفرقان ليس كما تتصورون . بل هو أحسن مما تتوهمون وخير مما تظنون ولا يظهر لأمة الإسلام اليوم فضل على غيرها أبدا إلا بإنجاز مشروع الفرقان إلى نهايته العالية ... من غير أن تسقط في منتصف الطريق كما سقطت من قبلها الأمم الخالية ... وأنكم اليوم مخيرون بين نجازه و بين بلاء عظيم سينزل بكم من الله لا حد لمداه ./..

كما نزل بالذين فشلوا من قبلكم من أمة عاد وثمود إلى أمة اليهود والذين من بعدهم جاءتهم رسلهم بالبينات فآمنوا ثم كفروا وحلت بهم المثالات وباءوا بغضب من الله ... فلا تكونوا مثلهم وأسرعوا إلى العمل والإنجاز قبل فوات الفوت أو ليهلكنكم الله . فإن تصدى لكم المنافقون الذين يخفون الكفر ويظهرون الإيمان . وقد تصدوا . مع علمهم بالفرقان فلا تحاوروهم . وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ...

فإلى الذكر والعمل والإنجاز يا شباب الأمة انطلقوا وإلى نصب خلافتكم الإسلامية الموعودة تقدموا لتصنعوا تحت رايتها آلة الفرقان بإذن الله لتؤلفوا به الجواهر الحية وتستخرجوا سكينة التابوت وتظهروا للعالم الروح الإلاهي الوسيلة الوحيدة بيننا وبين الله عز وجل ألا فتطهروا وتطيبوا للقائهم بذكر الله . فإنهم أرواح ملكية وإلاهية طاهرة جدا لا يمسها إلا المطهرون ... فهذه فرصة الدهر التي لا تعوض ... وهذا قول فصل لا جدال بعده أبدا للمؤمنين. فإلى العمل والإنجاز تقدموا واستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ../.

 

يا أمة الإسلام

هذا شرح مختصر لبلاغ الفرقان كتبه صاحب الفرقان عبد الله ووليه أبو محمد الطاهر الشريف علي الداني الذي إن لم يدركه ربه بالروح فهو من أصحاب القبور وحي بين يدي ربه بإذن ربه يوم البعث والنشور .....فعلى كل مسلم يريد النصر والعزة للإسلام والمسلمين بعد اتصاله بشرح البلاغ هذا أن يحفظ ويفهم منه ما استطاع هو وأبناءه وذوي قرباه فإن ذلك حجة لهم وبرهان مع العمل على صدقهم في الدين بين يدي الله ومن أعظم الجهاد والقربات عند الله لأنه مفتاح كتاب الله وكنز من خزانه القرآن . فلا يجوز لأحد طبع منه نسخا أن يبيعها إلا بعد الاستئذان من كاتبه وناشره صاحب الفرقان .

أما توزيع البلاغ مجانا فلا بد منه لكل من يريد التقرب إلى الله وهو في وقتنا الحاضر واجب على كل مسلم لأنه جهاد مقدس في سبيل الله .

ولكي تحصلوا على حجة وبرهان فلا بد لكم من قبس من علم الفرقان .

فاطلبوه في الكتاب الذي كتبه صاحب الفرقان وهو بعنوان مشروع صنع آلة الفرقان فهو مفتاح كتاب الله وفيه الحجة والبرهان فإذا وصلكم فاحفظوه وانفضوا أيديكم من كل شيء لا يوصلكم إلى الله وفروا إلى الله في المصانع والمساجد تلك بيوت الله . وتمحضوا وتفرغوا لأمر الجهاد والخلافة والفرقان وأحذروا أن تنساقوا بغير شعور في الطريق اللهو واللعب والهذيان فإن تلك خدعة ومصيدة جعلها لكم أعداءكم بوحي من الشيطان ليصدوكم بها عن سبيل الله ويصرفوكم عن التفكير في أمر الجهاد والخلافة والفرقان .. فانتبهوا في الفخاخ وحافظوا على الوقت وحاسبوا أنفسكم عليه حسابا دقيقا وأحذروا حزب الشيطان أن يشغلكم بالفتنة أو يضرب بعضكم ببعض أو يلهيكم بالهامشيات أو بالطمع والأغراء أو بالنساء والمسلسلات أو بالضحك والكتب واللهو واللعب . ويلعب بكم ثم يضحك عليكم كما ضحك على من قبلكم من الآباء والأجداد وصرفهم عن الخلافة والفرقان والجهاد . فلا تكون مثلهم إن في ذلك حقا غضب الله. إلا فاحذروا ثم احذروا إن تنساقوا مع الألاعيب ويجرفكم التيار إلى الجحيم .. وتنسوا الجهاد والخلافة والفرقان .........

أما من جازت عليه حيل الشياطين وتلف وتاه فإنه أقام الدليل والحجة على أنه عبد لا يستحق الحياة فلا عذر له يوم القيامة بين يد الله ....

فالله الله عباد الله الجهاد والخلافة والفرقان

فالجهاد الجهاد الجهاد

في سبيل الله يا أمة الإسلام شدوا أزر إخوانكم في الجزائر وفي مصر وفي البوسنة والهرسك وفي العراق وفلسطين وغيرها من بلاد الإسلام حتى تكون الثورة الإسلامية عامة من أجل إعلاء كلمة الله وإقامة الخلافة الإسلامية الموعودة وإنجاز مشروع الفرقان ... خافوا الله وخافوا ذنوبكم ولا تخافوا العدو وكبروا الله عند اللقاء. فإن الله لا يغلبه غالب وما النصر إلا من عند الله . قاتلوا حكامكم الكفرة الفجرة السفهاء اليائسين من روح الله الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ... قاتلوهم يعذبهم الله بأيدكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي  صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على ما يشاء و الله عليم حكيم .../..

... زوال قلة خير من زوال أمة ...

يا أمة الإسلام 

إن الله وهب لكم الملك والسلطان على أحسن أراضيه من أجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وتنجزوا عليها مشروع الفرقان وليس للهو واللعب . فإن لم تفعلوا انتزعها منكم كما أنتزع الأرض والملك والسلطان ممن كان قبلكم فاعتبروا يا أولي الأبصار واحذروا غضب الله واعلموا أن زوال قلة خير من زوال أمة فليكن همكم في ذكر الله وفي صنع الفرقان المفضي بكم إلى الروح المستحدث بماء مهين ثقيل مشحون لازب دفين في قرار مكين .ذانك بحران من الزئبق الحي على النار يلتقيان . لهما ثلاثة أحواض بالساحة من فوق أوسطها سيول نيسان ومن تحته أتوان النار فإذا حان الوقت وتم العمل رفعت البوابات بحبال الفولاذ والجرارات وانطلق البحران يلتقيان بينهما برزخ قد رفعناه رفعا فانفجرا مثل سيل منهمر . فالتقى الماء على أمر قد قدره جعل النار عليه بردا وسلاما ذلك من آيات الله فهل من مذكر. يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ...

نحن في حرب مع الشيطان من أول الدهر

... يا بني آدم يا معشر البشر ...

إن جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام غايتهم واحدة وإن اختلفت طرقهم للوصول إلى تلكم الغاية . أن مشروع نوح وإدريس وبوذا وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى ابن مريم ومحمد هو مشروع واحد مادي محسوس يبتدي من المادة وينتهي إلى الروح الموصول بالله عز وجل . حوله الجاهلون والضالون المضللون إلى أمور معنوية باهتة وأوهام ابتدعوها من عند أنفسهم . لأنهم جهلوا الغاية القصوى والطريق الموصلة إلى العلم والعمل فضلوا وأضلوا .

يا بني آدم 

إن خير الطرق الموصلة إلى الله هو الطريق الإسلامي الذي بينه صاحب الفرقان فجربوا أن تسلكوه تكونوا من المهتدين ... يا بني آدم أن الحق والباطل ضدان لا يجتمعان إلا في ساحة الحرب والضرب وأن الغلبة في النهاية للحق دائما لأن الله مع الحق فكونوا مع الحق تكونوا من الغالبين وبالروح في الدنيا والآخرة بإذن ربكم تخلدون .

فإن قلتم كيف هذا يكون ونحن ما تحققناه . أقول : إنه بعد أن يقوم الروح سيتغير العالم تغييرا عظيما جدا وسينتهي الشر إلى الأبد ويكون الحكم والملك والأمر يومئذ لله .

قال عز وجل : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم  شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )...

فالمرغوب منكم اليوم يا أبناء آدم أن تقوموا بمظاهرة سلمية يقع تنظيمها مرة واحدة في غرة شهر ماي من كل سنة تنادوا فيها بالإنجاز لمشروع الفرقان وبالخلود للإنسان والموت للشيطان ويكون انطلاق هذه المظاهرة من المساجد الإسلامية والكنائس النصرانية والبيع اليهودية بعد أن تسمعوا من الخطباء قراءة لشرح بلاغ الفرقان المسمى  ( البشارة العامة العظمى بالإنقاذ الأعظم العام ) فإذا انطلق المتظاهرون يقولون جميعا بصوت واحد لا إله إلا الله محمد رسول الله . لا إله إلا الله عيسى روح الله لا إله إلا الله موسى كليم الله الإنجاز للفرقان والخلود للإنسان والموت للشيطان والروح لا ريب فيه آت رحمة للعالمين . يا بني آدم ليكن في علمكم أن جميع الرسل بشرت أممها بالإسلام وبمحمد عليه السلام . فالإسلام أفضل ملة عند الله ولكن المسلم إذا ترك الصلاة والزكاة فالعبد المتدين يهوديا كان أو نصرانيا أو بوذيا هو عند الله أفضل منه .كما أن اليهود والنصارى اليوم هم أفضل وأرحم من أحزاب النفاق المتحزبة التي تحكم اليوم أمة الإسلام بالحديد والنار والقوة العسكرية ...

وحتى لا يطمع الطامعون من الأمم الأخرى في الوصول إلى الروح عن طريق آخر غير الإسلام والقرآن . قال عز وجل في حديث قدسي :

لو سلكوا إلي كل طريق ولو استفتحوا علي كل باب ما فتحت لهم حتى يأتوا خلفك يا محمد . عليه وعلى آله السلام ...   .......

يا بني آدم 

 إن الشيطان لعنه الله كان أشد منا مكرا ودهاء حيث اتخذ من أبناء آدم حزبا جعل يحاربنا به من أول الدهر في غفلة من بني آدم وهم لا يعلمون وهو آفتنا الوحيدة الخفية عن أبصارنا فاعملوا على إظهار الروح إليه بآلة الفرقان ليريحكم منه وتكونوا من بعده قوما خالدين . فهو الذي أغوى أبانا آدم بشجرة الخلود والمعرفة ثم عرف كيف يحول بينها وبين أبنائه باستخدام فتنة النساء ليستمر بنا الفناء ويستمر له الخلود والبقاء . فاقطعوا عليه طريقه فقد جاءه الوقت المعلوم . فأسرعوا إليه ولا تمهلوه إن كنتم بقول ربكم توقنون  فمن أجاب وعمل أفلح ونجا ومن كذب وتولى لا يجني جان إلى على نفسه ...

من إنتاجيات الفرقان الموسوي

عجائب من الكائنات والمخلوقات زيادة على الجواهر

الحية التسعة وسكينة التابـــــــــــــــــــــــوت

فمن ذلك ما وصلنا خبره في القرآن مثل العجل الذي أخرجه السامري بقبضة ترابية فيها قوة كامنة من سر الحياة ألقاها السامري على كثيب من الذهب المذاب فثارت فيه الحياة وصار عجلا جسدا له خوار ...

كذلك الماء الثقيل المتحرك  ( ماء الحياة ) المرموز له بدم يحيى  . ذلك الذي عثر عليه الجبار الفارسي بختنصر في بيت المقدس بهيكل سليمان فاحتار فيه لما رأى له حركة وصوتا كضجيج النحل فسأل عنه أحبار اليهود فكتموا أمره فجعل يذبحهم على عتبة باب الهيكل ويسألهم ما هذا فلم يجيبوه حتى ذبح منهم سبعين ألفا ولما أسرف في ذبحهم أجابوه إنه دم يحيى أو ماء الحياة ...

هذا ويقال إن أمريكا اليوم استطاعت أن تنتج النار السائلة التي تشبه دم يحيى (ماء الحياة ) أو الكبريت الأحمر ... وحتى لو أنتجت أمريكا اليوم بتقنياتها الحديثة النار السائلة فإن أمر الروح لا طمع لها فيه لأنها بينها وبينه حجب سميكة لا يجتازها أحد إلا بإذن الله هذا وفهم منطق الطير أهون وأيسر من فتح رموز القرآن .!.

على أن لغة الطير لو فهمها الناس لاضطربت أحوالهم وتزلزلت قواعد أركان حياتهم وذلك فيها من أخبار الغيب المحجوب وآيات لسر كيماوي     رهيب ...

وأما رموز القرآن لو سلك الناس إليها طريق التقوى وفهموها ثم عملوا بها لسعدوا بها سعادة أبدية لا يشقون بعدها أبدا .

فيا صاحب الفرقان لقد أسمعت لو ناديت حيا . ولكن ...

فأين رموز توراة موسى وأين عجائب إنجيل عيسى وأين فرقان وقرآن محمد عليهم جميعا سلام الله . كل ذلك نبذه الأشقياء وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا وهرعوا يركضون خلف النساء خلف الشهوات البهيمية لا يلوون على شيء ... إلا فأربأ بنفسك يا مسلم عن هذه الحيوانية لا تقلد غيرك في سلوك تجهل عقباه فإن التقليد من المهالك وهو من طباع القردة فلا نقتدي بالقردة في طباعهم فنكون مقلدين لغيرنا بغير فهم ورويه . وما أهلك أمة الإسلام إلا التقليد الأعمى وقراءتهم للقرآن بغير فهم  على الطريقة ألببغاوية حتى مرت عليهم ألف وأربع مائة عام ما عرفوا فيها الكتاب من الفرقان .!.. وما عرفوا الصناعة الإلاهية في الخلق والتكوين هي أول ما نزل من القرآن . وقد خلقهم الله من معادن يعلمونها . كلا أنا خلقناهم مما يعلمون .

وما تلك إلا  ( ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ) جاءت في الرمز الإلاهي  ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل الذكرين حرم أم الأنثيين أم اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل أنثيين ومن البقر أنثيين قل الذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) صدق الله العظيم . ودون صنعاء سفر طويل .

( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) .. صدق الله العظيم .....

ومن لم يتدبر لم يفهم .../..

منطق جديد

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

ليس من أهل العلم من لا يعرف قوله عليه السلام  : افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فقيل من هم يا رسول الله قال من كانوا على ما كنت عليه أنا  وأصحابي... وهؤلاء لا شك هم الفرقة الناجية وهم أيضا هم الطائفة التي قصدها عليه السلام في حديثه المتواتر لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ... وها قد جاء في مشروع الفرقان والحمد لله . لكن من خلال هذا الحديث وأمثاله يفهم القاري إن أمة الإسلام ستحدث بها أحداث كبرى وتظهر فيها الفرق ويقع التبديل والتغير و الاختلاف حتى يضيع الحق ويصبح أثرا بعد عين . فإذا حان الوقت وجاء أمر الله وظهر الحق من جديد استغربه الناس وقالوا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين . ولقد قال لي بعض السائلين المستوضحين إن فهمك للإسلام وللقرآن على نحو ما جاء في بلاغ مشروع الفرقان يحمل منطقا جديدا لم نسمع به من قبل فقلت لهم ما لدي إلا كتاب الله . ولكنني أسألكم أنتم كيف تفسرون الأحاديث النبوية الصحيحة التي رواها البخاري رحمه الله والتي منها قوله عليه السلام يرد على حوضي أناس يوم القيامة فتردهم الملائكة فأقول يا رب أصحابي فتقول الملائكة إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ــ بدلوا بدلوا بدلوا ــ فأقول سحقا سحقا سحقا . أو كما قال عليه السلام.

وفي حديث آخر رواه البخاري أيضا يصف الرسول نفسه عليه السلام وهو في موقف القيامة والحساب قال : بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رجل فقال هلم قلت إلى أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج من بيني ومن بينهم رجل فقال هلم إلى أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . فلم يزل بهم كذلك حتى لم ينجح منهم إلا مثل همل النعم . أو كما قال عليه السلام .

فلا تعجبوا يا أمة الإسلام من خروج مشروع الفرقان من القرآن فقد كان السلف الأول منهم من يعرف آلة الفرقان بوصفها لا باسمها كما يدل على ذلك قول عامر ابن عامر البصري في هذه القصيدة العصماء التي منها :

طغى الجور والعدوان فاض فهل لكم       بني العزم في فكر لتحصيل آلــــــــة

لنبني قبل الغرق منها سفينــــــــــــة       فننجوا بها مــن هلك أمواج فتنـــــة

كان بتلك الفلك في حركاتهـــــــــــــا       كواكب أبراج تسير بدفة. إلى آخـره

 

ومن يستزيدنا الأدلة زدناه ومن يتطوع لله للعلم والعمل معنا في ساحة الفرقان من الرجال والنساء تقبلناه كيفما كان حاله ومستواه . كذلك لا تعجبوا يا قوم من النبأ العظيم نبأ الروح الإلاهي وظهوره من ساحة الفرقان فإن من علمه الله صناعة الخلق والتكوين مثل عيسى عليه السلام يعلم صدق ذلك وكان يأمله ويترجاه وكم كان يرجو لو قامت له دولة في أورشليم أن يخلق بآلة الفرقان من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله . ذلك هو الروح الذي كان يبكي إذا قرأ وصفه في الإنجيل بالطائر . ويقول إن هذا الطائر حجة على الخلق سيبعثه الله الخ ...

أما سلم ترتيب الأرواح على حسب أصنافها ودرجاتها فيبتدي صاعدا هكذا معدني فنباتي فحيواني فجني ناري فبشري من طين فملكي من نور وإلاهي من الجميع وذلك هو الذي سيظهر مجسما من ساحة الفرقان وهو الروح الموصول بنور الله الذي هوالمنتهى والميعاد . وأن إلى ربك المنتهى هكذا قال العليم الخبير الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير........

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

من الناس اليوم من لا يعلم إن العصر لمن يملك المعرفة والعلم والحرية ....

وقمة العلم والمعرفة النافعة كلها في مخطط الفرقان الذي يحتوي على أكثر من تسعين صورة تقنية فنية لا يباع بثمن مهما كان . أغتصبه عدو الله وعدو الإسلام الدجال الأكبر بورقيبة لعنه الله . فماذا فعل به عدو الله ؟؟؟. لا أحد يعلم ذلك إلا هو و بطانة السوء التي كانت من حوله . والصحافة المأجورة لها دور كبير هنا لو كان لها وعي بخطورة ما حدث . ولكن الصحافيين هم أيضا قوم لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة وأكثرهم لا يكترثون بما ينفع أو يضر البلاد والعباد ولو كانوا على عكس ذلك لنشروا بلاغ الفرقان في صحفهم بنصه الحرفي ...ولما لم يفعلوا فهم هنالك موظفون لتخريب البلاد وتضليل العباد . والدليل على ذلك أن أمة الإسلام مهددة في وجودها على وجه الأرض ويأتي مشروع كمشروع الفرقان للإنقاذ ولا ينشروه.

وهم مع ذلك كل يوم ينشرون المطولات من الباطل والهذيان . أن أكثر هؤلاء مرتزقة ليس لهم مثال ذرة من عقل  أو شرف أو خلق أو دين . لا شغل لهم إلا نشر الأكاذيب وإشاعة الفحشاء والمنكر . وما سبب هلاك الأمة الإسلامية إلا صحافتها الفاجرة في أبواق النفاق والتبعية للحكام الكافرين ...

رحم الله أبا العلاء المعري في قوله :

 

مل المقام فكم أعاشر أمـــــــــــة           أمرت بغير صلاحها أمراءهــا

ظـلموا الرعية واستجازوا كيدها           فعدوا مصالحها وهم أجراءها....

 

أمة الإسلام اليوم في فتنة عمياء وجهالة جهلاء لا يغير حالها شيء إلا مشروع الفرقان ونشر بلاغ الفرقان ولذلك  المنافقون والمندسون والحكام الكفرة الفجرة عرفوا فيه الخطر فكتموه خوفا على مناصبهم وفضلوا بقاء الأمة في الفتنة على أن ينشروه وينجزوه . ومن فضل البقاء في الفتنة ورفض مشروع الفرقان فهو لا شك كافر شيطان . ولا عجب أن دخل الرعب والفزع قلوب الكافرين والمنافقين لما شاع ذكر الفرقان فقد حدث من قبل في زمن فرعون لما ألقي موسى عصاه ( وهي جوهر حي مصنوع بآلة الفرقان ) وكانت فيه حكمة التشكيل والتصور فتصور في لمحة ثعبانا ينساب تحت أنظار الملايين من الحاضرين في ساحة الميدان فتدافع الناس فزعا ورعبا فمات عفسا ورفسا في ذلك اليوم خمسة وعشرون ألفا عدا من جرحوا من هيبة الثعبان . هذا هو جوهر زحل الذي صنع في مصر بآلة الفرقان وهذا وهو الذي أرسل به موسى الجراد على قوم فرعون فأكل كل شيء حتى الأبواب والنوافذ والمسامير وأهاج القمل على أرض مصر حتى صار فيها مثل حبوب الرمل في هيئة كثبان . ولا حديث عن جوهر الشمس الذي رفع الجبل لموسى إلى عنان السماء ونقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين في لمحة إلى سليمان . ولا عن جوهر المريخ الذي حول ماء مصر كله دما . ولا عن جوهر  عطارد الذي به أرسل الطوفان إلى غير هذه من الجواهر التسعة التي تم قبل السكينة إنتاجها بآلة الفرقان ... فأين المفر لأعداء الله من الله الذي نزل الفرقان في القرآن وفصله تفصيلا ثم فصل بينه وبين القرآن كما فصل بينه وبين الكتب السماوية كلها بصريح من وأضح البيان ...

وبيان ذلك في الآيات التي ذكر فيها الفرقان . وأول سورة آل عمران ... ..

وكل أمر عجيب في الأرض إلا عند الله ما هو أعجب منه وأكبر . لكن الذي وقع للفرقان في تونس عجبه أشد وأخطر . قصة يطول شرح فصولها مع فرعون تونس صانع الفحشاء والمنكر .أفرأيتم الدجال الأكبر كيف طغى وأكثر وفسق وأستكبر وهو الضال المضل الذي هو من قبل عورته أعور . والذين يرتزقون من ساحته  يدعونه المجاهد الأكبر وإذا انتفى الشيء ثبت ضده فهو الدجال الأكبر الذي خير الناس بين الخبز والدين وضربهم بعصي المذلة والجوع ثلاثة عقود من السنين ساقهم خلالها إلى الكفر والنفاق فأطاعوه واتبعوه وهم له كارهون .. ومن لم يصفق ويسبح له بالحمد منهم يمت جوعا وفتنة . تبا لهم في كل صبح بمدحه يلهثون . حتى زاغت من فتنته الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتحير في أمره المؤمنون وما استطاعوا أن يصيبوه ليقتلوه وقد أسرف فيهم بالسجون والدهاليز قتلا وتعذيبا واتخذ النساء مصايد للرجال وأفرط في إذلالهم إفراطا . أنتهك حرمة الله في جسد الإنسان وحارب الإسلام ونفى القرآن ونبذ رمضان وألقى بين الناس العداوة والبغضاء ووضف أبناء الزنى وكان بأحكام الله من الساخرين . مسخ شعب تونس مسخا وأحكم القبضة على أنفاسه خنقا وسلب منه دينه غصبا وزرع الخوف في القلوب والطمع في النفوس وداس على القيم والأخلاق وأمر الفساق وفتح مدارس للنفاق وباسم التقدم فرض التخلف على الناس فرضا وجعل الدين شكلا بغير مضمون وجسدا بلا روح وقدم عمله ذلك نموذجا للحكام الكافرين وأراد أن يعملوا مثل عمله وينسجوا على منواله في ما بقي من شعوب المسلمين . وفي عهده سب الجلالة جائز وأما سباب حضرته يفضي إلى السجن وإلى الذباحين . مكتوب بين عينيه كافر يفهمها من يقرأ ومن لا يقرأ . كما قال عليه السلام . ذلكم هو الصليب الذي رسم على جبهته في تمثاله المعلق على باب النفق بباب سويقة أنها لآية من آيات الله بارزة للعيان ولكن الناس أكثرهم لا يبصرون ومن كان من أتباعه وأذنابه الحجة وحدها لا تكفي لهدايته . بل لا يكفي لهدايته إلا الضرب على جبهته بالنار ../.

هو الذي ضلل السادات حاكم مصر وفرق به صف المسلمين وأوقع الأمة كافة في فتنة سيستمر شرها وبلاؤها إلى يوم الدين . هو الذي ستر الله عليه عيبه ونعته لأصفيائه بالتورية ولكنه تمرد على ستره وفضح نفسه بنفسه لاعتياده فضيحة المؤمنين . ولشدة وقاحته وجرأته صرح في ملأ قائلا : إنه كان يعتقد أنه لا يلد لأن له من الرواهش والمذاكير غير واحدة تذكر ومن كان كذلك حتما لا يلد وكذلك جاء في الحديث مثل ما أخبر . وقد رضي عدو الله أن يعبد مع الله بل من دون الله فهو الطاغوت الأكبر عاث في الأرض فسادا وحمل الناس كرها على ضلال مبين ... زعم الضال المضل علنا أن حجر الأورانيوم غير موجود في كتاب الله . وهو مفصل فيه تفصيلا لأولى العزم وأصحاب العمل العاملين وهو في حقيقة عنصره بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين إذا نظرت إليها خيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها هكذا قال المفسرون ... لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفتري . وكذب الذين قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ... ولكن من شدة ظهوره خفي في الظهور كما خفيت على أعين العميان شموس كثيرة وبدور ... بوائق الدجال الأكبر وأذنابه لا تحصى لكثرتها ولا يتسع لذكرها المجال . فالخلق عيال الله ومشروع الفرقان هو مشروع إنقاذ العيال . حاربه الدجال وداس بقدمه هو ومن معه على وجوه العيال فحقت عليهم بذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . قال عليه السلام ليتبعن الدجال أقوام يقولون أنا لنعلم أنه كذاب ولكننا نتبعه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر فإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم ./..قال عز وجل: ( وكأي من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون )... صدق الله العظيم

 

قطرة من فيض علم الفرقان وعددها ( 1)

وهي كقطرة من سحاب بأسبوع نيسان في جوف صدفة

بساحة لجة لا يكفي لشرح بيان كونها وتكوينها ألف كتاب

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

شجرة الخلد والخلود هي شجرة الموت والحياة أيضا الفلك الأعظم في الفرقان وتلك شجرة عندنا نصنع أساطينها من الفولاذ ومن النحاس نصطنع الغصون كأن على وسطها رحى ذات أسنان وغضون تطحن السنين والقرون بحركات متعاكسة وأفعال متشاكسة فيها من الزيارج والزيوج علوم وفنون كأني أرى لسرعتها اختلافا واسمع لحفيفها أنين الطواحين . فلو دارت على الصخر أفلاكها لصيرته كالشحم السمين . فيها الرياح اللاقحات الناشرات بنيسان وفيها كذلك الريح العقيم في وقت معلوم عدتها سبع ليال وثمانية أيام حسوما ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم . لا تهضم الصخر بعنف من توترها ولكنها باللين من نار السموم. تلك شجرة الخلد الميمون في أزهارها لا تعمل النار وفي ثمارها الخلود المبين. لا يملكها الشرق اليوم أو الغرب وهم عن صنعها عاجزون فإذا تم نصب أفلاكها في ظل خلافة إسلامية نوقد تحت كبريات قدورها نارا ونفجر بعصي تسعة أبحر كبارا ويرى الناس من آياتها الكبرى الأسرارا والأخبارا .حتى يقول القوم أن جاء الأمر وفار التنور وتغلي القدور ويعلوا شهيق وزفير وتصير بحور من مياه حية في قدور راسيات بخارا صاعدا وجبال من معادن شتى في جيوش من كيزان الحديد هباء منبثا كالعهن المنفوش نفشا والقطن الممشوط مشطا بعد أن نشويها شويا وننضحها نضحا ونسحقها سحقا ونحرقها بداء وعودا ونثيرها بالنفخ سحبا ونصرفها بالأفلاك النفاثات سما الصافات صفا المرسلات عرفا النازعات غرقا  الذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا على مزاليق الفولاذ جريا . والعاديات ضبحا فالموريات قدحا من ازندة الكهرباء ونبضات الشموع المرتكزة خلال الأسباط الإثنى عشرة المتقطعة في الأرض أمما سبطا سبطا فصلا فصلا شهرا شهرا يوما يوما وساعة ودرجة ودقيقة وثانية وثالثة تصريفا كتصريف الرياح آيات مفصلات يظهر من تلاقحها مزنا ويخرج من ذرتها شمسا في جو كله حركة دائمة وهياج مستمر بجوف صومعة من الفولاذ مركوزة الأركان في الإسمنت والحجر عليها من الحجب المتداخلة تسعة عشر. تدور بأحكام حراكه مستقر ... فهل عقل الآن المرتابون هنالك بروجا فيها سير ومجال للغيوم الرّجس والكواكب الخنّس الجواري الكنس فإن لم يعقلوا فاضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا . محله في الفلك الأعظم له مقادير وأوزان وعلى حجب الفلك الأعظم نحرك الفلك الأعلى ونضغطها بالفتل الملولب ضغطا عاليا جدا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ رضا . فإذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا مسترسلا متواصلا متلاحقا يتفجر في جوفها شمسا وقمرا ونجوما كل لطلعته عمل وسلطان ومن ذلك ينبثق نظام ودورة للزمان ... خلاصة المملكة الإلاهية هو الإنسان . وخلق الإنسان هو المحور الوحيد الذي تدور عليه آيات القرآن وأفلاك الفرقان ... إقراء باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق هذه أول آية نزلت من القرآن بها يعرف الإنسان الطريق إلى روحه ونفسه ومن عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه عرف كل شيء هكذا قال عليه السلام .....

ومن أراد أن يفهم القرآن فعليه بالسنة فهي مفتاح شرحه وبيانه وفي ذلك قال عز وجل : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ).. أما بداية الخلق التي دوخت جميع الفلاسفة من الأولين والآخرين فصلها لنا ربنا تفصيلا.

( أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). سورة الأنبياء

فمن هذه وعلى هذه في ستة ومن ثلاثة في ثلاثة مع تسعة خلق الإنسان من عَجَلِِ ؟ سأوريكم آياتي فلا تستعجلون... فصنعاء وإن طال السفر يا أمة الإسلام . من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه . أي لمعرفة نفسه . قال عز وجل : ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق )...

وها قد جاء اليوم تأويله بالأعمال لا بالأقوال فهل من عاملين .؟؟؟..

فلا نصر لكم اليوم أبدا يا أمة الإسلام إلا بالفرقان ومع الفرقان وصاحب الفرقان .

إلا وأن المذاهب والأفكار والملل والنحل والشيع قد كثرت وتراكمت وضاع بينها الحق الذي جاءنا من عند الله ذلك هو الذي ينفعنا حقا ولا حاجة لنا بسواه . إذا فما عدا القرآن والسنة والخلافة ومشروع الفرقان فهو ليس من عند الله . ذلك هو الباطل والتطرف فاجتنبوه إن كنتم تؤمنون بلقاء الله ... فيا أيها الملوك والرؤساء في أمة الإسلام أن الخلافة التي بشر بها المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى آتية لا ريب فيها وهذا أوان قيامها وظهورها وأنكم لا محالة مخلوعون وزائلون فيكفي ما قاسته أمة الإسلام منكم ومن أسلافكم فهذه فرصة لكم كَفِّروا فيها عما سلف فاخلعوا أنفسكم بشرف الأبطال واستقيلوا من الحكم بالحسنى والتي هي أحسن من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان للوصول إلى الإنقاذ العام بالروح الإلاهي الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ... فإن أنتم فعلتم نجوتم وأرحتم واسترحتم وفزتم بأكثر مما أعطيتم أضعافا مضعفة خالدين فيه.وإن رفضتم ( وهذا هو المتوقع ) وأبيتم إلا أن تقفوا حجر عثرة في طريق العلم والعمل والإنقاذ العام مثل ما اعتدتم فاعلموا أنكم في هذه الكرة مقبلون على حرب مع الله لا مع عباده ولله جنود السماوات والأرض وما يعلم جنود ربك إلا هو . فهذه فرصة تتاح لكم للنجـــــــاء في عامكم هذا فلا تضيعوها هداكم الله ... وأعلموا أن كل يوم يمر عليكم وأنتم في السلطة بعد هذا النداء إلا وهو زيادة في البلاء عليكم وعلى أمة الإسلام والعالم أجمع ولا يزيدكم ذلك من الله إلا غضبا وبعدا ... هذا وأني وإن كنت دعوتكم بالحسنى للتنازل عن الحكم ومتوقع منكم بل متحقق عدم الإجابة والرفض والصلف واللامبالات والشر والانتقام لضاربكم في نفس الوقت بسلاح لا يخطي أبدا وأنتم تجهلون مضاءه وقواه وتجهلون رجاله أولياء الله ...

إنه الدعاء سلاح المؤمن سلاح الموصولين بالله ما ضربت به ظالما قط صغر شأنه أو كبر إلا أزاله الله.  واسألوا عنه من جربه قبلكم وكان أشد منكم بطشا وأصلب مكسرا فكسره الله.ليته يكون عبرة وموعظة لغيره والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه ... ومن يعرض منكم أو يهون عليه مشروع الفرقان وأمر الله فسيرى العجب العجاب من رب يأخذ بالذنب قوى في الحرب صارم الضرب مفرج الكرب بغيض للكفر سريع في المكر شديد العقاب جل جلاله هو الله ... لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه وهو على كل شيء قدير وهو القهار فوق عباده وهو الحكيم الخبير .

اللهم من تشبث من هؤلاء بالحكم رغبة فيه راغبا عنك ولم يتنازل عنه من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان لنصرة الإسلام والإنقاذ العام والاتصال بحضرة جنابكم في الدنيا والآخرة اللهم زلزل أقدامه واطش سهامه وأجعل الدوائر كلها تدور عليه واجعله في جهنم من الخالدين المأبدين . واجعل معه من أعانه ونصره في سجن غضبك الذي لا يطاق... اللهم من بدل أو غير في كلامنا هذا بزيادة أو نقصان أو أحاطه بكتمان أو افترى علينا فرية أو أشاع علينا كذبة يريد استنقاصنا بها وليصد الناس بها عن سبيل الفرقان اللهم اهتك ستره وفرق جمعه وأذقه خزي الفضيحة في الدنيا والآخرة وأبده في العذاب الأليم .اللهم إن أمة الإسلام في فتنة كبرى مقسمة إلى أحزاب وطوائف وإمارات تضيع منهم كل يوم في غير طائل الأعمار والطاقات والأوقات وما كثرت بين أيدهم إلا الدعاوى الكاذبة والضلالات . إذا قرروا الشر أنجزوه وإذا قرروا الخير تركوه وإذا دعوا إلى الحق لا يسمعون وإذا سمعوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعملون وسبب بليتهم بعض حكامهم والسفهاء من شياطين الإنس اللهم أزلهم بسلام فيريحوا ويستريحوا . اللهم إن شرارة من غضبك اليوم بين ظهرانينا تسكن الأرض معنا وهي كامنة في السلاح الذري تنظر إلى العالم كافة بغيظ المظلومين ولهفة العاشقين المحرومين وشاهية الجائعين كما ينظر النمر الجائع إلى فريسة في قفار . وقلوب الشياطين من الإنس والجن حاقدة ماكرة تغلي من الحقد والغيظ على الفرقان وصاحبه كما تغلي المراجل على النار ...

والعالم اليوم كفراش بليل يقترب كل حين من هائج نار والناس بين أمرين على خيار... اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فأعنه ومن أرادهم شرا فاردد كيده لنحره واجعله من المقبوحين . اللهم اهدي أوروبا الموحدة إلى دينك القويم الحنيف فإنهم أقرب الناس إلى الإسلام وأقدرهم على إنجاز مشروع الفرقان . اللهم الف بين قلوبهم وقلوب المسلمين بالمحبة والرحمة حتى يكونوا يدا واحدة على عدوك إبليس اللعين .

اللهم لا جد فوق لقائك ولا حكم إلا حكمك والقضاء ينزل من عندك وأنت تفعل ما تشاء وأنت على كل شيء قدير ... اللهم لا تهلك من خلقك إلا الشيطان ومن عارض مشروع الفرقان . اللهم كن لنا عونا على العمل والوصول إلى الاتصال بجانبك الأعظم بواسطة الروح وأجمعنا في ساحة رضوانك بأولي العزم الذين عملوا بجد كبير من أجل الفرقان نوح وإدريس وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى ابن مريم ومحمد وعلي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

للحديث بقية والسلام . الإمضاء قضاء الله وقدره الذي لا يرد

أبو محمد   الطاهر الشريف علي الداني

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

للفرار اليوم من مقت الله النازل الآن بأمة الإسلام

على كل مسلم ومسلمة وعلى كل شاب مسلم وشابة مسلمة وعلى كل طفلة وطفل أن يمتلك من هذا الكتاب نسخة مجانا . وأن يبذل كل ما في وسعه لحفظه أولا ثم لفهمه وشرحه من لسان كاتبه صاحب الفرقان أن استطاع إلى ذلك سبيلا تلكم هي الحجة القوية والبرهان الساطع اليوم لكل مسلم يعد نفسه للسؤال بين يدي الله . ويريد الفرار في هذه الدنيا من غضب الله ومن نار جهنم يوم القيامة يوم الحساب إذا سأله الله ... ولكي يقيم المسلم اليوم الدليل والبرهان على براءته من النفاق لا بد له أن يشفع القول بالعمل بما يستطيع وأول ذلك أن يلتزم بالذكر الفردي والجماعي مع الذاكرين علنا في بيوت الله فإن تصدى له في المسجد من يمنعه من قول لا إله إلا الله فليقاومه بما استطاع كائنا من كان ولا يترك ذكر الله. فإن الساعة قد أزفت ودليل ذلك الشروط والعلامات وقسمه عليه السلام والله لا أمكث تحت الأرض خمسة عشر قرنا . صدق عليه السلام فها هو وعد الله ظهر اليوم مشعا للمبصرين وهو الذي اختلف فيه المرتابون وتساءل عنه المكذبون وكانوا عليه للرسل يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين .

ستنقلب أوضاع العالم في أمور كثيرة بعد ظهور روح الله وستنتهي شرور عامة بنهاية أجلها الذي حدده الله . فكل نفس ذائقة الموت يومئذ إلا من شاء الله وكلّ من عليها فان إلا من ابيضت وجوههم بلمس من روح الله . أولئك هم الخالدون وأولئك هم الثابتون يوم ظهور الروح فلا يفرون وأولئك هم المعنيون بقوله عليه السلام :

إن لله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لقربهم من الله . قالوا تخبرنا من هم يا رسول الله قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوا الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس .../.

صدق عليه السلام  والميدان لجميع الناس مفتوح

شريف علي الداني

آلة النبوة

البـشـــــــارة العــــــامة العــــــــظمى بالإنقــــــاذ الأعـــــــظم اللعـــــــــام

البـشـــــــارة

العــــــامة العــــــــظمى

بالإنقــــــاذ الأعـــــــظم

العـــــــــام

 

لأبي محمد الشيخ الطاهر الشريف علي الداني

صاحب مشروع صنع آلة الفرقان الذري

لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت

وإظهار الروح الإلاهي القرآني جسما ظاهرا للعيان

لخلود الإنسان والقضاء على دولة الشيطان إبليس

لعنه الله. عدو الله و عدو البشر كافـــــــة

أمل الأولين والآخرين

وغاية جميع الرسل والأنبياء جميعا

المشــــــــــــــروع الأعظـــــــــــــم

للإســـــــــــــلام

النابع من الحكمة القرآنية

لصنع آلة الفرقــان الذري

لتكوين الجواهر الحيـــة

واستخراج سكينة التابوت

وإظهار الروح الإلاهي القرآني

جسما ظاهرا للعيان لخلود الإنسـان

والقضاء على دولة الشيطــان إبليـس

لعنـه الله عـدو الله وعـدو البشـر كــافةَ

مقدمة

بـــسم الله الرحمــان الرحيــــم

.وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننّه للناس ولا تكتمونه )صدق الله العظيم  الآية 187 آل عمران)

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

لقد ثبت بالحجة و البرهان أن الفرقان آلة عظيمة جدا مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين اشتق لها عز وجل اسمها من فعلها فسماها فرقانا لأنها تفرق من خبث المعادن والجواهر مالا يتفرق وتألف مالا يأتلف .

فإذا قامت خلافة الإسلام الموعودة تم في ظلها صنع الفرقان ودارت بالعلم أفلاكه ورحاه,وطوى السنين والقرون في يوم أو بعض يوم غزل فيه بحار من الزيوت المختلفة والحوامض القاطعة مع جبال من الجدد البيض والحمر والغرابيب السود وألّف جميعها في بيضة في خلط مياهها ومعادنها السر الرهيب.

نخرج من طينها بعد الحضن والتكوين تحت الأشعة الفرقانية فراخا,مياهها المتجاذبة تصيح بشدة عند الجمع والتركيب ...

مخطط عمل الفرقان طويل عجيب غريب ذو مراحل وأطوار,تظهر الجواهر الحية التسعة من خلاله ثم يظهر الروح الملكي المسمى سكينة التابوت في الكتب والآثار.

وتلك هي الحجاب الذي كان الله عز وجل يكلم من ورائه موسى عليه السلام في ظلمة الليل أو في وضح النهار. وكانت السكينة عند موسى مع الجواهر الحية في تابوت من خشب الشمشار. وكان يسمع الأنغام من فوق الغطاء بجميع بدنه ويتلذذ بحلاوة المناجات والسماع أكثر مما يتلذذ بسماع المزامير والأوتار ......... وبعد الحصول على سكينة التابوت ( التي توقف بعدها فرقان موسى ) تأتي المرحلة الأخيرة الجامعة وهي مرحلة إظهار الروح الإلاهي القرآني المتصل والموصول بالله عز وجل اتصالا أكثر قربا من الروح الملكي سكينة التابوت ... والاتصال بالله عز وجل والوصول إلى لقائه في الدنيا بواسطة الروح تلك هي الوسيلة التي أمر الله المؤمنين بطلبها وقرن بأمرها الأمر بالجهاد .

فقال في سورة المائدة :( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ). الآية عدد 35

ذلك لأن الوصول إلى لقاء الله عز وجل  في الدنيا بواسطة الروح هو غاية الغايات وآمل كل المؤمنين بالله .

حيث ذلك هو الباب الذي لو انفتح على البشر لجاءهم كل خير بغير حساب ولابتعد عنهم كل شر وكانوا من الخالدين...

إذاً فالوصول إلى الله عز وجل في الدنيا بواسطة الروح هو أغلى ما كان يرجوه الرسل والأنبياء عليهم السلام وأقصى ما يتمناه العلماء والعارفون , وهو جائز وممكن بالروح الإلاهي في هذه الدنيا. الاّ أن الطريق إلى ذلك قبل اليوم كان غير معروف ... وهو حتما يبتدي من صنع الفرقان, ولذلك قال عز وجل : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ). الآية عدد 6من سورة الانشقاق...

هذا ولا يتم لنا صنع الفرقان إلا بإقامة الخلافة الإسلامية التي تجمع الأمة كلها في دولة واحدة ولن تقوم دولة الخلافة إلا بالجهاد في سبيل الله .. فالله الله عباد الله في الجهاد والخلافة والفرقان فهي حلقات مترابطة لا يقوم بعضها إلا ببعض.

وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

فإلى الجهاد فإنه اليوم مفروض عليكم للقضاء على الفتنة. فجاهدوهم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله . فليس لنا والله في هذه الفتنة إلا الصدق والصبر حتى نستأصلها بالجهاد . وإنكم يا أمة الإسلام اليوم لفي فتنة كبرى ماحقة ساحقة,تتخبطون فيها منذ زمان سحيق وحكامكم من فوقكم بوسائل الإعلام واللهو واللعب والمكر والكذب والنساء والمخدرات والصحف والمجلات والمسلسلات يريدون صرف أبصاركم عنها حتى لا تفكرون في الخروج منها بالجهاد وسوف لن تخرجوا من فتنتكم أبدا حتى تجاهد وهم و تقوم الخلافة ويدور في ساحتكم الفرقان ويخرج لكم الروح الإلاهي القرآني وإن ذلك أمر يتوقف اليوم عن العمل وحده وليس مع توفيق الله والعلم والعمل أمر مستحيل ...

لكن إبليس الشيطان وحزبه يقفون لكم بالمرصاد في هذا الطريق يمنعوكم من العمل والوصول, مستعينين بجهل الإنسان على حرب أخيه الإنسان .!..

ولكي نغلبه ونقضي عليه لا بد لنا أن نهادن بعضنا بعضا وندخل في السلم كافة و نتجه لمحاربة الشيطان وحزبه من الإنس والجن. فنقيم الخلافة وننجز الفرقان مع صاحب الفرقان لنخرج لهم الروح الإلاهي في النهاية .

فذاك هو الذي يقضي عليهم جميعا بإذن الله ... قال عز وجل : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم  بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )... الآية رقم 5 و 6 من سورة فاطر .../ ...

 

 

 

مـشــــــروع الحكمــــة القــرآنيــــة الأعـــظـــم

لـــصنــع آلــة الفــرقــان الـذري

لتكـويـن الجواهـر الحيـة

واستخـراج سكـيـنـة الـتـابـوت

وإظـهـار الـروح الإلاهي الـقـرآنــي

جـسـمـا ظـاهــرا للــعـيـان

لــخــلـود الإنـســان

وإنــهــاء دولــة الـشــيـطــان

إبــلــيـس لـعـنـه اللــه

عـدو الـبـشـر كــافــة

 

بِسْـــــــــــــمِ الَلـــــه الـرحـمـــــان الـرحـيـــــم

 

هذا بيان لشرح بلاغ الفرقان ببراهين وأدلة من الكتاب والسنة.

إِنَّ  بَلاغ َ الفُرْقَانِ هذا قد ظهر بتونس لعامة الناس يوم 14 فيفري1986 حيث طبعت منه و وزعت على الناس ستة عشر ألف منشور. ولقد كنت أظن أنه يوجد على الأرض علماء بكتاب الله يتولون شرحه وبيانه للناس. ولما لم يكن ذلك فها أنا ذا أبينه وأشرحه بنفسي.  وهذه خطوة أولى من طريق طويل,ولئن فسح لنا الميدان للعمل شرحناه بالعمل فهو أجدى وأنفع وقد جئنا للعمل لا للكلام ... والجدل .. وقد جاء هذا البلاغ الفرقاني بعنوان :

 

بـشـــارة عــامـــــة وبلاغ أكـيـد للنــاس كــافـــة

 

بســــم اللــــه الرحمــــان الرحيــــم

بسم الله الحمد لله الذي لا يحول ولا يزول ولا يتناهى في العقول بحر النعم والكمال الزاخر وفضاء الحسن والجمال الذي ليس له أول ولا آخر. قديم أول بلا بداية وحي آخر بلا نهاية سبحانه هو أحسن الخالقين وملهم المخترعين المبدعين رب المستضعفين وقاصم الجبارين. لا يغلبه غالب ولا يفر من قضائه هارب . لا إله إلا هو إليه المصير .../.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك والحمد والخلق والأمر يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالحكمة والفرقان رحمة  للعالمين . وأشهد أن عليا ولي الله وحجته البالغة على القاسطين والظالمين. قاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله على تنزيله ./ .

يــا أمــة الإسـلام فـي المشــرق والمغــرب

أنتم المجاهدون وأنتم الثوار ومنكم المهاجرون  وفيكم الأنصار وأنتم حزب الله المختارالذي يحمل مشروع الحكمة القرآنية الأعظم والفرقان الذري لكافة العالم .

يــا أمــة الإسـلام  قال الذي لا ينطق عن الهوى عليه السلام : على رأس كل مائة سنة يبعث الله لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها.  صدق المعصوم عليه السلام.

ولا يخفى على ذي بصيرة أن العصور مختلفة الأطوار والعلوم والأشكال ولكل زمان آية ورجال وحجة وبرهان يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام .

فلكل عصر يبعث الله برهانا يناسب مزاج أهله ويتفوق عليهم في ماهم فيه متفوقون ليثبت لهم آخر الأمر أنهم ما أوتوا من العلم إلاّ قليلا وإن الحول والطول والعزة والقوة كلها لله .

وإن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور... فآية عصر موسى السحر والسحرة وكان من فضل الله أن ضربهم الله بموسى وعصاه فبطل السحر وألقي السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون . وآية عصر عيسى كانت الطب والعلاج فأخرج الله لهم عيسى يبرئي الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله. ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله . وما خلق الله أحسن من خلق الناس فتبارك الله أحسن الخالقين... وآية عصر الجاهلية الأولى كانت البلاغة والفصاحة والبيان فبعث الله فيهم رسولا منهم نبيا أميا جاءهم بكتاب من عند الله عجزوا أن يأتوا بحديث مثله وأعجب من ذلك ينقضي الدهر ولا تنقضي عجائب القرآن....

وأما آية هذا الزمان الذي نحن فيه يا أمة الإسلام فهي كما تعلمون الآلة والصناعة والتكنولوجيا التي تفوق علينا بها الغير وركب اليهود أكتافنا فلا بد أن يخرج الله لها من كتابه آلة تكون آية ... لأن الآلة شيء من الأشياء والله عز وجل ما فرط في كتابه من شيء مهم وخطير إلا ذكره فكيف يهمل ذكر الآلة على أهميتها .؟؟؟

وقد ثبت بالحجة القاطعة والبرهان الساطع الذي لم يقدر ولن يقدر على رده  ودحضه أحد أن الفرقان آلة مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين..!!!..

هذا وللقارئ أن يتدبر الآيات القرآنية التي ذكر الله عز وجل فيها الفرقان ثم بعد ذلك لابد له أن يعلم ليفرق ويفهم ثم يحكم .. من هذه الآيات قوله عز وجل  في سورة البقرة( وإذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلكم تهتدون ).

وقوله في أول آل عمران ( بعد بسم الله الرحمان الرحيم آلم الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان )./.

ومن هذه الآيات قوله عز وجل في سورة  الأنفال ( يا أيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ).. وفي سورة الأنبياء قوله جل جلاله : ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء و ذكرى للمتقين)./.

إلى غير هذه الآيات . هذا وتوجد في القرآن سورة بأكملها تسمى سورة الفرقان. يستهلها الله جل جلاله بقوله :   ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )./.

هذا ومن يتق الله يعلمه الله ويجعل له نورا من العلم يفرق به بين الفرقان والقرآن كما يفرق بالمخض بين الزبدة واللبن أو الثمرة والشجرة ..

وأما إذا وصل إلى صنع آلة الفرقان فإنه كذلك يستخرج منه بالعمل الجواهر الحية كما يستخرج النار من الحطب أو الفضة والذهب من أشباه المعادن والأحجار كما فعل قارون الذي عرف معدن الأسرار الحجر الأصفر الطيار والمرخ والعفار ولاقط الفضة و المغناطيس و النظائر المتقابلة في جواهر النفوس. لكنه أطغته كنوز الذهب فتمرد وأنقلب  فعاقبه الله.

ولذلكم الله لا يهب علمه للعصات ولكن  للمتقين .. أما آلة الفرقان فمن إنتاجياتها: الجواهر الحية التي من ورائها سكينة التابوت ( طائر حيوان ) وتلكم روحٌ ملكي ومن وراء هذا الروح الملكي الروح الإلاهي الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ذلك

هو الذي يمكن اليوم به إنقاذ العالم من فتنة كبرى كان ولا زال يتخبط فيها من أول فترة وجد على أرضه الإنسان سابحا في بحر من الدماء والألم والدموع .. والصالحون والزعماء المصلحون  فيه زاغت أبصارهم وبلغت قلوبهم الحناجر وماتوا بغيظهم وما وجدوا لخلاصه سبيلا ...

والعالم اليوم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما .. أما أن يستمر تحت سياط الفتنـة الساحقة الماحقة التي تسوقه حتما بخطي حثيثة سوقا إلى التدمير والفناء بالأسلحة الذرية وغير الذرية, وإما أن ينجز فيه المسلمون مشروع الحكمة القرآنية الأعظم ويصنعوا الفرقان وينجزوا مخطط عمله بجميع مراحله فتظهر من ساحته الجواهر الحية ثم سكينة التابوت ثم الروح الإلاهي القرآني المجسم الذي هو روح الله المصرح به في كتاب الله وهو الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ...

هذا ويوم أن يظهر على الأرض روح الله فإنه يسرع لمطاردة الشيطان فيطلبه في أقطار السموات والأرض حتى يجهده وينهك قواه .. ولما يعلم أنه غير متروك يأتي إليه ويسجد بين يديه فيضربه وهو ساجد فيقضي عليه فيومئذ يتغير العالم تغييرا جذريا لا مثيل له في التاريخ , فتتبدل الأرض غير الأرض , وترعى الذئاب مع الأغنام ويلعب الأطفال بالحيّات ومع السباع والهوام دون ما خوف أو وجل وتذوب الجبال بكلمته وتجمد البحار وتبطل ذخائر الحرب في جميع الأقطار وينطق بالألسنة الفصيحة الحيوان والأشجار والأحجار...

وتصير المعادن الخسيسة بين يديه ذهبا محضا ويستريح المرضى من أمراضهم عاجلا وتخرج بركة الأرض في كل ما تنتجه من الثمرات صنفا صنفا  حتى يأكل الجماعة من الرمانة الواحدة ويستظلوا بقشرتها ظهرا وليلا ويفيض اللبن في الضروع وتهيج الزروع هياجا غير مألوف وما ذلك كله إلا من عطاء الله .  ...

وأخرى تحبونها تزيدون على الرغبة فيها فوق الشوق حبا . باب جديد من رحمة الله يأتي مع الروح لا يفتحه الله على عباده إلا بعد اقتلاع عنصر الشر من الكون غصبا وذلك هو زوال عدو الله إبليس اللعين وفي ذلك وبعده خبر يزلزل العقول الراجحة جدا فتطير القلوب لسماعه فرحا وغبطة .. وإنه لحق في كتاب الله وهو لا محالة واقع بإذن الله بعد ظهور الروح التي بلمستها تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين (( فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون..وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون !!! ))

صدق الله العظيم. [سورة آل عمران الآية رقم 105 و 106]

 

يــا أمـة الإسـلام في المشرق و المغرب

قال عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 53 ( وإذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلكم تهتدون) . هذا وقد ثبت بعد ضرب الآيات القرآنية التي ورد بها ذكر الفرقان بعضها ببعض أن الفرقان غير القرآن وهو آلة مكنونة في القرآن تدعى ( في بشارة عيسى ) آلــة النبـــوة وقد ورد في ذلك نص الإنجيل أورده مقوقس القبط حيث قال لحاطب بن أبي بلتعة الصحابي لما جاءه بكتاب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه إلى الإسلام حيث قال المقوقس النصراني بعد مدة زمانية نظر خلالها في الإنجيل في بشارة عيسى بمحمد عليهما السلام قال :

"إني قد نظرت في آمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب عنه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكذاب ووجدت معه آلــة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى ... وسأنظر".

انتهى النص المرجع كتاب السيرة الحلبية الجزء الثالث الصفحة رقم 275 ..أما في كتب اليهود المقدسة المكتومة فقد عثرنا على هذا النص الذي يقول : [ وهرب موسى من الآلــة المصرية إلى الصحراء أين ركز آلـته الجديدة . ( السفينة المقدسة ) ومعه المعبد أو التابوت المحمول .. ..ويمنح شعبه تنظيما دينيا و عسكريا ]...

آلا فليحذر المسلم التأويلات الفاسدة الضالة والذين يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم .... ثم اعلموا يا أمة الإسلام رحمكم الله أن الله عز وجل ما اشتق لهذه الآلـة اسمها من فعلها فدعاها فرقانا إلا لعلمه أنها بمياهها و أشعّتها الذرية المتفجرة من دوران الزمان المتحرك فيها تفرق من خبث المعادن والجواهر مالا يتفرق أبدا , وتفعل عكس ذلك فتألف برحلة الشتاء والصيف مالا يأتلف ... هذا ولقد أنجز وتم صنع آلـة الفرقان هذه على عهد موسى وهارون كما ثبت ذلك وتحقق من خلال النصوص القرآنية والتاريخية النادرة ... ولو لم يكن إنجاز الفرقان قد تم فمن أين جاءت الجواهر الحية التسعة التي منها جوهر زحل الذي كان يتحول في يد موسى فيصير له عصا تحادثه وتماشيه وتحاكيه وتحرسه إذا نام و تصير ثعبانا عظيما إذا ألقاها لأبطال حجة المبطلين ... ولو لم يكن إنجاز الفرقان قد وقع في ظل الحضارة الفرعونية بنفوذ الفراعنة بعد تمهيد من نبي الله يوسف عليه السلام وعمل عظيم من قبل موسى وهارون فمن أين جاءت سكينة التابوت ( التي هي طائر حيوان لها وجه كوجه الإنسان ) . وهي روح ملكي دون درجة قوة روح الله التي سقط اليهود في منتصف طريق العمل وما بلغوها ...

آلا فانتبهوا يا أمة الإسلام فلا تضلوا كما ضل النصارى من بعد ولا تسقطوا كما سقط اليهود من قبل في منتصف الطريق وما بلغوا الروح الإلاهي التي هي غاية جميع الأنبياء عليهم السلام . لأنها الوسيلة الوحيدة للبشر كافة للاتصال بالله عز وجل في هذه الدنيا اتصالا  لا سلكيا من وراء حجاب .. فالروح إذا هي واسطة عظيمة كبرى ووسيلة وحيدة للاتصال والربط بين السماء و الأرض و الخالق و المخلوق واجب طلبها على جميع المسلمين بالفرقان وبالجهاد في سبيل الله كما أمرنا ربنا بذلك في قوله : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ).. الآية رقم 35 .. سورة المائدة

 

يا أمــة الإســلام

إن بلوغ الروح الإلاهي بعد الجواهر الحية و سكينة التابوت بآلـة الفرقان سيكون من نصيب أمة الإسلام كما أشارت وصرحت بذلك البشارات الواردة في الأحاديث النبوية الصحيحة وما عمل إنجاز الفرقان إلا مشروع إلاهي به أمتحن الله الأمم السابقة فسقطت كل أمة في أول الطريق أو في منتصفه .. وأصاب أمة الإسلام ما أصاب غيرها من الأمم ولكنها الآن بعد عودة مشروع الفرقان ناهضة بعد سقوط ومهتدية بعد ضلال ومنجزة للعمل الذي عجز عن إتمامه غيرها إن شاء الله ...

قال البخاري رحمه الله حدثني محمد بن العلي حدثني أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل المسلمين واليهود والنصارى ( مع الله عز وجل ) كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا آجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجرقوما آخرين بعدهم فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الذي جعلت لنا فيه فقال أكملوا بقية عملكم فإنما بقيّ من النهار شيء يسير فأبوا فاستأجر قوما آخرين أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا آجر الفريقين كليهما . فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ... انتهي الحديث الشريف وقد انفرد بروايته .

البخاري رحمه الله وفي هذا الحديث تعقيد لفظي ومعنوي سببه الروات سامحهم الله وما آفة الأخبار إلا رواتها كما يقال ... أما تصويب هذا الحديث وتصحيحه حتى يتطابق مع الواقع الصحيح ولا يتناقض معه يجب أن يكون على هذا النحو كما يلي..

مثل اليهود مع الله عز وجل كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في آجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر قوما آخرين هم النصارى فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الآجر . فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه .. فقال أكملوا بقية عملكم فإنه بقيّ من النهار شيء يسير فأبوا . فاستأجر قوما آخرين هم المسلمون أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا آجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ... انتهى الحديث وآجري على الله.

~//  ملاحظـــة هامـــة //~

نفهم من خلال هذا الحديث أن المقصود بيوم العمل هنا هو الدهر وأما أجزاء اليوم فهي أعمار الأمم الثلاثة اليهود والنصارى والمسلمون .

وأما العمل المطلوب منهم فهو إصلاح الأرض بالعمل الصالح وبناء الحضارة والتقدم عليها لتصبح صالحة لينجز على ظهرها الفرقان الذري من أجل إنقاذ العالم بالروح الإلاهي وربط الصلة بين الأرض والسماء والخالق والمخلوق .......

المرجع الذي أورد الحديث

تفسير ابن كثير وكذلك تفسير الخازن عند شرح قوله تبارك وتعالى : ( وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )... آخر سورة الحديد الجزء الرابع من تفسير ابن كثير صفحة رقم318.

 

يــا أمـة الإســلام في المشـرق و المغــرب

نجاتكم ونصركم وخلاصكم اليوم متعلق بإنجاز مشروع صنع آلـة الفرقان الذري وما أدراكم ما هو الفرقان . إنه لعجب عجيب ما مثله عجب . إنه لفرقان ذري في كتاب خبأه الرب جواهره الحية وسكينة التابوتية لما كانت عند موسى لا يمسها إلا المطهرون وهو اليوم بعد توفر شروط صنعه وظهور علاماته, إما غضب الله الأكبر وعذابه الملتهب أو نعيمه الباقي وخلاصه المرتقب .

صاحبه مشرد ومخططه مغتصب وعمله على وشك الضياع في فتنة المرتدين . فبادروا بصنعه قبل ضياعه يا آيها المؤمنون . فإنه لو صنع الفرقان في ساحة عريضة من الأرض ثم جاءت أفواج من كل بلاد الأرض وتتابع على رؤيته المرتابون والوثنيون ثم علموا أن هذه الآلة الزمانية العتيدة المترامية الأطراف بفلكها الأعظم وسراجها الشمسي الأفخم المتفجر في جوفها المظلم وأفلاكها الدائرة وحجبها المائرة وقدورها الفائرة على أسباطها الواسعة الباهرة وأقباسها النائرة تطوي الزمان طيا وتبعث الترب حيا جاءت مكنونة في كتاب الإسلام فإنهم لن يبرحوا ساحة الفرقان إلا وهم مسلمون وبهذه الحجة وهذا البرهان سيدخل في الإسلام أكثر آهل الأرض إلا المنافقين فإن الفرقان إذا صنع لن يزيدهم إلا حقدا إلى حقدهم وحسدا إلى حسدهم ولا يموتون إلاّ وهم كافرون ... أما جواهر الفرقان الحية إذا خرجت وهي بيضاء كالشمس وصفراء كالقمر وحمراء كالمريخ حية تسعى بالحياة مختلفة الألوان تنطق باللغات فيها أخبار الأرض وغيب السماوات . قد طويت فيها بحار من الزيوت المختلفة والحوامض القاطعة مع جبال من المعادن المسحوقات فتلك نشأة لصورة مطابقة للآيات التسع البينات التي استخرجها موسى من الفرقان الذي أنجز على عهده في ظل الحضارة الفرعونية . قال عز وجل :( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم)... وتلك هي التي اظهر بها موسى لقوم فرعون العجائب والمعجزات ولما تعنتوا أرسل بها عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ورفع الجبل فوقهم كأنه ظلة وألقى العصا وفلق البحر وأجمده في لحظات فإذا خرجت لنا هذه من فرقاننا بعد الإنجاز وظهرت معها الآيات والكرمات يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا أنا منتظرون ... وعاملون على إنجاز الفرقان ومنجزوه بإذن الله .....

 

يــا أمــة الإســـلام

لا تكونوا كالذين قالوا لموسى وهو يدير الفرقان ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) فإن العالم كله بعد مشاهدة الفرقان مصنوعا سيصبح بإذن الله جله مسلمين .... فبما رحمة من الله جاءكم اليوم من أظهر لكم الأمر الإلاهي الخفي والمشروع الفرقاني السوي وفصل لكم بين الأمرين العظيمين الفرقان والقرآن فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان . ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان.

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

أتى أمر الله فلا تستعجلوه .... هذا أول سورة النحل وهذا بلاغ من الله لعباده المؤمنين يا قوم فما هذا الأمر الذي أتى في الماضي وعائد إلينا بعد حين ... ؟؟؟؟

إنه مشروع الفرقان اليوم يا أمة الإسلام فأنجزوه ولا تؤجلوه ...

الفرقان وعصا موسى وسكينة التابوت. ذلكم هو أمر الله. أتى من قبل على عهد موسى وهارون   ،،،،  و هاهو قد عاد اليوم كما أشار إلينا بعودته عز وجل في قوله فلا تستعجلوه أي لا تستعجلوا خروج سكينته وعصاه  ..  فيا أمة الإسلام . اليوم وقد عاد إليكم الفرقان فأنجزوه ولا تعرقلوه بعد ما عاد أن تدور رحاه ... والروح من أمر ربي أي من أمر الله .

أما الروح الإلاهي فهي لم تظهر من ساحة فرقان موسى ولكنها ظاهرة بإذن الله من فرقاننا المحمدي القادم فما هو تفسيرها في القرآن ( والقرآن كما هو معلوم يفسر بعضه بعضا ) إنها ولا شك الدابة التي تخرج من الأرض , ومعها عصا موسى وخاتم سليمان وقد أجمع على ذلك الرواة والمفسرون .. والدابة خارجة من ساحة الفرقان المحمدي بعد بضع سنين من إنجازه وبين يديها عصا موسى وخاتم سليمان فتخطم  الناس بعصا موسى وتسمهم بخاتم سليمان فتبيض من مسها,  (  ورد في الأخبار الصحيحة التي تتفق مع آيات القرآن أن الدابة إذا خرجت هرب الناس منها فلا تثبت لها إلا عصابة من المؤمنين علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح بيدها رؤوسهم فتصير وجوههم من مسها مثل الكواكب الدرية.

تلك هي عملية التحويل وذلك هو لقاح الخلود الذي يصبح الإنسان بعده حيا لا يموت في قوة وجمال و شباب دائم ./.. )  وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين بصبغة من الله فبشر المبيضين . ( فأما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون . وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. ) صدق الله العظيم الآية رقم 106 من سورة آل عمران ...

أما كلمة خالدون في هذا المقام فوزنها أثقل من الدنيا مرارا عدد رمال  الدنيا وحصاها آلف آلف مرة حيث أن هذا الحدث سيكون في الدنيا بعد مصرع عدو الله إبليس على يد روح الله . الدابة .

وما الخلود في الحياة إلا صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون. ومن اصطبغ بها من المؤمنين يومئذ صار في رحمة الله من الخالدين  ،،،  وكيف لا يخلد في الأرض من فاز بمصافحة من روح الله فيشتعل وجهه نورا كما يشتعل الرصاص إذا طرح عليه جوهر الإكسير فيتحول ذهبا محضا خالدا لا يضمحل ولا ينحل ولا يبلى ولا يفنى إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين خلودا افضل نوعية من خلود الخضر في الحياة الدنيا عليه السلام ... فأسرعوا يا أمة الإسلام إلى إنجاز مشروع الفرقان وإلى صنع جواهره الحية وإنشاء سكينة التابوت وإظهار الروح قبل فوات الأوان فإذا فعلتم صرتم صالحين وصرتم أهلا للخلود في الأرض وكنتم لها وارثين .. قال عز وجل : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .. سورة الأنبياء الآية رقم 105 .

 

يا أمة الإسلام

تجدون قضية الفرقان وقضية الخلود في الحياة الدنيا وخلود الخضر و الروح كلها مفصلة في الكتاب المسمى . البشارة بالدعوة إلى إنجاز مشروع آلة الفرقان الذري لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهار روح القرآن جسما ظاهرا للعيان لخلود الإنسان وإنهاء دولة الشيطان إبليس لعنه الله عدو البشر كافة وهو من تأليف . صاحب الفرقان الشريف علي الداني.

 

تعليق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  ورد في الأخبار الصحيحة التي تتفق مع آيات القرآن أن الدابة إذا خرجت هرب الناس منها فلا تثبت لها إلا عصابة من المؤمنين علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح بيدها رؤوسهم فتصير وجوههم من مسها مثل الكواكب الدرية. تلك هي عملية التحويل وذلك هو لقاح الخلود الذي يصبح الإنسان بعده حيا لا يموت في قوة وجمال و شباب دائم ./..

 

أما وصف الروح الإلاهي في الإنجيل فقد روي البراء ابن عازب أحد أصحاب رسول الله قال:  لما بعث النبي عليه السلام وشاع في الأرض خبره جمع قيصر ملك الروم ألفا من القسيسين والرهبان ثم اختار منهم مائة ثم اختار من المائة عشرة وقال لهم في ما جمعهم من أجله تعلمون أن عيسى عليه السلام كان إذا قرأ صفة الطائر الذي في الإنجيل بكى وقال يا معشر الحواريين ..

إن هذا الطائر حجة على الخلق سيبعثه الله. رأسه من اللؤلؤ وعيناه من الياقوت ولسانه من النور وعنقه من المرجان ومن الهيبة والوقار جناحاه وذنبه الحياء والإيمان وريشه تضرب به الأمثال وأصل الزمان رجلاه... يخرج من فيه الخمر والعسل واللبن أنهار كل له مجراه. بفمه وجناحيه يسبح الله ولولا هذا الطائر لركب كل ذي عقل هواه ... قالوا نعم قال فامضوا إلى هذا الرجل العربي يفسر لنا هذا الطائر فإن فسره لنا آمنا به وصدقناه ....../...

نعم وقد فسره لنا عليه السلام ونزل القرآن بتفاصيل تكوين أجزائه وجواهره وأركانه بالفرقان في نشأت ثلاث و أفهمنا أن ذلك روح الله حيوان مستحدث من جماد له وجه إنسان ليس على وجه الأرض أحسن من الإنسان إلا هو    ،،،  ...

يخرج من ساحة الفرقان بعد الصيحة الكبرى في غمام كثيف فيفر الناس من حوله في رعب مخيف ولا تثبت له إلا عصابة من حزب الله علموا أنهم لن يعجزوا الله هربا فتمسح رؤوسهم فتصير وجوههم مثل الكواكب الدرية بصبغة من الله فيخلدون .

وتفاصيل ذلك وردت  في السنة وعند شرح قوله عز وجل في سورة النمل : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) .. والسنة تبين غوامض القرآن كما هو معروف ./..

أما تفاصيل كلام الروح فعجيب يطول في شرحه المقال واكتفي فيه بكلام قصير كلمة لولي الله سيدي محمد إقبال الذي تكلم في وصفه فقال :

 

حديث الروح للأرواح يسري       وتدركه القلوب بلا عنــــاء

ومعدنه ترابـــي ولكــــــــــن        جرت في لحنه لغة السماء

 

فهو الذي تشتد وتزداد حلاوته كلما طال وهو الذي يفلق الذرة بنفسه في الحال حتى يخر لوقعه ساجدا لله رغبة ورهبة من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ....

أما إذا اضطرب الروح وهاج وضج ولج في تسبيحه لله فإنه يهيج بهديل كالرعد يرمي بشرار مثل الشموس والأقمار شرر كالقصر كأنه جمالات صفر .

يغلب نوره ضوء النهار ./..

 

فيا أمة الإسلام

إلى هذه الغاية السامية الموصولة بالله يوصلكم الفرقان فإذا وصلتم إلى الروح بآلة الفرقان فقد فتح الله عليكم وفتحتم عليه بإذنه نافذة تكون وسيلة اتصال وتواصل بينكم وبين جنابه جلاله وصرتم موصولين بالله أكثر مما كان موصولا به موسى عليه السلام بواسطة الروح الملكي ( سكينة التابوت ) ... ألا فاتقوا الله واذكروه وسبحوه بكرة وعشيا لتفهموا الفرقان  ( آلــة النبوة )  وتنجزوه ../.. فبما رحمة من الله جاء كم اليوم من أظهر الأمر الإلاهي الخفي والمشروع الفرقاني السوي وفصل لكم بين الأمرين العظيمين الفرقان و القرآن ولو لا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

الخلود في الدنيا جائز وممكن بروح الله وهو [ صبغة الله ] لعباده الصالحين ( ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ). سورة البقرة الآية رقم 138

أما مصدره والطريق الموصلة إليه فشجرة الخلد وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية وما هي إلا الفرقان الذري الذي لا يوجد اليوم لا في الشرق ولا في الغرب .ولشجرة الفرقان هذه أزهار و ثمار و لقاح و ملقحات.

أما أزهارها   :        فالجواهر الحية التسعة ابتداء من جوهر الشمس إلى جوهر زحل و الذنب

وأما ثمارها   :        فسكينة التابوت ونظائرها من الأرواح الملكية

وأما لقاحهـا   :        فالروح الإلاهية الفرقانية التي هي طائر حيوان لها وجه إنسان

وأما ملقحاتها :        فأبناء آدم من البشر نساء ورجالا

 

وأما النفع والصلاح الحاصل من اللقاح فهو الانقلاب والتحول المفضي إلى الخلود في الدنيا بالجسد والروح لكل إنسان فاز بمصافحة من روح  الله الذي لا نجد له في الأرض مثلا رمزيا إلا الحجر الأسعد حيث هو يمين الله يصافح بها خلقه فيصبغهم بالبياض والسواد ..ف  ( تبيض وجوه وتسود وجوه ) ..وتلكم ( صبغة من الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون )  قال عز وجل : ( يا أيها الذين أمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ). سورة الأنفال ...

 

يا أمة الإســلام

كيف كان الروح الإلاهي موصوفا في الكتب السماوية المقدسة . ففي القرآن قال عز وجل في سورة النمل ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون

ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم  .................ــ لا ينطقون

وفي سورة المرسلات .قال عز وجل

مشيرا إلى الروح :   إنها ترمي بشرر كالقصر

كأنه جمالات صفر ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم....ــ لا ينطقون

وفي سورة النبأ قال :  عز من قائل

يوم يقوم الروح و الملائكة صفا ...................ــ لا يتكلمون

هذا ورحم الله من قال من لم يذق لم يفهم  .

 

أما عملية التحويل من الفنى إلى الخلود فهي تماما مثل عملية الأحياء بعد الموت فنحن الآن أحياء على الأرض ولكننا بمنزلة الأموات لتحقق نزول الموت بنا ولو بعد حين . في هذا المعنى قال عز وجل مشيرا إلى الذي يخلده بواسطة الروح .

( أمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) . سورة الأنعام الآية عدد 122

فهذا الذي تصبغه الروح بالبياض له نور يمشي به في الناس وأما المنافق الذي تصبغه الروح بالسواد فذلك هو الذي مثله في الظلمات ليس بخارج منها . صدق الله العظـــيم . ومن لم يذق لم يفهم .

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) . الآية رقم1 من سورة الفرقان

اعلموا يا أمة الإسلام أنه لو لم يكن بناء مشروع الفرقان الذري أمرا عظيما يعادل مشروعا ضخما في عصرنا الحاضر مثل مشروع بناء السد العالي بمصر مثلا أو إنجازا لمشروع أعظم ضخامة وقوة من مشروع صنع القنبلة الذرية لما بني له الإسلام دولة وهيأ له أمة نشر فيها القرآن . الذي يتضمن علم الفرقان الذي سماه الله عز وجل في القرآن (علم الكتاب) ... إذا يجب أن نقول :

من أجل الفرقان بني الإسلام دولة وبعث في الأرض حضارة واسعة لينجز في ظلها الفرقان كما أنجز من قبل في ظل الحضارة الفرعونية فرقان موسى و هارون ./..

لكن المسلمين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاء هم البينات وأصبحوا اليوم يجهلون هدف الإسلام الأعلى والغاية التي من أجلها جند الرسول عليه السلام الجنود وحشد الحشود وفتح الأرض شرقا وغربا وأستشهد من أجلها ملايين الرجال عبر العصور والقرون . وقد فعلوا إثناء فتوحاتهم العجائب والأفاعيل فاقتحموا بالعزم الصادق خنادق النار وهدموا الأصوار وعبروا الأقطار واكتسحوا الجبال وخاضوا البحار خوضا وهزموا الجيوش حربا وقاتلوا في سبيل الله صفا صفا وفتحوا ثلاثة أرباع الدنيا في مائة عام وهم قلة أشداء على الكفار رحماء بينهم لهم شغل بالقرآن ولا يفترون عن تسبيح الله ويستعذبون الموت والعذاب في سبيل الله  .......

لكن خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأعرضوا عن ذكر الله ورغبوا في المال ورغبوا عن القرآن فانحلوا ووهنوا وضلوا الطريق وخفيت عنهم الغاية العليا للإسلام . ( التي هي الفرقان والجواهر الحية والسكينة والروح الإلاهي المفضي بهم إلى الله ) . فأصبحوا ضائعين تائهين كثرة كغثاء السيل همهم بطونهم وغايتهم لذتهم لا يدرون إلى أين يساقون ولا ما يراد بهم وعيهم ميت وبأسهم بينهم شديد يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين . وحكامهم قد ضربوا للعالم أروع المثل في سقوط الهمة وانحطاط الأخلاق وسخافة التكفير حتى ركب اليهود ظهورهم وكأنهم على ظهور الحمير . يأمرونهم بتلهية الجماهير لصرفهم عن ذكر الله الجماعي في المساجد وصدهم عن الفرقان المكنون في القرآن .. فيفعلون ما يأمرون بهذا وبمثله تفرق المسلمون واختلفوا كما تفرقت اليهود والنصارى من قبلهم عن الفرقان وإلى يومنا هذا لا يزالون مختلفين متفرقين ...

لذلك حذرنا عز وجل من الوقوع في ما وقع فيه من سبقنا فقال : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) . سورة آل عمران الآية عدد 105 ..

ذلك لأنهم فشلوا جميعا وسقطوا في منتصف الطريق ولم يحققوا إنقاذ العالم بروح الله بعد أن صنعوا الفرقان .

ولما كان الأمر كذلك والحالة اليوم كما نرى .أليس من العدل والواجب أن تكون الراية اليوم والكلمة لأصحاب الفرقان ( الذي هو الزمان ) أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون ....

فلا يجوز لحزب الله بعد اليوم أن تهدا لهم نفوس وتطمئن قلوب حتى ينجزوا الفرقان ويشغلوه ولن ينجزه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ....

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

في يوم 14 فيفري من سنة 1986 م ظهر مشروع الفرقان الذري في جميع أنحاء الجمهورية التونسية .. بمجهود فئة من شباب حزب الله . فاستبشر به المؤمنون واشمأزت منه قلوب الشياطين . فبهتوا وما استطاعوا أن يعارضوه ولكن حرفوه وقزموه وحبسوا صاحب الفرقان ومن معه وتقولوا عليه الأقاويل وكادوا له المكائد المهلكة ودسوا له الدسائس واغتصبوا مخطط الفرقان وكتموه . وأحبط الله كيد المجرمين فأهلك الله الدجال الأكبر وأخزاه . ولكن خلف عدو الله زنادقة مضلون ينهجون نهجه ويتبعون خطاه فاقتحموا منزل صاحب الفرقان في غيابه مرة ثانية وثالثة وبحكم الغطرسة والهمجية سرقوا منه ما سرقوا وخربوا ما وجدوا ويعلم الله ما سرقوا وما خربوا ويطول شرح ما عملوا وقصدهم من وراء ذلك تخريب ما صنع صاحب الفرقان بيده لإبطال حجته وتدمير إنتاجه وضربه بسلاحه وتقليب القلوب عليه ليحولوا بينه وبين الأمة ويعزلوه ويبقى لهم الفرقان وهم يعلمون أن في ذلك القضاء على أمل الأمة وضياع الإسلام  .. ولكن من يطغى عليه الحسد يصمه ويعميه فيسلك نهج الهمجية والعدوان ولا يبالي في سبيل ذلك بشيء فكم شوهوا سورة صاحب الفرقان وافتروا عليه كذبا فنفثوا في الناس سما من قلوب حاقدة كاذبة خاطئة تنقد غلا وحقدا على صاحب الفرقان لا لذنب اقترفه ولكن حسدا من عند أنفسهم وطاعة للشيطان . وهم يعلمون ويتحققون إن هلاك الأمة وتدميرها في الحيلولة بينها وبين الفرقان . وهم إلى حد الساعة ما زالوا يعلمون ويخططون ويجتهدون ويمكرون وسيستمروا ولن يتوقفوا أبدا حتى تقوم خلافة الإسلام وتنفذ فيهم حكم الله ...

أولئك هم حزب الدجال الأكبر الذي فتن الناس في دينهم ومعيشتهم وخيرهم بين الخبز والدين . فاخضعوا له رقاب الرجال قهرا فهشموا العظام ضربا وقطعوا اللحم أربا أربا وفرضوا التخلف على الناس فرضا وأخضعوهم لعبادة غير الله فعبدوا الطاغوت كرها طلبا للمعيشة والحياة . فأعرض أكثرهم عن ذكر الله وحيل بينهم وبين فهم القرآن حتى جاءهم الفرقان الذي هو في حقيقته يمثل قرأنا مجسما .فكفروا به فسوف يعلمون . ولو علموا ما في ساحة الفرقان من آيات وعجائب مدهشات لأسرعوا إليها وتركوا عمل الشر والهذيان ولا يدعوا ما ليس لهم ويعطوا القوس باربها وفي علمهم أن جواهر الفرقان نور لا يبينها الله إلا للمتقين ...وأنى لهم أن يفهموا ما في ساحة الفرقان من سلطان مبين وعمل حكيم يجعل الحجر ناطقا بفصيح اللسان . كما كان السلطان الذي أوتيه موسى من قبل واستخرجه من عمل الفرقان . ألم يروا في سورة الروم ( أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ) .. ومن دون ذلك حركات الفرقان وآياته البينات منها امتحان المعادن والمكاشيف المتصلات والوزن والتركيب والحل والعقد والرجم والتأليف للمتنافرات والجمع والتفريق والحبس والتقييد للمتجاذبات والمطاحن والأفران والمغاسل والأحواض ونظام حركة المنشئات ... تكاليف في بدايتها تستلزم من المال والعمال ثلاثة آلاف تتضاعف حتى تصل إلى ثلاثين كلهم في عمل متوصل ليلا ونهارا مدة من الزمان تزيد أو تنقص عن عشرة أعوام ..

بمقدار مال بخل أن يجود بمثله قارون لما دعاه موسى وقومه للإنفاق على الفرقان ليصلوا به إلى الروح الإلاهي الحيوان . الذي كان يومئذ في برنامج موسى في الدار الآخرة من عالم التكوين فقالوا له يا قارون لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ في ما آتاك الله الدار الآخرة وإن الدار الآخرة ( هنا ) لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.......

 

أيــها اليائسون مــن روح اللـه

الذي لا ييأس مـن لقائه إلا القوم الكافـرون

أيــها الضـالون المضلّـون

إن الإسلام الذي اغتصبتم بالباطل سلطانه وجهلتم فرقانه ـــ أتباعه سيطلبونكم بين يدي الله وإن عددهم كثير وجمهورهم غفير. بحر من البشر زاخر له أول وليس له آخر . سيطلبون منكم حقهم في الإسلام وسيقولون لكم ــ إن فرقانه شجرة لا شرقية ولا غربية .

فأين هي ؟  وأين أخبارها وأين أزهارها وثمارها وأين هو لقاحها أكسير الحياة والخلود الصابغ لكل حي موجود ... ؟؟؟؟؟ .

فماذا فعلتم بدولته التي كانت بأيديكم لا تدور رحاها إلا بالوعيد بجلجلة كأصوات الرعد لا يبدي أحد قولا أمامها ولا يعيد . فأين هو طحينها بعد ألف وأربع مائة سنة من الطحن الجهيد كبلتم الأمة خلالها بالقيود وعاملتم رجالها ونساءها معاملة العبيد بعد أن مزقتموها قطعا قطعا وفرقتموها فرقا فرقا شيعا وأحزابا على كل قطعة وشيعة وحزب فاسق وعنيد أو جبار لعبيد يسوقهم بالعصا والمطرقة ومقامع الحديد والبارود إلى ما يريد . حتى انصرفتم عن الفرقان وجهلتموه ووجدتم أنفسكم آخر الأمر تحت أقدام أمريكا واليهود . وفسدت أمة الإسلام وضلت بفساد حكامها وإذا فسد الحاكم فسد كل شيء وإذا صلح صلح كل شيء والله يهدي من يريد الهداية للخلود . فهل بعد هذا من مزيد يا أصحاب الغي البعيد .

لقد فرطتم في كل شيء من أجل شهواتكم الرخيصة ولذات فروجكم الخسيسة . فما الفرق بينكم وبين الضالين والمغضوب عليهم بل هم والله على قلة ما عندهم  وكثرة ما عندكم هم أحسن منكم حالا واعز دولا وإن لم تعودوا إلى طريق الله لإنجاز مشروع الفرقان عاجلا ( وقد جاءكم كما أخبركم تبارك وتعالى بغتة وخيركم بينه وبين العذاب ) فما ينتظركم من البلاء أشد وأعظم ...

ولقد ظهرت بوادره فيكم . وذلك جزاء من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض .. خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون . فأين المفر من الله يا من كفرتم بالفرقان بعد أن أظهره الله ...؟؟؟

( وحرفتموه وقزمتموه وتقولتم عليه الأقاويل ) أنكم والله خسرتم أنفسكم قبل المكسب والمغنم فليس أمامكم في الآخرة إلا النار . وما خلفكم في هذه الدنيا إلا العار والشنار ــ .. وفضيحتكم بين يدي الله أشد وأخزى . والله على ما أقول شهيد .........

نعم وعدناكم قبل بضع سنين بحلول البلاء . وحل بكم البلاء ورأيتم كل داهية دهيا .

فما ذا عسى أنتم الآن فاعلون أيها الضالون المضلون الذين عجزوا عن شرح بلاغ الفرقان واشتغلوا بالوسائل عن الغايات ورضوا بزخارف الحياة التي تعقبها الممات ويئسوا من روح الله وفضلوا أن ينتظروا البلاء ولا يقبلوا على إنجاز الفرقان.

ألا تخافون أن يعمكم الله بعذاب أو بحرب عامة لا تبقي ولا تذر . ألم تروا كيف بدأ الله عز وجل ينذركم بلغة لسان الحال ولكن أكثركم لا يسمعون ولا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون .. أما اتعضتم بحرب الخليج وما وقع فيها من ضياع وتلف كبير للأنفس والأموال من غير طائل ومن قبلها الحرب مع إيران ..

أما رأيتم الزلزال كيف يضرب الأرض من قريب ومن بعيد .... ألم تكن لكم عبرة في قوم عاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات وبالفرقان فلما بنوا المدن والحضارات وملكوا القوة والصناعات ووفروا شروط إنجاز الفرقان أعجبتهم الحياة فاشتغلوا بالوسائل وتركوا الغايات وانصرفوا إلى المتعة واللذات واستخفوا بالآيات والإنذارات ونبذوا الفرقان وكانوا أكثر منكم وأشد قوة فأخذهم الله بذنوبهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ...

ألم تروا ما فعل الزلزال في مصر أما رأيتم المجاعة كيف أبادت شعب الصومال أما هيجان العنف والإرهاب في جميع بلاد الإسلام فحدث عن البحر ولا حرج وذلكم هو الهرج وما تلكم في الحقيقة إلا إرهاصات الفرقان ..... أما رأيتم ما وقع في الهند وكشمير ولبنان وبورما وأفغانستان وجو رجيا وأرمينيا وحرب بين الترك والأكراد وحصار مضروب على ليبيا والعراق وإهانة وإذلال لحكام العراق بتدمير أسلحتهم بين أيديهم وفي عقر دارهم ... وثورة إسلامية راشدة موفقة في الجزائر ومصر والعراق واليمن .

أخذ الله بيدها وأمدها بنصره وجعلها خالصة له ( ولن تكون خالصة له إلا إذا كانت من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان )

ومتى يعلن قواد الثورة ويجهروا بنيتهم في ذلك فبشرهم بنصر الله ....

أما ما حدث من أحداث منكرة شنيعة فضيعة في بلاد البوسنة والهرسك فذلك من مقت الله . أحداث زاغت منها الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ... منها المذابح الجماعية الكبرى ومحتشدات الاعتقال التي شرب فيها الناس بولهم من شدة العطش وأكلوا الثياب من شدة الجوع . وهذا كله أخف وأهون على النفس من مشاهدة ستين ألف فتاة من الفتيات المسلمات كلهن اغتصبهن جيش الصرب حبالى من الاغتصاب وهل أتاكم حديث اغتصاب الرجال أيضا وما فعل بهم جيش الصرب اللعين من فعل قوم لوط لعنهم الله وقبح سعيهم ... أما فتنة شعب فلسطين فهي فتنة مزمنة ما وجدت على وجه الأرض فتنة أعظم ولا أطول منها لأنها من أكبر أسبابها الدجال الأكبر المكتوب على جبهته كافر يفهمها من يقرأ ومن لا يقرأ ؟... وتلكم آية ظهرت ولكن الناس أكثرهم لا يبصرون وجلهم في غفلة وغرور .حقا  فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

إسرائيل اليوم تمتلك السلاح الذري وأنتم لا  تملكون لا  لكثرة ما عندهم وقلة ما عندكم ولكن لفساد مجتمعكم بعصيان الله وطاعة الفساق الظالمين ..

وعلماء الذرة السوفيات كلهم هاجروا إلى إسرائيل وأنتم تنظرون ...وأنتم اليوم بين قوي الشر وبين غضب الله محاصرون فليس لكم إلا خيار واحد للفرار من غضب الله والنجاة من بطشة المتربصين.

إنه إقامة الخلافة الإسلامية وأحياء الإمامة العظمى لإنجاز مشروع الفرقان الذري لصنع الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهار الروح الإلاهي وسيلتنا إلى الله من أجل الإنقاذ العام ولا شيء مع ذلك إلاّ الجهاد وطاعة الله .

يا أمة الإسلام إن البلاء نزل وما زال نازلا بكم من الله ولا أراه إلا يزداد شدة وقوة كل يوم ولا مفر ولا ملجا من الله إلا إليه .. فأطيعوا أوامر القرآن وأنجزوا مشروع الفرقان ذلك هو أمر الله أنزله إليكم فأنجزوه تفلحوا وإن لم تفعلوا فاعلموا أنكم مقبلون على الله عهد ستتحول فيه كل بلد من بلدانكم وكل قرية من قراكم إلى بوسنة وهرسك وفلسطين . ؟؟؟

ذلك هو النموذج الممتاز والمثل البليغ الذي قدمه الله إلينا في هذا الزمان وما أبلغه من مثل وما أروعه من عبرة لقوم يعتبرون لعلنا نفهم ونرعوي ونرجع إلى الله من قرب لأننا آنستنا الشواغل وملاهي الأندلس وأمثالها ونسينا مذابح فلسطين ..

وكل ما ينزل من بلاء إلا وعند الله ما هو أشد منه قوة فاحذروه وأرهبوه إن كنتم به مؤمنين فقد قال لبني إسرائيل لما غضب عليهم ( إني أنا الله لا إله إلا أنا أكرم من أكرمني وأهين من هان عليه أمري ) ...

فليس أمامكم للنجاة اليوم إلا باب واحد هو بعث الخلافة الإسلامية ولو في المنفى من أجل إنجاز مشروع صنع آلة الفرقان وإنقاذ العالم أجمع بالروح ...‘‘‘

ولا أظن أن أحد يؤمن بالله مسلما كان أو يهوديا أو نصرانيا يقف في طريق من يسعى لتحقيق إنقاذ عام كهذا ..؟! اللهم إلا أن يكون شيطانا ماردا مثل عدو الله بورقيبة ومن كان معه من مردة الشياطين من حزبه في تونس ..

( وما أكثر الشياطين  البشرية في هذه الدنيا ) ..ــ . ولكن على أهل الحق والخير والعدل والإيمان أن لا يفسحوا لهم المجال للبغي والعبث . فيكفي ما فعلوا من أعمال شريرة خسيسة صبت البلاء على العالم صبا وسحقته سحقا . فهم الذين قتلوا الأنبياء والأولياء وحاربوا المصلحين في كل زمان ومكان ورموهم بالسحر والجنون والإفك والزندقة والتطرف وما زالوا إلى حد الساعة يواصلون عملهم الهدام الذي لا ينتهي بالبشرية عادة إلا إلى الفتنة والخراب . كل ذلك مسجل عند الله في شريط كوني عجيب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها سنراه يوم العرض الأكبر يوم القيامة بين يدي الله .

وويل للكافرين من عذاب شديد ..........

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

إن مشروع الحكمة القرآنية لصنع آلة الفرقان الذري مشروع مستخرج من كتاب الله وهو عمل عظيم جدا في العلم والصناعة والفلك والكيمياء والهندسة والتكنولوجيا وهو كنز الدهر وأعجوبة الأعاجيب المخبأة في كتاب الله لأمة الإسلام .../.

واجب أكيد على أمة الإسلام إنجازه خصوصا بعد أن توفرت في الأرض أشراطه وانتشرت آلاته وآياته وشروطه وهو مصلحة عامة عظمى وإنقاذ محقق وحيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله ... ولقد رأيتم من حاربه وعطله وكتمه من أجل مصلحته الخاصة ومجده الشخصي كيف خذله الله وأخزاه . ولقد جربتم يا أمة الإسلام غير الفرقان حلا لمشاكلكم ففشلتم وتنازعتم في الأمر . واستكبر عدو الله الدجال الأكبر واستنكف عن قبول مشروع الفرقان وأخذته العزة بالإثم والعدوان واغتر جميع حكام المسلمين مثله بالقوة والسلطان وتمخضت جبالهم طويلا وما ولدت إلى حد الآن إلا الفئران والجرذان .‘‘ فماذا ينتظرون بعد أن ظهر الحق واضحا للعيان .

لقد أنذرناكم في البلاغ الفرقاني الأول بحلول البلاء ونزول كل داهية دهيا وبتأييد الله لا بمحض الصدفة حل بكم البلاء ومستكم كل داهية دهيا . فماذا تنتظرون فتداركوا أنفسكم قبل أن يعمكم به من يملك جنود السماوات الأرض ومن لا يعلم جنوده إلا هو ....آلا يا أمة الإسلام إني ومعي الفرقان أبشركم وأنذركم به وأحذركم الله . ولكن إن لم تسمعوا ولم تعملوا أو تتجاهلوا كما تجاهلتم من قبل فسأ وريكم دار الفاسقين . لقد استجاب الشباب المخلص وحده في تونس لنداء الفرقان وواجه كل ألوان العذاب وآبى أكثركم إلا القعود عن المشاركة في الجهاد ضد الحكام الكافرين ومن خلفهم أحزابهم المتمرسة بالنفاق وأولئك هم أشد كفرا ونفاقا من الكفار والمنافقين .. ؟؟

لقد بلغ السيل الربي وبلغ السكين العظم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر بعد كتمان مشروع صنع آلة الفرقان على عامة المسلمين .....

إن كتمان مشروع الفرقان على أمة الإسلام كان على قلوب المخلصين أشد وقعا من صواعق النار ، ولكنه كان على قلوب هؤلاء المنافقين بردا وسلاما ويل لهم من النار .. والسلاح الذري إن لم يظهر الفرقان لكافة المسلمين فإنه يوشك أن يتكلم غيرة من الله على الخلق وهو الغيور الجبار.والحق أن كتمه الظالمون لا تظهره إلا النار./..

وإن الله ليعذب العامة بعمل الخاصة سبحانه هو الله الواحد القهار ...   قال عز وجل : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )....

ألا فتحركوا من أجل أحياء خلافة الإسلام وبعث إمامته العظمى من أجل إنجاز مشروع الفرقان وأسرعوا إلى ذكر الله الجماعي في المساجد قبل فوات الفوت أو بالسلاح الذري ليضربنكم الله . أعذر من أنذر والأمن والسلام اليوم لمن يخاف الله .....

يا أمة الإسلام إن حزب الدجال الأكبر بكتمانهم الفرقان في تونس على أمة الإسلام قد شهروا الحرب على الله .

ولأمة الإسلام اليوم الحق في محاسبتهم ومطالبتهم بحقهم في الفرقان . ألا فاليستعدوا لما هم عليه مقبلون وليحذروا إمهال الله ومكره فإنه يمهل ولا يهمل وهو خير الماكرين ./...

قال عز وجل : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). الآية رقم 159 من سورة الحجر الأصفر.

فيا أصحاب المنطق المعوج والسكة العوجاء

لا علاج لما بأنفسكم إلا بطاعة الله . فإن رجعتم إلى الله بصدق نجوتم ونجا العالم من شركم. وإن بقيتم على ما أنتم عليه من ممارسة أعمال الشر والتهديم والكذب والتكذيب . فإن واحدا منكم أو اثنين فقط لو أطاعهما الناس وتصرفا على حسب ما تمليه عليهما رغبتهما لكانت فيهما أكثر من الكفاية لتخريب الأرض ومن عليها في أمد قريب . ولنا عبرة في رجلين قتلا ناقة صالح فأهلك الله القوم بأجمعهم كافة ./.

فكم أهلك الله أمما بعمل أفراد منها كانوا مجرمين ..

أنكم ترفضون مبدأ الحق فوق القوة . ولا تعترفون إلا بالقوي فلا تلوموا إلا أنفسكم إذا جاء يوم ( وهو قريب ) يرفض فيه خصومكم كل منطق وكل حجة وبرهان ولا يقبلون منكم عدلا ولا صرفا ........ فأدوا حقوق الله وحقوق عباده واعترفوا لأهل الفضل بفضلهم خير لكم . وإن لم تفعلوا طحنتكم رحى بغيكم بلبكم وقشوركم وحقكم وباطلكم ولا تلوموا يومئذ أحدا إلا أنفسكم ...؟؟؟ ألا فانصف خصمك أيها الظالم القوي قبل أن ينصفه الله منك والله على كل شيء قدير وبكل وما كان وما سيكون عليم خبير ...

 

.../ يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب /...

إن خير وسيلة نطلبها اليوم لإنجاز مشروع الفرقان هي الخلافة الإسلامية فإذا قامت الخلافة الإسلامية من أجل الفرقان فهي لله ويباركها الله ... وأما إن قامت من أجل النفوذ والسلطان فهي لغير الله ولا يباركها الله ... وأمة الإسلام اليوم لو حكمت بشرع الله لبادرت بإقامة الخلافة الإسلامية لإنجاز الفرقان قبل كل شيء ... أما أنها لو فهمت أن إقامة الخلافة والجهاد في سبيل الله وتحكيم شرع الله أمور لا تمت بصلة إلى الفرقان أو فعلتها لغير إنجاز الفرقان ظنا منها إن هذه الأمور الثلاثة غايات في حد ذاتها وليست وسائل إلى إنجاز الفرقان فإن ذلك لا يزيدها من الله إلا بعدا ومن الإسلام إلا جفاء ومن الفرقان إلا هجرا ..؟؟؟

ولو اعتكف أهلها كلهم في المساجد والصوامع وكانوا من الزاهدين ...؟؟؟

يا أمة الإسلام 

 ليكن في علمكم أن المساجد هي قواعد حزب الله وأن الأيمة هم رجال أعماله في كل بلاد الإسلام . وخير قربة تقربهم اليوم إلى الله هي رد الأمة إلى طريق الفرقان الذي هو بحق طريق الله الموصلة إليه هنا في الدنيا قبل الآخرة .... ولن يكون ذلك لهم إلا بقراءة بلاغ الفرقان هذا من أعلى منابرهم على الأمة مدة سبع سنين حتى يحفظه الخاص والعام عن ظهر قلب لينفتح بذلك الطريق إلى إنجاز الفرقان . وإذا لم يتم إنجازه قبل ذلك أو أثناءه فقراءة بلاغ الفرقان من أعلى المنابر أمر لا بد منه ولو كان الفرقان بصدد الإنجاز أو في حالة التشغيل والدوران...

فإذا أنجز الفرقان وبالجواهر الحية أزهر ثم بالسكينة والروح الإلاهي أشرق وأثمر فقد هلك الشيطان ونجح سعي الإنسان وارتبطت الأرض بالسماء واتصل المخلوق بالخالق الملك الديان وتخلص الإنسان من الشيطان بالقتل .

واستراح من متاعب العمل والشغل .!. وتفرغ للتلذذ بعبادة الله في ساحة القرب والاتصال . عند ذلك يتحقق قول الله عز وجل : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).....

يومئذ تكون الركعة الواحدة من الصلاة خير من الدنيا وما فيها . كما ورد ذلك في صحيح البخاري .

فإذا لم يكن قيام الخلافة ممكن إلا بالجهاد فإنه في هذه الحالة يصبح فرضا عينيا على كل مسلم ولا يسقط عنهم أبدا حتى تقوم للإسلام دولة على رأسها خلافة تنجز مشروع الفرقان وتحمي حماه ....... وبذلك تكمل أمة الإسلام ما عجز عن إتمامه من سبقها من الأمم وبذلك وحده تكون فعلا خير أمة أخرجت للناس وأفضل أمة عند الله ./..

إن الإسلام اليوم على الرغم من كثرة اتباعه وتعدد شعوبه ليست له دولة قائمة ولا جانب مرهوب. ولكن إذا قامت للمسلمين خلافتهم وظهرت إمامتهم العظمى ظهرت دولتهم حيث أن كل مسلم يصبح واجبا عليه السمع والطاعة للإمام وإلا فإن صلاته وصومه وزكاته وحجه وجهاده كله مردود عليه لا يقبله الله. ويوم القيامة لا يقبل الله منه عدلا ولا صرفا.  قال عز وجل : (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) سورة الإسراء الآية رقم 71

وبالتالي لا يعد من أمة الإسلام إذ السمع والطاعة للإمام هي ركن الدين الأول وقاعدته الأساسية ...؟ . إذا فلا يتغير حال المسلمين اليوم عاجلا إلا بتقوى الله أولا والسمع والطاعة للإمام ثانيا ... فبتقوى الله والسمع والطاعة يتغير حال الأمة بإذن الله وبالعصيان والنفاق يستمر بقاءها في الفتنة والبلاء والتفرقة والاختلاف وتحجب على الله إذا حيل بينها وبين الفرقان ... وما تفرق المسلمون واختلفوا من بعد إلا كما تفرقت اليهود النصارى من قبلهم عن الفرقان . ألا فاتفقوا ولا تختلفوا في عصر الفرقان وتجمعوا في ظلال شجرة الخلد حول شجرة الفرقان بذكر لا إله إلا الله بصدق وإيمان ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ذلك لأنهم فشلوا جميعا وسقطوا في منتصف الطريق ولم يحققوا إنقاذ البشر بروح الله بعد أن صنعوا الفرقان بسيناء وفي مدينة النحاس بمصر . واستخرجوا منه الجواهر الحية وسكينة التابوت وسقطوا دون الوصول إلى روح الله ...

فبما رحمة من الله يا أمة الإسلام سخر لكم اليوم من أخرج لكم مشروع الفرقان من القرآن وفصل لكم بين الأمرين العظيمين القرآن والفرقان فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان ... ؟ ... ؟؟؟ .

يا أمة الإسلام إن طاعة الله عزة وقوة وأن معصيته ذل وهوان . فكم عز المستضعفون بطاعة الله وكم ذل المستكبرون بمعصية الله .. وأنتم اليوم مقبلون على أمر عظيم أن لم تسبقوا إليه غلبكم عليه غيركم وسبقكم إليه ذلكم هو إنجاز الفرقان . فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه وأكثروا من ذكره تفلحوا إن شاء الله . وإن خالفتم وعصيتم لاتبؤوا إلا بالحسرة والخسران ولكم عبرة كبرى في نبي الله سليمان عليه السلام الذي وقع الزلل في بيته وهو لا يدري كيف انتفض الجوهر الحي المثبت بخاتمه وانفلت من يده وانتزع منه الملك والسلطان قال عز وجل في سورة ص ( ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) .

وهذا مع العلم أن تراث النبوة الحاصل في التابوت بعد موسى وهارون قد انتقل بالوصية والميراث حتى وصل إلى داود وسليمان . ودام التابوت في ملك إسرائيل أكثر من ثمان مائة عام وبموت الأرواح الحية الكائنة فيه وتحولها إلى حجر كريم ضاع مجد إسرائيل وذهب ملكها ولن يعود إليهم إلا إذا دخلوا في الإسلام وصدقوا في طاعة الله .../..

طب وعلاج جذري لما بالنفوس والقلوب

إنه ذكر الله . وهو هنا كما جاء في كتاب الــلــه استغفار أولا ثم صلاة على رسول الله عليه السلام ثم كلمة التقوى وهى لا إله إلا الله ثم الاسم الأعظم وهو الله الله الله تبارك وتعالى جل جلاله.

لابد لأمة الإسلام أن تعود لذكر الله في المساجد ذكرا جماعيا مرة في الأسبوع ساعة واحدة من الزمان وذلك يكون بعد صلاة العصر من يوم كل الجمعة امتثالا لأمره عز وجل حيث قال في سورة الجمعة ( يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله {واذكروا الله كثيرا} لعلكم تفلحون )....

تلكم هي حلق الذكر وتلكم هي رياض الجنة الوارد ذكرها في السنة  ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق الذكر  ...  أو كما قال عليه السلام  ..... هذا ومن أراد أن يزيد مع الذكر الجماعي ذكرا فرديا في منزله أو في مقر عمله أو في حقله فما عليه إلا أن يعيد الذكر الذي يذكره مع الجماعة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر أو المغرب.

وصورة الذكر كما يلي :

 

مائة مرة  أستغفر الله أستغفر الله

مائة مرة  اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

مائة مرة  لا إله إلا الله   لا إله إلا الله   لا إله إلا الله

هذا مع ثلاث مائة مرة   من الاسم الأعظم وهو  الله الله الله.

 

هذا ولا بد إذا أردنا نشاطا وقوة في الذكر أن نحضر في صحن كل جامع طبولا ومدافع يشرع في إطلاقها مع ضرب الطبول إذا وصل الجماعة في المسجد إلى ذكر الاسم الأعظم وهو الله الله الله من غير زيادة ولا نقصان مع المحافظة على الخشوع والأدب إثناء الذكر../. وبعد ذكر الله لا بأس بقراءة بلاغ الفرقان على الجماعة وفي الختام فاتحة الكتاب ودعاء لصاحب الفرقان بالوصول إلى العمل والإنجاز ... وتنتهي حلقة الذكر مع صلاة المغرب .

وبعد صلاة المغرب عشاء يقدم للجماعة في المسجد لا بد منه يتولى إحضاره الإمام و المسلمون من زكاة أموال المسلمين  ......

يا أمة الإسلام  هذا هو ذكر الله مفتاح مشروع الفرقان الذي من ورائه الجواهر الحية وسكينة التابوت ومن وراء السكينة روح الله الذي لا ييأس من لقائه إلا القوم الكافرون .

التكذيب به كفر ورفضه تدمير وعذاب في الدنيا والآخرة . فمن قبله أفلح ونجا ومن هان عليه آمره باء بغضب من الله ومأواه النار ولبئس المهاد ../.

جاء في الأثر إنه لو قيل لأهل جهنم أنكم ماكثون فيها سنينا عدد رمال الدنيا وحصاها لفرحوا ولو قيل لأهل الجنة أنكم ماكثون فيها عدد رمال الدنيا وحصاها لحزنوا ولكن يقال لهؤلاء وهؤلاء خلود بلا نهاية ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

أعلموا أن نبينا محمد عليه السلام وصحبه الكرام لم يفتحوا الأرض ويصلحوها بدين الله وينشئوا فيها خير أمة أخرجت للناس لتصبح غنيمة لهؤلاء المغتصبين العملاء الزنادقة الملاحدة الأجلاف حثالة السفهاء يعيشوا عليها ملوكا جبارين يعبدهم الجاهلون والمتملقون ويتخذونهم أربابا من دون الله ... أن الرسول وصحبه عليهم السلام لم يفتحوا العالم ويبنوا أمة من العدم بدم الشهداء ليقتسمها الملوك والرؤساء ويجعلوها شيعا ودولا وأحزابا ثم يتربعوا فيها على العروش وكراسي الحكم يستمتعون بالملذات والأمجاد الشخصية الكاذبة لا هم لهم ولا غاية إلا القصور والحفلات ومراقصة البنات والدعارة والزنى وشرب المسكرات. إنما فتح الرسول عليه السلام الأرض وبذل الأموال والأرواح والدماء ليجعلها صالحة لنا نحن اليوم لننجز فوقها مشروع الحكمة القرآنية الأعظم ونصنع الفرقان ونستخرج منه الجواهر الحية وسكينة التابوت ونظهر في النهاية للعالم الروح الإلاهي القرآني الذي هو الواسطة والوسيلة الوحيدة الكبرى بين الخالق عز وجل والمخلوقين وباب الإنقاذ العام الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون .

يا أمة الإسلام 

إن شروط العمل والإنجاز في الأرض قد توفرت والعلامات قد ظهرت ولا ينقصنا الآن إلا التحرر من سلاسل الطواغيت والمجتمع الطالح فاعملوا على الفراغ منهما في أقرب وقت ممكن وما عليكم بعد ذلك إلا أن تسرعوا بأقصى ما في جهدكم من الحزم والجد لصنع الفرقان الذري في ظل خلافة تكون على منهاج النبوة كما بشر بها عليه السلام لاستخراج الوسيلة العظمى للاتصال بجناب الله عز وجل والارتباط بحضيرة قدسه وساحة عرشه تبارك اسمه وتعالى شأنه ذو الجلال والإكرام ... إن هذا الأمر عظيم لا يتحقق لأمة الإسلام إلا بالعمل على سكتين متوازيتين سكة الجهاد الأكبر وسكة الجهاد الأصغر . ولذلك قال عز وجل : ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ).....

ألا فامتحنوا صدق الذين تحرروا من حكم العلمانيين ومن جبابرة البطش والطغيان مثل إيران والسودان وأفغانستان ....... قولوا لهم أن يصدعوا بخلافة الإسلام وأن يفتحوا مساجدهم لذكر الله كما جاء في البلاغ وأن يتحدوا من أجل إنجاز الفرقان ويكفوا عن الخلافات وضرب بعضهم بعضا . فإن فعلوا فإنهم صادقون وعملهم خالص لله . وإن لم يفعلوا فليس غايتهم الله . وإذا انتفى الشيء ثبت ضده فلا يريدون إلا الحياة الدنيا فاعرضوا عنهم حتى يتبين لهم الحق ويتوبوا إلى الله .

قال عز وجل : ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى )./....

الغاية هو الله الواحد الأحد رب كل موجود بحر النور الحي الذي ليس كمثله شي ولا ينتهي بحدود شهد العقل أن العجز عن إدراك كنهه أدراك . وما الروح إلا طائر حيوان موصول بنور الله المعظم المشرف الذي ما رآه شيء إذا استهل إلا خضع وذل . سرى فيه سريان الكهرباء واتصل به اتصالا مباشرا فكان له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ورجلا فلو قال لشيء كن لكان بإذن الله . يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله . طوبى لمن أسلم وجهه لله وجد عاملا بالفرقان كادحا إلى ربه كدحا بواسطة الروح للقياه . ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه . بعد دوران الفرقان وخروج الجواهر الحية وسكينة التابوت وقيام الروح وسيلتنا للقاء الله . أن هذا لحق واقع بإذن الله في يوم ليس ببعيد

ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا ... صدق الله العظيم ./..

 

فتــــــــوى

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله الذي تسبحه الأفلاك وترتعد من هيبته الأملاك واحد بلا عدد دائم بلا أمد لا يغلبه غالب ولا يفر من قضائه هارب . رب المستضعفين وقاصم الجبارين غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير

وبعد أن قضاء الله نزل بالعالم بعضه وما زال متلاحقا أضعافا مضعفة يتبع بعضه بعضا حتى يدرك المكذبين والمرتابين . وأن الحق الذي ينفع قد ظهر في تونس وكتمه على الأمة الإسلامية حزب المنافقين أولئك حزب  الدجال الأكبر بورقيبة لعنه الله .ولقد علم الخاص والعام أن الساكت على الحق شيطان أخرس وأن حزب بورقيبة كلهم ومن لف لفهم ومن كان معهم لعنهم الله شياطين خرس إذ هم الذين سطع حق الفرقان في محيطهم وعرفوه لكنهم كتموه بل أهانوه وحبسوه وحاولوا قتله مرارا متعددة ولما فشلوا سكتوا كأنهم لا يعلمون . وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الأمر الحق الذي ينقذ الأمة فعلا ولا باب لها من النفع والإنقاذ سواه ... بل يستحيل أن يأتي أمر آخر غير الفرقان ينقذ أمة الإسلام مما هي فيه من الفتنة ومما هي مقبلة عليه من سحق ومحق آت لا ريب فيه إن لم يكن الفرقان ... هذا ومع هذا كله أصحاب الشيطنة الخرساء من أجل شهواتهم الرخيصة ولذات فروجهم الخسيسة قذفوا بالفرقان وصاحبه إلى التلف . وأخيرا تجاهلوا الرسالة التي أرسلها صاحب الفرقان إلى الرئيس الجديد وهي 1/1/1991 أن هؤلاء هم الذين كانوا من قبل يقولون أن غايتنا هو التقدم والإصلاح. وليس التقدم والإصلاح بالدين . وأقبل عليهم مشروع الفرقان من القرآن . فلما  جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ..... ولقد تسأل بعض الناس عن حكم شرع الله في هؤلاء الذين أضاعوا حقوق الله وحقوق عباده فما عرفوا لربهم قدرا ولا لأحد من الناس فضلا قد داسوا على كل القيم والأخلاق واعتدوا على حرمات الله وعلى مشروع الفرقان الذي هو مشروع إنقاذ الأمة كافة بعد أن ظهر بتونس يوم الجمعة في 14 فيفري 1986 فاعتدوا عليه وعلى صاحبه ومن معه بكل شدة وقسوة وهم مع ذلك يعلمون أن مشروع الفرقان هو غاية كل الكتب السماوية وأمل جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام .. وحيث أن مشروع الفرقان هو غاية كل الكتب السماوية وأمل جميع الرسل والأنبياء الذي من وراء الجواهر الحية ومن وراء الجواهر الحية سكينة التابوت ومن وراء السكينة الروح التي هي خلاصة الكون وعروس الدهر التي ترتعد من هيبة جمالها الأملاك وهام بحبها العلماء من العباد والنساك علمها عجيب عزيز أخفي بالرموز كم بلغت نفوس المتشوقين إليه الحناجر وما بلغوه على مدى السنين والقرون .... وحيث أنه بفضل اللــــه وبرحمته ظهر في تونس أمر الفرقان للخاصة والعامة فتصدى إليه الدجال الأكبر وحزبه فأهانوه وحبسوه وكتموه واضطهدوه وشوهوه وتقولوا عليه الأقاويل وقالوا عليه قول الزور والكذب . لهذا يعلن صاحب الفرقان بموجب ذلك أنه من يوم ظهور الفرقان بتونس وأهل تونس كلهم نساء ورجالا صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم وجميع أعمالهم ما يتعلق منها بالدنيا والآخرة عرضة للإحباط عند الله ومعلقة بين الرفض والقبول لكونهم وقعت بين ظهرانيهم وعلى أرضهم أعظم جريمة تضر بالإسلام والمسلمين تلك هي محاربة الفرقان ومحاولة القضاء عليه مرارا متعددة خلال مدة طويلة تزيد على عشرين سنة !!!.

وسكوتهم على ذلك يعد مشاركة .وإنما يتقبل الله من المتقين ولا أرى لهم ملجأ ولا من ذلك مخرجا إلا أن يرجعوا إلى الله بالتوبة والاستغفار وينادوا بالقصاص من الحزب المجرم حزب الدجال الأكبر الذي منع الخير وحجبه على أمة الإسلام ونكل بالإسلام والمسلمين ضربا وقتلا وحبسا وتجويعا واعتداء على الحرمات...

ولا بد لهم مع ذلك من العمل والإعداد على بعث الخلافة لإنجاز مشروع الفرقان .. فإن لم يفعلوا وماتوا على غير توبة فلا أرى أن الله يقبل منهم يوم القيامة عدلا أو صرفا . وفي هذه الدنيا ليسوا في مأمن من عقاب الله لأن الرضى بالكفر كفر والرضى بالظلم مشاركة فيه وظلم ... فإن استجابوا اليوم لهذا النداء نجوا في الدنيا وبين يدي الله . وإن هم رفضوا أو ترددوا فسيحل بهم ما حل بأمثالهم من قبل . وإني ملاقيهم في موقف الحساب بين يدي الله عز وجل وإلى أين سيذهبون أو يفرون .. أقول قولي هذا لأن شروط إنجاز العمل الفرقاني توفرت الآن أكثر مما توفرت من قبل لدى الأمم الخالية في الحضارات الماضية . ومتى توفرت الشروط وحضر صاحب العمل والآذن والأمر وجب العمل والتارك له أو المتردد فيه أو الذي لم يدع إليه مثل هؤلاء الذين أمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض أعمالهم محبطة عند الله جزاءهم خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب . وقد حل ذلك بالذين نكصوا عن الدخول إلى الأرض المقدسة مع موسى لإتمام العمل الفرقاني الموسوي . فلا تكونوا مثلهم فيحل بكم ما حل بهم من قبل ./. أما محارب الفرقان بالقول أو بالعمل فهو محارب القرآن فلا يختلف اثنان في كفره . فلا يحل لمؤمن أن يصحبه أو يسلم عليه . قال عز وجل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )...الآية 113 من سورة هود . قال عليه السلام : إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعذاب ./..

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب.

أن كل ما جرى من قبل في الماضي البعيد والقريب من أعمال الجهاد في سبيل الله فهو في حقيقة من أجل إقامة دولة الإسلام التي في ظلها ينجز مشروع الفرقان وهكذا يكون العمل لله ويباركه الله ويكون النصر نهايته بإذن الله. أما إذا كان الجهاد من أجل الأشخاص والغايات الخاصة أو مجرد الوصول إلى بساط الخلافة لإنجاز مشاريع وهمية فذلك لغير الله ولن يكون في الأمة إلا فتنة لا تبقي ولا تذر.... إلا فافتحوا أبصاركم و أسماعكم واستحضروا قلوبكم وعقولكم ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل . سماعون للكذب أكالون للسحت . فهذا برهان الله الأعظم وآيته الكبرى وحجته العظمى تنزل ساحتكم من كتاب الله مبشرة بنبأ روح الله العظيم كما وعدكم ربكم من قبل حيث قال : ( ولتعلمن نبأه بعد حين )./...

فلا ينفعكم والله مع الله أي عذر في السماوات ولا في الأرض أن كذبتموها كما كذب قوم من قبلكم في نصر الحق فأخزاهم الله وخذلهم خذلانا أبديا أولئك هم طغام صدام ..كفرة فجرة ذهب وذهبوا إلى جهنم لا أرجعهم الله .فإلى أين وصلوا بحربهم ضد ثورة الإسلام بعد ثمانية أعوام .؟ التي أرادوا قتلها في المهد ففشلوا ولكن اعترضوا سيرها وعطلوا خيرها وما غنموا إلا العار والخلود في النار. ليتهم يكونوا لغيرهم عبرة ولكن أكثر الناس لا يعتبرون. فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ./.

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب .

أمر الفرقان ليس كما تتصورون . بل هو أحسن مما تتوهمون وخير مما تظنون ولا يظهر لأمة الإسلام اليوم فضل على غيرها أبدا إلا بإنجاز مشروع الفرقان إلى نهايته العالية ... من غير أن تسقط في منتصف الطريق كما سقطت من قبلها الأمم الخالية ... وأنكم اليوم مخيرون بين نجازه و بين بلاء عظيم سينزل بكم من الله لا حد لمداه ./..

كما نزل بالذين فشلوا من قبلكم من أمة عاد وثمود إلى أمة اليهود والذين من بعدهم جاءتهم رسلهم بالبينات فآمنوا ثم كفروا وحلت بهم المثالات وباءوا بغضب من الله ... فلا تكونوا مثلهم وأسرعوا إلى العمل والإنجاز قبل فوات الفوت أو ليهلكنكم الله . فإن تصدى لكم المنافقون الذين يخفون الكفر ويظهرون الإيمان . وقد تصدوا . مع علمهم بالفرقان فلا تحاوروهم . وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ...

فإلى الذكر والعمل والإنجاز يا شباب الأمة انطلقوا وإلى نصب خلافتكم الإسلامية الموعودة تقدموا لتصنعوا تحت رايتها آلة الفرقان بإذن الله لتؤلفوا به الجواهر الحية وتستخرجوا سكينة التابوت وتظهروا للعالم الروح الإلاهي الوسيلة الوحيدة بيننا وبين الله عز وجل ألا فتطهروا وتطيبوا للقائهم بذكر الله . فإنهم أرواح ملكية وإلاهية طاهرة جدا لا يمسها إلا المطهرون ... فهذه فرصة الدهر التي لا تعوض ... وهذا قول فصل لا جدال بعده أبدا للمؤمنين. فإلى العمل والإنجاز تقدموا واستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ../.

 

يا أمة الإسلام

هذا شرح مختصر لبلاغ الفرقان كتبه صاحب الفرقان عبد الله ووليه أبو محمد الطاهر الشريف علي الداني الذي إن لم يدركه ربه بالروح فهو من أصحاب القبور وحي بين يدي ربه بإذن ربه يوم البعث والنشور .....فعلى كل مسلم يريد النصر والعزة للإسلام والمسلمين بعد اتصاله بشرح البلاغ هذا أن يحفظ ويفهم منه ما استطاع هو وأبناءه وذوي قرباه فإن ذلك حجة لهم وبرهان مع العمل على صدقهم في الدين بين يدي الله ومن أعظم الجهاد والقربات عند الله لأنه مفتاح كتاب الله وكنز من خزانه القرآن . فلا يجوز لأحد طبع منه نسخا أن يبيعها إلا بعد الاستئذان من كاتبه وناشره صاحب الفرقان .

أما توزيع البلاغ مجانا فلا بد منه لكل من يريد التقرب إلى الله وهو في وقتنا الحاضر واجب على كل مسلم لأنه جهاد مقدس في سبيل الله .

ولكي تحصلوا على حجة وبرهان فلا بد لكم من قبس من علم الفرقان .

فاطلبوه في الكتاب الذي كتبه صاحب الفرقان وهو بعنوان مشروع صنع آلة الفرقان فهو مفتاح كتاب الله وفيه الحجة والبرهان فإذا وصلكم فاحفظوه وانفضوا أيديكم من كل شيء لا يوصلكم إلى الله وفروا إلى الله في المصانع والمساجد تلك بيوت الله . وتمحضوا وتفرغوا لأمر الجهاد والخلافة والفرقان وأحذروا أن تنساقوا بغير شعور في الطريق اللهو واللعب والهذيان فإن تلك خدعة ومصيدة جعلها لكم أعداءكم بوحي من الشيطان ليصدوكم بها عن سبيل الله ويصرفوكم عن التفكير في أمر الجهاد والخلافة والفرقان .. فانتبهوا في الفخاخ وحافظوا على الوقت وحاسبوا أنفسكم عليه حسابا دقيقا وأحذروا حزب الشيطان أن يشغلكم بالفتنة أو يضرب بعضكم ببعض أو يلهيكم بالهامشيات أو بالطمع والأغراء أو بالنساء والمسلسلات أو بالضحك والكتب واللهو واللعب . ويلعب بكم ثم يضحك عليكم كما ضحك على من قبلكم من الآباء والأجداد وصرفهم عن الخلافة والفرقان والجهاد . فلا تكون مثلهم إن في ذلك حقا غضب الله. إلا فاحذروا ثم احذروا إن تنساقوا مع الألاعيب ويجرفكم التيار إلى الجحيم .. وتنسوا الجهاد والخلافة والفرقان .........

أما من جازت عليه حيل الشياطين وتلف وتاه فإنه أقام الدليل والحجة على أنه عبد لا يستحق الحياة فلا عذر له يوم القيامة بين يد الله ....

فالله الله عباد الله الجهاد والخلافة والفرقان

فالجهاد الجهاد الجهاد

في سبيل الله يا أمة الإسلام شدوا أزر إخوانكم في الجزائر وفي مصر وفي البوسنة والهرسك وفي العراق وفلسطين وغيرها من بلاد الإسلام حتى تكون الثورة الإسلامية عامة من أجل إعلاء كلمة الله وإقامة الخلافة الإسلامية الموعودة وإنجاز مشروع الفرقان ... خافوا الله وخافوا ذنوبكم ولا تخافوا العدو وكبروا الله عند اللقاء. فإن الله لا يغلبه غالب وما النصر إلا من عند الله . قاتلوا حكامكم الكفرة الفجرة السفهاء اليائسين من روح الله الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ... قاتلوهم يعذبهم الله بأيدكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي  صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على ما يشاء و الله عليم حكيم .../..

... زوال قلة خير من زوال أمة ...

يا أمة الإسلام 

إن الله وهب لكم الملك والسلطان على أحسن أراضيه من أجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وتنجزوا عليها مشروع الفرقان وليس للهو واللعب . فإن لم تفعلوا انتزعها منكم كما أنتزع الأرض والملك والسلطان ممن كان قبلكم فاعتبروا يا أولي الأبصار واحذروا غضب الله واعلموا أن زوال قلة خير من زوال أمة فليكن همكم في ذكر الله وفي صنع الفرقان المفضي بكم إلى الروح المستحدث بماء مهين ثقيل مشحون لازب دفين في قرار مكين .ذانك بحران من الزئبق الحي على النار يلتقيان . لهما ثلاثة أحواض بالساحة من فوق أوسطها سيول نيسان ومن تحته أتوان النار فإذا حان الوقت وتم العمل رفعت البوابات بحبال الفولاذ والجرارات وانطلق البحران يلتقيان بينهما برزخ قد رفعناه رفعا فانفجرا مثل سيل منهمر . فالتقى الماء على أمر قد قدره جعل النار عليه بردا وسلاما ذلك من آيات الله فهل من مذكر. يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ...

نحن في حرب مع الشيطان من أول الدهر

... يا بني آدم يا معشر البشر ...

إن جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام غايتهم واحدة وإن اختلفت طرقهم للوصول إلى تلكم الغاية . أن مشروع نوح وإدريس وبوذا وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى ابن مريم ومحمد هو مشروع واحد مادي محسوس يبتدي من المادة وينتهي إلى الروح الموصول بالله عز وجل . حوله الجاهلون والضالون المضللون إلى أمور معنوية باهتة وأوهام ابتدعوها من عند أنفسهم . لأنهم جهلوا الغاية القصوى والطريق الموصلة إلى العلم والعمل فضلوا وأضلوا .

يا بني آدم 

إن خير الطرق الموصلة إلى الله هو الطريق الإسلامي الذي بينه صاحب الفرقان فجربوا أن تسلكوه تكونوا من المهتدين ... يا بني آدم أن الحق والباطل ضدان لا يجتمعان إلا في ساحة الحرب والضرب وأن الغلبة في النهاية للحق دائما لأن الله مع الحق فكونوا مع الحق تكونوا من الغالبين وبالروح في الدنيا والآخرة بإذن ربكم تخلدون .

فإن قلتم كيف هذا يكون ونحن ما تحققناه . أقول : إنه بعد أن يقوم الروح سيتغير العالم تغييرا عظيما جدا وسينتهي الشر إلى الأبد ويكون الحكم والملك والأمر يومئذ لله .

قال عز وجل : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم  شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )...

فالمرغوب منكم اليوم يا أبناء آدم أن تقوموا بمظاهرة سلمية يقع تنظيمها مرة واحدة في غرة شهر ماي من كل سنة تنادوا فيها بالإنجاز لمشروع الفرقان وبالخلود للإنسان والموت للشيطان ويكون انطلاق هذه المظاهرة من المساجد الإسلامية والكنائس النصرانية والبيع اليهودية بعد أن تسمعوا من الخطباء قراءة لشرح بلاغ الفرقان المسمى  ( البشارة العامة العظمى بالإنقاذ الأعظم العام ) فإذا انطلق المتظاهرون يقولون جميعا بصوت واحد لا إله إلا الله محمد رسول الله . لا إله إلا الله عيسى روح الله لا إله إلا الله موسى كليم الله الإنجاز للفرقان والخلود للإنسان والموت للشيطان والروح لا ريب فيه آت رحمة للعالمين . يا بني آدم ليكن في علمكم أن جميع الرسل بشرت أممها بالإسلام وبمحمد عليه السلام . فالإسلام أفضل ملة عند الله ولكن المسلم إذا ترك الصلاة والزكاة فالعبد المتدين يهوديا كان أو نصرانيا أو بوذيا هو عند الله أفضل منه .كما أن اليهود والنصارى اليوم هم أفضل وأرحم من أحزاب النفاق المتحزبة التي تحكم اليوم أمة الإسلام بالحديد والنار والقوة العسكرية ...

وحتى لا يطمع الطامعون من الأمم الأخرى في الوصول إلى الروح عن طريق آخر غير الإسلام والقرآن . قال عز وجل في حديث قدسي :

لو سلكوا إلي كل طريق ولو استفتحوا علي كل باب ما فتحت لهم حتى يأتوا خلفك يا محمد . عليه وعلى آله السلام ...   .......

يا بني آدم 

 إن الشيطان لعنه الله كان أشد منا مكرا ودهاء حيث اتخذ من أبناء آدم حزبا جعل يحاربنا به من أول الدهر في غفلة من بني آدم وهم لا يعلمون وهو آفتنا الوحيدة الخفية عن أبصارنا فاعملوا على إظهار الروح إليه بآلة الفرقان ليريحكم منه وتكونوا من بعده قوما خالدين . فهو الذي أغوى أبانا آدم بشجرة الخلود والمعرفة ثم عرف كيف يحول بينها وبين أبنائه باستخدام فتنة النساء ليستمر بنا الفناء ويستمر له الخلود والبقاء . فاقطعوا عليه طريقه فقد جاءه الوقت المعلوم . فأسرعوا إليه ولا تمهلوه إن كنتم بقول ربكم توقنون  فمن أجاب وعمل أفلح ونجا ومن كذب وتولى لا يجني جان إلى على نفسه ...

من إنتاجيات الفرقان الموسوي

عجائب من الكائنات والمخلوقات زيادة على الجواهر

الحية التسعة وسكينة التابـــــــــــــــــــــــوت

فمن ذلك ما وصلنا خبره في القرآن مثل العجل الذي أخرجه السامري بقبضة ترابية فيها قوة كامنة من سر الحياة ألقاها السامري على كثيب من الذهب المذاب فثارت فيه الحياة وصار عجلا جسدا له خوار ...

كذلك الماء الثقيل المتحرك  ( ماء الحياة ) المرموز له بدم يحيى  . ذلك الذي عثر عليه الجبار الفارسي بختنصر في بيت المقدس بهيكل سليمان فاحتار فيه لما رأى له حركة وصوتا كضجيج النحل فسأل عنه أحبار اليهود فكتموا أمره فجعل يذبحهم على عتبة باب الهيكل ويسألهم ما هذا فلم يجيبوه حتى ذبح منهم سبعين ألفا ولما أسرف في ذبحهم أجابوه إنه دم يحيى أو ماء الحياة ...

هذا ويقال إن أمريكا اليوم استطاعت أن تنتج النار السائلة التي تشبه دم يحيى (ماء الحياة ) أو الكبريت الأحمر ... وحتى لو أنتجت أمريكا اليوم بتقنياتها الحديثة النار السائلة فإن أمر الروح لا طمع لها فيه لأنها بينها وبينه حجب سميكة لا يجتازها أحد إلا بإذن الله هذا وفهم منطق الطير أهون وأيسر من فتح رموز القرآن .!.

على أن لغة الطير لو فهمها الناس لاضطربت أحوالهم وتزلزلت قواعد أركان حياتهم وذلك فيها من أخبار الغيب المحجوب وآيات لسر كيماوي     رهيب ...

وأما رموز القرآن لو سلك الناس إليها طريق التقوى وفهموها ثم عملوا بها لسعدوا بها سعادة أبدية لا يشقون بعدها أبدا .

فيا صاحب الفرقان لقد أسمعت لو ناديت حيا . ولكن ...

فأين رموز توراة موسى وأين عجائب إنجيل عيسى وأين فرقان وقرآن محمد عليهم جميعا سلام الله . كل ذلك نبذه الأشقياء وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا وهرعوا يركضون خلف النساء خلف الشهوات البهيمية لا يلوون على شيء ... إلا فأربأ بنفسك يا مسلم عن هذه الحيوانية لا تقلد غيرك في سلوك تجهل عقباه فإن التقليد من المهالك وهو من طباع القردة فلا نقتدي بالقردة في طباعهم فنكون مقلدين لغيرنا بغير فهم ورويه . وما أهلك أمة الإسلام إلا التقليد الأعمى وقراءتهم للقرآن بغير فهم  على الطريقة ألببغاوية حتى مرت عليهم ألف وأربع مائة عام ما عرفوا فيها الكتاب من الفرقان .!.. وما عرفوا الصناعة الإلاهية في الخلق والتكوين هي أول ما نزل من القرآن . وقد خلقهم الله من معادن يعلمونها . كلا أنا خلقناهم مما يعلمون .

وما تلك إلا  ( ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ) جاءت في الرمز الإلاهي  ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل الذكرين حرم أم الأنثيين أم اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل أنثيين ومن البقر أنثيين قل الذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) صدق الله العظيم . ودون صنعاء سفر طويل .

( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) .. صدق الله العظيم .....

ومن لم يتدبر لم يفهم .../..

منطق جديد

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

ليس من أهل العلم من لا يعرف قوله عليه السلام  : افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فقيل من هم يا رسول الله قال من كانوا على ما كنت عليه أنا  وأصحابي... وهؤلاء لا شك هم الفرقة الناجية وهم أيضا هم الطائفة التي قصدها عليه السلام في حديثه المتواتر لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ... وها قد جاء في مشروع الفرقان والحمد لله . لكن من خلال هذا الحديث وأمثاله يفهم القاري إن أمة الإسلام ستحدث بها أحداث كبرى وتظهر فيها الفرق ويقع التبديل والتغير و الاختلاف حتى يضيع الحق ويصبح أثرا بعد عين . فإذا حان الوقت وجاء أمر الله وظهر الحق من جديد استغربه الناس وقالوا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين . ولقد قال لي بعض السائلين المستوضحين إن فهمك للإسلام وللقرآن على نحو ما جاء في بلاغ مشروع الفرقان يحمل منطقا جديدا لم نسمع به من قبل فقلت لهم ما لدي إلا كتاب الله . ولكنني أسألكم أنتم كيف تفسرون الأحاديث النبوية الصحيحة التي رواها البخاري رحمه الله والتي منها قوله عليه السلام يرد على حوضي أناس يوم القيامة فتردهم الملائكة فأقول يا رب أصحابي فتقول الملائكة إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ــ بدلوا بدلوا بدلوا ــ فأقول سحقا سحقا سحقا . أو كما قال عليه السلام.

وفي حديث آخر رواه البخاري أيضا يصف الرسول نفسه عليه السلام وهو في موقف القيامة والحساب قال : بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رجل فقال هلم قلت إلى أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج من بيني ومن بينهم رجل فقال هلم إلى أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . فلم يزل بهم كذلك حتى لم ينجح منهم إلا مثل همل النعم . أو كما قال عليه السلام .

فلا تعجبوا يا أمة الإسلام من خروج مشروع الفرقان من القرآن فقد كان السلف الأول منهم من يعرف آلة الفرقان بوصفها لا باسمها كما يدل على ذلك قول عامر ابن عامر البصري في هذه القصيدة العصماء التي منها :

طغى الجور والعدوان فاض فهل لكم       بني العزم في فكر لتحصيل آلــــــــة

لنبني قبل الغرق منها سفينــــــــــــة       فننجوا بها مــن هلك أمواج فتنـــــة

كان بتلك الفلك في حركاتهـــــــــــــا       كواكب أبراج تسير بدفة. إلى آخـره

 

ومن يستزيدنا الأدلة زدناه ومن يتطوع لله للعلم والعمل معنا في ساحة الفرقان من الرجال والنساء تقبلناه كيفما كان حاله ومستواه . كذلك لا تعجبوا يا قوم من النبأ العظيم نبأ الروح الإلاهي وظهوره من ساحة الفرقان فإن من علمه الله صناعة الخلق والتكوين مثل عيسى عليه السلام يعلم صدق ذلك وكان يأمله ويترجاه وكم كان يرجو لو قامت له دولة في أورشليم أن يخلق بآلة الفرقان من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله . ذلك هو الروح الذي كان يبكي إذا قرأ وصفه في الإنجيل بالطائر . ويقول إن هذا الطائر حجة على الخلق سيبعثه الله الخ ...

أما سلم ترتيب الأرواح على حسب أصنافها ودرجاتها فيبتدي صاعدا هكذا معدني فنباتي فحيواني فجني ناري فبشري من طين فملكي من نور وإلاهي من الجميع وذلك هو الذي سيظهر مجسما من ساحة الفرقان وهو الروح الموصول بنور الله الذي هوالمنتهى والميعاد . وأن إلى ربك المنتهى هكذا قال العليم الخبير الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير........

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

من الناس اليوم من لا يعلم إن العصر لمن يملك المعرفة والعلم والحرية ....

وقمة العلم والمعرفة النافعة كلها في مخطط الفرقان الذي يحتوي على أكثر من تسعين صورة تقنية فنية لا يباع بثمن مهما كان . أغتصبه عدو الله وعدو الإسلام الدجال الأكبر بورقيبة لعنه الله . فماذا فعل به عدو الله ؟؟؟. لا أحد يعلم ذلك إلا هو و بطانة السوء التي كانت من حوله . والصحافة المأجورة لها دور كبير هنا لو كان لها وعي بخطورة ما حدث . ولكن الصحافيين هم أيضا قوم لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة وأكثرهم لا يكترثون بما ينفع أو يضر البلاد والعباد ولو كانوا على عكس ذلك لنشروا بلاغ الفرقان في صحفهم بنصه الحرفي ...ولما لم يفعلوا فهم هنالك موظفون لتخريب البلاد وتضليل العباد . والدليل على ذلك أن أمة الإسلام مهددة في وجودها على وجه الأرض ويأتي مشروع كمشروع الفرقان للإنقاذ ولا ينشروه.

وهم مع ذلك كل يوم ينشرون المطولات من الباطل والهذيان . أن أكثر هؤلاء مرتزقة ليس لهم مثال ذرة من عقل  أو شرف أو خلق أو دين . لا شغل لهم إلا نشر الأكاذيب وإشاعة الفحشاء والمنكر . وما سبب هلاك الأمة الإسلامية إلا صحافتها الفاجرة في أبواق النفاق والتبعية للحكام الكافرين ...

رحم الله أبا العلاء المعري في قوله :

 

مل المقام فكم أعاشر أمـــــــــــة           أمرت بغير صلاحها أمراءهــا

ظـلموا الرعية واستجازوا كيدها           فعدوا مصالحها وهم أجراءها....

 

أمة الإسلام اليوم في فتنة عمياء وجهالة جهلاء لا يغير حالها شيء إلا مشروع الفرقان ونشر بلاغ الفرقان ولذلك  المنافقون والمندسون والحكام الكفرة الفجرة عرفوا فيه الخطر فكتموه خوفا على مناصبهم وفضلوا بقاء الأمة في الفتنة على أن ينشروه وينجزوه . ومن فضل البقاء في الفتنة ورفض مشروع الفرقان فهو لا شك كافر شيطان . ولا عجب أن دخل الرعب والفزع قلوب الكافرين والمنافقين لما شاع ذكر الفرقان فقد حدث من قبل في زمن فرعون لما ألقي موسى عصاه ( وهي جوهر حي مصنوع بآلة الفرقان ) وكانت فيه حكمة التشكيل والتصور فتصور في لمحة ثعبانا ينساب تحت أنظار الملايين من الحاضرين في ساحة الميدان فتدافع الناس فزعا ورعبا فمات عفسا ورفسا في ذلك اليوم خمسة وعشرون ألفا عدا من جرحوا من هيبة الثعبان . هذا هو جوهر زحل الذي صنع في مصر بآلة الفرقان وهذا وهو الذي أرسل به موسى الجراد على قوم فرعون فأكل كل شيء حتى الأبواب والنوافذ والمسامير وأهاج القمل على أرض مصر حتى صار فيها مثل حبوب الرمل في هيئة كثبان . ولا حديث عن جوهر الشمس الذي رفع الجبل لموسى إلى عنان السماء ونقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين في لمحة إلى سليمان . ولا عن جوهر المريخ الذي حول ماء مصر كله دما . ولا عن جوهر  عطارد الذي به أرسل الطوفان إلى غير هذه من الجواهر التسعة التي تم قبل السكينة إنتاجها بآلة الفرقان ... فأين المفر لأعداء الله من الله الذي نزل الفرقان في القرآن وفصله تفصيلا ثم فصل بينه وبين القرآن كما فصل بينه وبين الكتب السماوية كلها بصريح من وأضح البيان ...

وبيان ذلك في الآيات التي ذكر فيها الفرقان . وأول سورة آل عمران ... ..

وكل أمر عجيب في الأرض إلا عند الله ما هو أعجب منه وأكبر . لكن الذي وقع للفرقان في تونس عجبه أشد وأخطر . قصة يطول شرح فصولها مع فرعون تونس صانع الفحشاء والمنكر .أفرأيتم الدجال الأكبر كيف طغى وأكثر وفسق وأستكبر وهو الضال المضل الذي هو من قبل عورته أعور . والذين يرتزقون من ساحته  يدعونه المجاهد الأكبر وإذا انتفى الشيء ثبت ضده فهو الدجال الأكبر الذي خير الناس بين الخبز والدين وضربهم بعصي المذلة والجوع ثلاثة عقود من السنين ساقهم خلالها إلى الكفر والنفاق فأطاعوه واتبعوه وهم له كارهون .. ومن لم يصفق ويسبح له بالحمد منهم يمت جوعا وفتنة . تبا لهم في كل صبح بمدحه يلهثون . حتى زاغت من فتنته الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتحير في أمره المؤمنون وما استطاعوا أن يصيبوه ليقتلوه وقد أسرف فيهم بالسجون والدهاليز قتلا وتعذيبا واتخذ النساء مصايد للرجال وأفرط في إذلالهم إفراطا . أنتهك حرمة الله في جسد الإنسان وحارب الإسلام ونفى القرآن ونبذ رمضان وألقى بين الناس العداوة والبغضاء ووضف أبناء الزنى وكان بأحكام الله من الساخرين . مسخ شعب تونس مسخا وأحكم القبضة على أنفاسه خنقا وسلب منه دينه غصبا وزرع الخوف في القلوب والطمع في النفوس وداس على القيم والأخلاق وأمر الفساق وفتح مدارس للنفاق وباسم التقدم فرض التخلف على الناس فرضا وجعل الدين شكلا بغير مضمون وجسدا بلا روح وقدم عمله ذلك نموذجا للحكام الكافرين وأراد أن يعملوا مثل عمله وينسجوا على منواله في ما بقي من شعوب المسلمين . وفي عهده سب الجلالة جائز وأما سباب حضرته يفضي إلى السجن وإلى الذباحين . مكتوب بين عينيه كافر يفهمها من يقرأ ومن لا يقرأ . كما قال عليه السلام . ذلكم هو الصليب الذي رسم على جبهته في تمثاله المعلق على باب النفق بباب سويقة أنها لآية من آيات الله بارزة للعيان ولكن الناس أكثرهم لا يبصرون ومن كان من أتباعه وأذنابه الحجة وحدها لا تكفي لهدايته . بل لا يكفي لهدايته إلا الضرب على جبهته بالنار ../.

هو الذي ضلل السادات حاكم مصر وفرق به صف المسلمين وأوقع الأمة كافة في فتنة سيستمر شرها وبلاؤها إلى يوم الدين . هو الذي ستر الله عليه عيبه ونعته لأصفيائه بالتورية ولكنه تمرد على ستره وفضح نفسه بنفسه لاعتياده فضيحة المؤمنين . ولشدة وقاحته وجرأته صرح في ملأ قائلا : إنه كان يعتقد أنه لا يلد لأن له من الرواهش والمذاكير غير واحدة تذكر ومن كان كذلك حتما لا يلد وكذلك جاء في الحديث مثل ما أخبر . وقد رضي عدو الله أن يعبد مع الله بل من دون الله فهو الطاغوت الأكبر عاث في الأرض فسادا وحمل الناس كرها على ضلال مبين ... زعم الضال المضل علنا أن حجر الأورانيوم غير موجود في كتاب الله . وهو مفصل فيه تفصيلا لأولى العزم وأصحاب العمل العاملين وهو في حقيقة عنصره بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين إذا نظرت إليها خيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها هكذا قال المفسرون ... لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفتري . وكذب الذين قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ... ولكن من شدة ظهوره خفي في الظهور كما خفيت على أعين العميان شموس كثيرة وبدور ... بوائق الدجال الأكبر وأذنابه لا تحصى لكثرتها ولا يتسع لذكرها المجال . فالخلق عيال الله ومشروع الفرقان هو مشروع إنقاذ العيال . حاربه الدجال وداس بقدمه هو ومن معه على وجوه العيال فحقت عليهم بذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . قال عليه السلام ليتبعن الدجال أقوام يقولون أنا لنعلم أنه كذاب ولكننا نتبعه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر فإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم ./..قال عز وجل: ( وكأي من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون )... صدق الله العظيم

 

قطرة من فيض علم الفرقان وعددها ( 1)

وهي كقطرة من سحاب بأسبوع نيسان في جوف صدفة

بساحة لجة لا يكفي لشرح بيان كونها وتكوينها ألف كتاب

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

شجرة الخلد والخلود هي شجرة الموت والحياة أيضا الفلك الأعظم في الفرقان وتلك شجرة عندنا نصنع أساطينها من الفولاذ ومن النحاس نصطنع الغصون كأن على وسطها رحى ذات أسنان وغضون تطحن السنين والقرون بحركات متعاكسة وأفعال متشاكسة فيها من الزيارج والزيوج علوم وفنون كأني أرى لسرعتها اختلافا واسمع لحفيفها أنين الطواحين . فلو دارت على الصخر أفلاكها لصيرته كالشحم السمين . فيها الرياح اللاقحات الناشرات بنيسان وفيها كذلك الريح العقيم في وقت معلوم عدتها سبع ليال وثمانية أيام حسوما ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم . لا تهضم الصخر بعنف من توترها ولكنها باللين من نار السموم. تلك شجرة الخلد الميمون في أزهارها لا تعمل النار وفي ثمارها الخلود المبين. لا يملكها الشرق اليوم أو الغرب وهم عن صنعها عاجزون فإذا تم نصب أفلاكها في ظل خلافة إسلامية نوقد تحت كبريات قدورها نارا ونفجر بعصي تسعة أبحر كبارا ويرى الناس من آياتها الكبرى الأسرارا والأخبارا .حتى يقول القوم أن جاء الأمر وفار التنور وتغلي القدور ويعلوا شهيق وزفير وتصير بحور من مياه حية في قدور راسيات بخارا صاعدا وجبال من معادن شتى في جيوش من كيزان الحديد هباء منبثا كالعهن المنفوش نفشا والقطن الممشوط مشطا بعد أن نشويها شويا وننضحها نضحا ونسحقها سحقا ونحرقها بداء وعودا ونثيرها بالنفخ سحبا ونصرفها بالأفلاك النفاثات سما الصافات صفا المرسلات عرفا النازعات غرقا  الذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا على مزاليق الفولاذ جريا . والعاديات ضبحا فالموريات قدحا من ازندة الكهرباء ونبضات الشموع المرتكزة خلال الأسباط الإثنى عشرة المتقطعة في الأرض أمما سبطا سبطا فصلا فصلا شهرا شهرا يوما يوما وساعة ودرجة ودقيقة وثانية وثالثة تصريفا كتصريف الرياح آيات مفصلات يظهر من تلاقحها مزنا ويخرج من ذرتها شمسا في جو كله حركة دائمة وهياج مستمر بجوف صومعة من الفولاذ مركوزة الأركان في الإسمنت والحجر عليها من الحجب المتداخلة تسعة عشر. تدور بأحكام حراكه مستقر ... فهل عقل الآن المرتابون هنالك بروجا فيها سير ومجال للغيوم الرّجس والكواكب الخنّس الجواري الكنس فإن لم يعقلوا فاضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا . محله في الفلك الأعظم له مقادير وأوزان وعلى حجب الفلك الأعظم نحرك الفلك الأعلى ونضغطها بالفتل الملولب ضغطا عاليا جدا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ رضا . فإذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا مسترسلا متواصلا متلاحقا يتفجر في جوفها شمسا وقمرا ونجوما كل لطلعته عمل وسلطان ومن ذلك ينبثق نظام ودورة للزمان ... خلاصة المملكة الإلاهية هو الإنسان . وخلق الإنسان هو المحور الوحيد الذي تدور عليه آيات القرآن وأفلاك الفرقان ... إقراء باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق هذه أول آية نزلت من القرآن بها يعرف الإنسان الطريق إلى روحه ونفسه ومن عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه عرف كل شيء هكذا قال عليه السلام .....

ومن أراد أن يفهم القرآن فعليه بالسنة فهي مفتاح شرحه وبيانه وفي ذلك قال عز وجل : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ).. أما بداية الخلق التي دوخت جميع الفلاسفة من الأولين والآخرين فصلها لنا ربنا تفصيلا.

( أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). سورة الأنبياء

فمن هذه وعلى هذه في ستة ومن ثلاثة في ثلاثة مع تسعة خلق الإنسان من عَجَلِِ ؟ سأوريكم آياتي فلا تستعجلون... فصنعاء وإن طال السفر يا أمة الإسلام . من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه . أي لمعرفة نفسه . قال عز وجل : ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق )...

وها قد جاء اليوم تأويله بالأعمال لا بالأقوال فهل من عاملين .؟؟؟..

فلا نصر لكم اليوم أبدا يا أمة الإسلام إلا بالفرقان ومع الفرقان وصاحب الفرقان .

إلا وأن المذاهب والأفكار والملل والنحل والشيع قد كثرت وتراكمت وضاع بينها الحق الذي جاءنا من عند الله ذلك هو الذي ينفعنا حقا ولا حاجة لنا بسواه . إذا فما عدا القرآن والسنة والخلافة ومشروع الفرقان فهو ليس من عند الله . ذلك هو الباطل والتطرف فاجتنبوه إن كنتم تؤمنون بلقاء الله ... فيا أيها الملوك والرؤساء في أمة الإسلام أن الخلافة التي بشر بها المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى آتية لا ريب فيها وهذا أوان قيامها وظهورها وأنكم لا محالة مخلوعون وزائلون فيكفي ما قاسته أمة الإسلام منكم ومن أسلافكم فهذه فرصة لكم كَفِّروا فيها عما سلف فاخلعوا أنفسكم بشرف الأبطال واستقيلوا من الحكم بالحسنى والتي هي أحسن من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان للوصول إلى الإنقاذ العام بالروح الإلاهي الذي لا ييأس منه إلا القوم الكافرون ... فإن أنتم فعلتم نجوتم وأرحتم واسترحتم وفزتم بأكثر مما أعطيتم أضعافا مضعفة خالدين فيه.وإن رفضتم ( وهذا هو المتوقع ) وأبيتم إلا أن تقفوا حجر عثرة في طريق العلم والعمل والإنقاذ العام مثل ما اعتدتم فاعلموا أنكم في هذه الكرة مقبلون على حرب مع الله لا مع عباده ولله جنود السماوات والأرض وما يعلم جنود ربك إلا هو . فهذه فرصة تتاح لكم للنجـــــــاء في عامكم هذا فلا تضيعوها هداكم الله ... وأعلموا أن كل يوم يمر عليكم وأنتم في السلطة بعد هذا النداء إلا وهو زيادة في البلاء عليكم وعلى أمة الإسلام والعالم أجمع ولا يزيدكم ذلك من الله إلا غضبا وبعدا ... هذا وأني وإن كنت دعوتكم بالحسنى للتنازل عن الحكم ومتوقع منكم بل متحقق عدم الإجابة والرفض والصلف واللامبالات والشر والانتقام لضاربكم في نفس الوقت بسلاح لا يخطي أبدا وأنتم تجهلون مضاءه وقواه وتجهلون رجاله أولياء الله ...

إنه الدعاء سلاح المؤمن سلاح الموصولين بالله ما ضربت به ظالما قط صغر شأنه أو كبر إلا أزاله الله.  واسألوا عنه من جربه قبلكم وكان أشد منكم بطشا وأصلب مكسرا فكسره الله.ليته يكون عبرة وموعظة لغيره والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه ... ومن يعرض منكم أو يهون عليه مشروع الفرقان وأمر الله فسيرى العجب العجاب من رب يأخذ بالذنب قوى في الحرب صارم الضرب مفرج الكرب بغيض للكفر سريع في المكر شديد العقاب جل جلاله هو الله ... لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه وهو على كل شيء قدير وهو القهار فوق عباده وهو الحكيم الخبير .

اللهم من تشبث من هؤلاء بالحكم رغبة فيه راغبا عنك ولم يتنازل عنه من أجل إقامة الخلافة وإنجاز مشروع الفرقان لنصرة الإسلام والإنقاذ العام والاتصال بحضرة جنابكم في الدنيا والآخرة اللهم زلزل أقدامه واطش سهامه وأجعل الدوائر كلها تدور عليه واجعله في جهنم من الخالدين المأبدين . واجعل معه من أعانه ونصره في سجن غضبك الذي لا يطاق... اللهم من بدل أو غير في كلامنا هذا بزيادة أو نقصان أو أحاطه بكتمان أو افترى علينا فرية أو أشاع علينا كذبة يريد استنقاصنا بها وليصد الناس بها عن سبيل الفرقان اللهم اهتك ستره وفرق جمعه وأذقه خزي الفضيحة في الدنيا والآخرة وأبده في العذاب الأليم .اللهم إن أمة الإسلام في فتنة كبرى مقسمة إلى أحزاب وطوائف وإمارات تضيع منهم كل يوم في غير طائل الأعمار والطاقات والأوقات وما كثرت بين أيدهم إلا الدعاوى الكاذبة والضلالات . إذا قرروا الشر أنجزوه وإذا قرروا الخير تركوه وإذا دعوا إلى الحق لا يسمعون وإذا سمعوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعملون وسبب بليتهم بعض حكامهم والسفهاء من شياطين الإنس اللهم أزلهم بسلام فيريحوا ويستريحوا . اللهم إن شرارة من غضبك اليوم بين ظهرانينا تسكن الأرض معنا وهي كامنة في السلاح الذري تنظر إلى العالم كافة بغيظ المظلومين ولهفة العاشقين المحرومين وشاهية الجائعين كما ينظر النمر الجائع إلى فريسة في قفار . وقلوب الشياطين من الإنس والجن حاقدة ماكرة تغلي من الحقد والغيظ على الفرقان وصاحبه كما تغلي المراجل على النار ...

والعالم اليوم كفراش بليل يقترب كل حين من هائج نار والناس بين أمرين على خيار... اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فأعنه ومن أرادهم شرا فاردد كيده لنحره واجعله من المقبوحين . اللهم اهدي أوروبا الموحدة إلى دينك القويم الحنيف فإنهم أقرب الناس إلى الإسلام وأقدرهم على إنجاز مشروع الفرقان . اللهم الف بين قلوبهم وقلوب المسلمين بالمحبة والرحمة حتى يكونوا يدا واحدة على عدوك إبليس اللعين .

اللهم لا جد فوق لقائك ولا حكم إلا حكمك والقضاء ينزل من عندك وأنت تفعل ما تشاء وأنت على كل شيء قدير ... اللهم لا تهلك من خلقك إلا الشيطان ومن عارض مشروع الفرقان . اللهم كن لنا عونا على العمل والوصول إلى الاتصال بجانبك الأعظم بواسطة الروح وأجمعنا في ساحة رضوانك بأولي العزم الذين عملوا بجد كبير من أجل الفرقان نوح وإدريس وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى ابن مريم ومحمد وعلي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

للحديث بقية والسلام . الإمضاء قضاء الله وقدره الذي لا يرد

أبو محمد   الطاهر الشريف علي الداني

 

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

للفرار اليوم من مقت الله النازل الآن بأمة الإسلام

على كل مسلم ومسلمة وعلى كل شاب مسلم وشابة مسلمة وعلى كل طفلة وطفل أن يمتلك من هذا الكتاب نسخة مجانا . وأن يبذل كل ما في وسعه لحفظه أولا ثم لفهمه وشرحه من لسان كاتبه صاحب الفرقان أن استطاع إلى ذلك سبيلا تلكم هي الحجة القوية والبرهان الساطع اليوم لكل مسلم يعد نفسه للسؤال بين يدي الله . ويريد الفرار في هذه الدنيا من غضب الله ومن نار جهنم يوم القيامة يوم الحساب إذا سأله الله ... ولكي يقيم المسلم اليوم الدليل والبرهان على براءته من النفاق لا بد له أن يشفع القول بالعمل بما يستطيع وأول ذلك أن يلتزم بالذكر الفردي والجماعي مع الذاكرين علنا في بيوت الله فإن تصدى له في المسجد من يمنعه من قول لا إله إلا الله فليقاومه بما استطاع كائنا من كان ولا يترك ذكر الله. فإن الساعة قد أزفت ودليل ذلك الشروط والعلامات وقسمه عليه السلام والله لا أمكث تحت الأرض خمسة عشر قرنا . صدق عليه السلام فها هو وعد الله ظهر اليوم مشعا للمبصرين وهو الذي اختلف فيه المرتابون وتساءل عنه المكذبون وكانوا عليه للرسل يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين .

ستنقلب أوضاع العالم في أمور كثيرة بعد ظهور روح الله وستنتهي شرور عامة بنهاية أجلها الذي حدده الله . فكل نفس ذائقة الموت يومئذ إلا من شاء الله وكلّ من عليها فان إلا من ابيضت وجوههم بلمس من روح الله . أولئك هم الخالدون وأولئك هم الثابتون يوم ظهور الروح فلا يفرون وأولئك هم المعنيون بقوله عليه السلام :

إن لله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لقربهم من الله . قالوا تخبرنا من هم يا رسول الله قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوا الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس .../.

صدق عليه السلام  والميدان لجميع الناس مفتوح

شريف علي الداني

E-MAIL

info@furqan.com

Chaine Youtube

furqandhuri

furqan dhuri