114
سورة
في القرآن
44
سورة تتحدث
عن الفرقان
6236
الآية
في القرآن
154
مقابل ذلك
يتحدث عن فرقان

 آلــة النبـــوة

كلمة الختام

بسم الله الرحمان الرحيم

 

يـــا بنـــي آدم

إن الله اختاركم لخلافته في الأرض لنجاز مشروع إلاهي عظيم ! فأمر الملائكة بالسجود لأبيكم آدم فسجدوا إلا إبليس فإنه أبى واستكبر, ورأى أن آدم المخلوق من طين لا يستحق هذه المنزلة العظمى التي إن نالها وصل بها إلى الحياة الأبدية على الأرض !فقال : أنا لا أسجد إلا لله.وأظهر الشر لآدم حسدا وبغضا وقال : هذا إن فضِّل عليّ لأكيد نّه ولئن فضلت عليه لأهلكنه .فأنزله الله إلى الأرض هو و آدم وأراد الله أن يجري امتحانا بين آدم و إبليس وبين ذرية آدم وجنود إبليس ليبلوّ الفريقين أيهما أحسن عملا فيعطيه الخلافة الإلاهية ويفوز بالحياة الأبدية على الأرض في الدنيا والآخرة . إلا أنه يظهر مسبقا من هذه القصة أن إبليس لعنه الله لما عصى أمر الله عز وجل هو الخاسر في هذه المعركة .

قال عز وجل في سورة الإسراء : ( وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ءأسجد  لمن خلقت طينا قال أرآيتك  هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذريته إلا قيلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) .

فلكي تثبت جدارتك يا أبن أدم للشيطان أنك لست دابة محتنكة وأنك أهل للخلافة الإلاهيّة في الأرض .

لا بد لك أن تفهم رموز القرآن الذي أنزله الله إليك أولا بالعلم, ثم تعمل بها لتنجز المشروع الإلاهي للإنقاذ العام ! فإذا فعلت هذا  دحضت حجة الشيطان الذي زعم أنك حيوان وضيع غبي يمكن احتناكه وامتلاكه كالكلب والحمار وقلبت زعمه عليه وأثبت صواب الأمر الإلاهي الذي أمر الشيطان بالسجود إليك.

 يا ابن أدم إن الشيطان لما وسوس لآدم قال له : ( يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) وهذا كلام يدل ويتضمن الإرشاد إلى الحياة الأبدية ! لكن إبليس لعنه الله لم يقل ذلك لآدم حبّا فيه أو نصحا له وإنما وعده بذلك وعد إغراء وغرور حتى يحصل منه على الطاعة فإذا أطاعه أخرجه من نعيم الجنة .

فلو كان إبليس صادقا في وعده لما وقف اليوم ومنذ أن نزل إلى الأرض في طريق أبناء آدم يصرفهم بكل قوة على شجرة الخلد باب الحياة الأبدية حيث أتخذ لذلك جيشا كثيفا جدا في الفتيات الجميلات يحرس بهن شجرة الخلد هذه . فكل من يسير في طريق الله متجها إلى شجرة الخلد إلا سخر له إبليس اللعين فتاة جميلة يشغله بـها ويصرفه عنها بشكل أو بآخر فإن لم يشغله بجمالها شغله بمشاكلها . أما شجرة الخلد هذه فهي اللغز المحير وهي لا شك باب الحياة الأبدية وهي شجرة المعرفة كما جاء بيان ذلك في الكتب المنزلة وهي أيضا آلة النبوة تصنع صنعا من معادن الأرض وهي شجرة لا شرقية ولا غربية أي لا توجد في الشرق ولا في الغرب وإنما تصنع صنعا وأما زيتها الذي يكاد يضيء كأنه جمر سائل مذاب فذلكم هو الكبريت الأحمر..تلكم هي الساعة وذلكم هو الفرقان الذري الذي كان عند موسى وصنع في ظل الحضارة الفرعونية بقوة  الفراعنة ونبوة يوسف عليه السلام . وأنتج هذا الفرقان أكاسير قارون والجواهر الحية التسعة والماء الحي وسكينة التابوت وما وصل إلى الغاية العليا . وهذا الفرقان اليوم عندنا مفصل تفصيلا في كتاب الله .

هذا مع العلم أن هذا الأمر محاطا بالرموز ومخفيا في الكتب السماوية قال الله عز وجل في سورة طه: ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها ) فمن سبق إليها وأنجز مشروعها وصنعها وفاز بجواهرها الحيّة وأروحها الملكية ثم انتهى إلى الغاية العليا الروح الإلاهي الحيوان وتلكم هي الدار الآخرة في عالم التكوين الفرقاني قال عز وجل : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) . فمن وصل إلى هذه الغاية القصوى بآلة النبوة الساعة الموعودة والفرقان الذري فقد انتصر على إبليس وأقام الحجة عليه يوم القيامة بين يدي الله أنه قد أخطاء عندما رفض آمر الله واستكبر على آدم ولم يسجد إليه كما أمره الله وأنتصر لله من إبليس وأثبت صواب آمر الله وخطأ زعم  إبليس وأثبت أيضا جدارته لمقام الخلافة الإلاهية إذا فليس من المعقول أن تصنع الآية الكبرى دواب محتنكة أو طليقة مرسلة و لو اجتمعت كلها و معها أشباهها من بني آدم.

إذا فاللذين يصنعون الآية الكبرى اليوم هم حجة الله على إبليس يوم القيامة... إذا فكونوا منهم يا أمة الإسلام حتى تكونوا بحق خلفاء الله في الأرض لأنه كما يظهر أن إبليس لعنه الله تفاخر بالعلم و المعرفة و الحسن و الدهاء على آدم . فإذا صنع أبناء آدم هذه الآية الكبرى (  آلة النبوة  ) سقطت حجته و بطلت دعوته و ظهرت غلطته و باء مذموما مخذولا. آلا فاثبتوا يا أبناء آدم جدارتكم و أهليتكم لخلافة الله في الأرض و ذلك لا يكون إلا بمعرفة آلة النبوة الساعة شجرة الخلد الفرقان الذري أولا ثم بإنجاز مشروعها و صنعها ثانيا للوصول إلى الوسيلة الكبرى لله عز وجل التي آمركم الله بطلبها في كتابه يا أمة الإسلام فقال في سورة المائدة : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون).

إلا تفعلوا يا أمة الإسلام فإنكم أنصار إبليس و حلفاؤه و مصدقوه في ما ادعاه على الله و على أبيكم آدم و عليكم أنتم أيضا من حيث لا تعلمون. و قد ظن إبليس و زعم أنه خير من آدم لأنه مخلوق من نار و آدم مخلوق من طين من حمأ مسنون يمكن امتلاكه كالحيوان و أحتناكه كالسائمة فلا يستحق في نظره منصب الخلافة الإلاهية ولا الحياة الأبدية على الأرض. وفعلا من يستطيع إبليس امتلاكهم من البشر وأحتناكهم كالدواب فقد صدق عليهم إبليس ظنه فلا يستحقون منصب الخلافة الإلاهية ولا الحياة الأبدية على الأرض.. فيا أبناء آدم لا تنسوا الله ولا تنسوا ذكر الله لقمع الشيطان ولا تنسوا أنكم في حرب مع إبليس ولا تنسوا أن إبليس يحبك من ضلالتكم حجة يقدمها بين يدي الله يوم القيامة ومعه منكم جمهور غفير جدا من عبدة الأوثان وعباد الهوى والكفرة ليثبت أمام العالم أن الله قد أخطاء عندما أمره بالسجود لآدم وأنه هو المصيب عندما رفض ذلك. وغايته المكاثره هذه هي حجته ضدنا فما هي حجتنا ضده ؟

إذا فإني أرى أن لا تتحدوا لمحاربة بعضكم بعضا ولكن اتحدوا لمحاربة عدوكم الأول الأكبر إبليس اللعين الذي أخرج أباكم من الجنة وهو الآن يريد إبعادكم عن مشروع الحكمة القرآنية الأعظم لصنع آلة النبوة الفرقان الذري ليحرمكم من الحياة الأبدية والخلود في الدنيا بروح الله حسدا من عند نفسه ولقد أضل منكم جبلا كثيرا وأحتنكهم كالدواب وضرب بعضهم ببعض وشغلهم على الله بالفتن والحروب آلاف السنين ليثبت لله وللملائكة أن أبناء آدم إنما هم دواب محتنكة قبضته يوجههم حيث يشاء . وهو بهذا يكون خيرا منهم ومن أبيهم آدم ../...

فيا أبناء آدم فلكي تفحموه بحجتكم أثبتوا له عكس ما يقول فاصنعوا له آلة النبوة الآية الكبرى الفرقان الذري شجرة الخلد الساعة الموعودة ثم أظهروا له من ساحة الفرقان الذري أعجوبة الأعاجيب الكبرى وصبغة الله العظمى الروح الإلاهي الأعظم منتهى العلم البشري ليقتله قتلا ويمحق جنده محقا ويسحق عرشه سحقا حتى يستريح من مسلسل شروره وفتنه كافة العالم فإن الروح الإلاهي هو آفته الوحيدة الكبرى . ألا تفعلوا فإنكم مسحوقون سحقا وممحوقون محقا بما صنعت أيديكم من أسلحة الدمار الشامل الموجودة في حوزتكم ../.

إن إبليس بوحي منه هو الذي  دفعكم لتصنعوا هذه الأسلحة المدمرة وهي نار محرقتكم وهي ذنوبكم صنعتموها بأيديكم .وهي فخ شيطاني خطير. الشيطان يستدرجكم اليوم لهذا الفخ . وإنكم إن لم تسمعوا الآن أمر الله وتنجزوه فإنكم لا محالة في الفخ وفي المحرقة واقعون . هذه هي النهاية المأسوية التي يريد الشيطان أن يستأصل بها الجنس البشري من الوجود قال عز وجل : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )../...

ألا فاستيقظ وانتبه يا ابن آدم قبل أن تفاجئك الدواهي الكبرى على حين غفلة وأنت تضحك وتلعب وترى الأمر بعيدا وهو قريب أعذر من أنذر وهو الإنذار الأخير والسلام لأهله .

 

الإمضاء : أبو محمد الطاهر الشريف علي الداني

 

الشريف علي الداني

آلة النبوة

كلمة الختام

بسم الله الرحمان الرحيم

 

يـــا بنـــي آدم

إن الله اختاركم لخلافته في الأرض لنجاز مشروع إلاهي عظيم ! فأمر الملائكة بالسجود لأبيكم آدم فسجدوا إلا إبليس فإنه أبى واستكبر, ورأى أن آدم المخلوق من طين لا يستحق هذه المنزلة العظمى التي إن نالها وصل بها إلى الحياة الأبدية على الأرض !فقال : أنا لا أسجد إلا لله.وأظهر الشر لآدم حسدا وبغضا وقال : هذا إن فضِّل عليّ لأكيد نّه ولئن فضلت عليه لأهلكنه .فأنزله الله إلى الأرض هو و آدم وأراد الله أن يجري امتحانا بين آدم و إبليس وبين ذرية آدم وجنود إبليس ليبلوّ الفريقين أيهما أحسن عملا فيعطيه الخلافة الإلاهية ويفوز بالحياة الأبدية على الأرض في الدنيا والآخرة . إلا أنه يظهر مسبقا من هذه القصة أن إبليس لعنه الله لما عصى أمر الله عز وجل هو الخاسر في هذه المعركة .

قال عز وجل في سورة الإسراء : ( وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ءأسجد  لمن خلقت طينا قال أرآيتك  هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذريته إلا قيلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) .

فلكي تثبت جدارتك يا أبن أدم للشيطان أنك لست دابة محتنكة وأنك أهل للخلافة الإلاهيّة في الأرض .

لا بد لك أن تفهم رموز القرآن الذي أنزله الله إليك أولا بالعلم, ثم تعمل بها لتنجز المشروع الإلاهي للإنقاذ العام ! فإذا فعلت هذا  دحضت حجة الشيطان الذي زعم أنك حيوان وضيع غبي يمكن احتناكه وامتلاكه كالكلب والحمار وقلبت زعمه عليه وأثبت صواب الأمر الإلاهي الذي أمر الشيطان بالسجود إليك.

 يا ابن أدم إن الشيطان لما وسوس لآدم قال له : ( يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) وهذا كلام يدل ويتضمن الإرشاد إلى الحياة الأبدية ! لكن إبليس لعنه الله لم يقل ذلك لآدم حبّا فيه أو نصحا له وإنما وعده بذلك وعد إغراء وغرور حتى يحصل منه على الطاعة فإذا أطاعه أخرجه من نعيم الجنة .

فلو كان إبليس صادقا في وعده لما وقف اليوم ومنذ أن نزل إلى الأرض في طريق أبناء آدم يصرفهم بكل قوة على شجرة الخلد باب الحياة الأبدية حيث أتخذ لذلك جيشا كثيفا جدا في الفتيات الجميلات يحرس بهن شجرة الخلد هذه . فكل من يسير في طريق الله متجها إلى شجرة الخلد إلا سخر له إبليس اللعين فتاة جميلة يشغله بـها ويصرفه عنها بشكل أو بآخر فإن لم يشغله بجمالها شغله بمشاكلها . أما شجرة الخلد هذه فهي اللغز المحير وهي لا شك باب الحياة الأبدية وهي شجرة المعرفة كما جاء بيان ذلك في الكتب المنزلة وهي أيضا آلة النبوة تصنع صنعا من معادن الأرض وهي شجرة لا شرقية ولا غربية أي لا توجد في الشرق ولا في الغرب وإنما تصنع صنعا وأما زيتها الذي يكاد يضيء كأنه جمر سائل مذاب فذلكم هو الكبريت الأحمر..تلكم هي الساعة وذلكم هو الفرقان الذري الذي كان عند موسى وصنع في ظل الحضارة الفرعونية بقوة  الفراعنة ونبوة يوسف عليه السلام . وأنتج هذا الفرقان أكاسير قارون والجواهر الحية التسعة والماء الحي وسكينة التابوت وما وصل إلى الغاية العليا . وهذا الفرقان اليوم عندنا مفصل تفصيلا في كتاب الله .

هذا مع العلم أن هذا الأمر محاطا بالرموز ومخفيا في الكتب السماوية قال الله عز وجل في سورة طه: ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها ) فمن سبق إليها وأنجز مشروعها وصنعها وفاز بجواهرها الحيّة وأروحها الملكية ثم انتهى إلى الغاية العليا الروح الإلاهي الحيوان وتلكم هي الدار الآخرة في عالم التكوين الفرقاني قال عز وجل : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) . فمن وصل إلى هذه الغاية القصوى بآلة النبوة الساعة الموعودة والفرقان الذري فقد انتصر على إبليس وأقام الحجة عليه يوم القيامة بين يدي الله أنه قد أخطاء عندما رفض آمر الله واستكبر على آدم ولم يسجد إليه كما أمره الله وأنتصر لله من إبليس وأثبت صواب آمر الله وخطأ زعم  إبليس وأثبت أيضا جدارته لمقام الخلافة الإلاهية إذا فليس من المعقول أن تصنع الآية الكبرى دواب محتنكة أو طليقة مرسلة و لو اجتمعت كلها و معها أشباهها من بني آدم.

إذا فاللذين يصنعون الآية الكبرى اليوم هم حجة الله على إبليس يوم القيامة... إذا فكونوا منهم يا أمة الإسلام حتى تكونوا بحق خلفاء الله في الأرض لأنه كما يظهر أن إبليس لعنه الله تفاخر بالعلم و المعرفة و الحسن و الدهاء على آدم . فإذا صنع أبناء آدم هذه الآية الكبرى (  آلة النبوة  ) سقطت حجته و بطلت دعوته و ظهرت غلطته و باء مذموما مخذولا. آلا فاثبتوا يا أبناء آدم جدارتكم و أهليتكم لخلافة الله في الأرض و ذلك لا يكون إلا بمعرفة آلة النبوة الساعة شجرة الخلد الفرقان الذري أولا ثم بإنجاز مشروعها و صنعها ثانيا للوصول إلى الوسيلة الكبرى لله عز وجل التي آمركم الله بطلبها في كتابه يا أمة الإسلام فقال في سورة المائدة : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون).

إلا تفعلوا يا أمة الإسلام فإنكم أنصار إبليس و حلفاؤه و مصدقوه في ما ادعاه على الله و على أبيكم آدم و عليكم أنتم أيضا من حيث لا تعلمون. و قد ظن إبليس و زعم أنه خير من آدم لأنه مخلوق من نار و آدم مخلوق من طين من حمأ مسنون يمكن امتلاكه كالحيوان و أحتناكه كالسائمة فلا يستحق في نظره منصب الخلافة الإلاهية ولا الحياة الأبدية على الأرض. وفعلا من يستطيع إبليس امتلاكهم من البشر وأحتناكهم كالدواب فقد صدق عليهم إبليس ظنه فلا يستحقون منصب الخلافة الإلاهية ولا الحياة الأبدية على الأرض.. فيا أبناء آدم لا تنسوا الله ولا تنسوا ذكر الله لقمع الشيطان ولا تنسوا أنكم في حرب مع إبليس ولا تنسوا أن إبليس يحبك من ضلالتكم حجة يقدمها بين يدي الله يوم القيامة ومعه منكم جمهور غفير جدا من عبدة الأوثان وعباد الهوى والكفرة ليثبت أمام العالم أن الله قد أخطاء عندما أمره بالسجود لآدم وأنه هو المصيب عندما رفض ذلك. وغايته المكاثره هذه هي حجته ضدنا فما هي حجتنا ضده ؟

إذا فإني أرى أن لا تتحدوا لمحاربة بعضكم بعضا ولكن اتحدوا لمحاربة عدوكم الأول الأكبر إبليس اللعين الذي أخرج أباكم من الجنة وهو الآن يريد إبعادكم عن مشروع الحكمة القرآنية الأعظم لصنع آلة النبوة الفرقان الذري ليحرمكم من الحياة الأبدية والخلود في الدنيا بروح الله حسدا من عند نفسه ولقد أضل منكم جبلا كثيرا وأحتنكهم كالدواب وضرب بعضهم ببعض وشغلهم على الله بالفتن والحروب آلاف السنين ليثبت لله وللملائكة أن أبناء آدم إنما هم دواب محتنكة قبضته يوجههم حيث يشاء . وهو بهذا يكون خيرا منهم ومن أبيهم آدم ../...

فيا أبناء آدم فلكي تفحموه بحجتكم أثبتوا له عكس ما يقول فاصنعوا له آلة النبوة الآية الكبرى الفرقان الذري شجرة الخلد الساعة الموعودة ثم أظهروا له من ساحة الفرقان الذري أعجوبة الأعاجيب الكبرى وصبغة الله العظمى الروح الإلاهي الأعظم منتهى العلم البشري ليقتله قتلا ويمحق جنده محقا ويسحق عرشه سحقا حتى يستريح من مسلسل شروره وفتنه كافة العالم فإن الروح الإلاهي هو آفته الوحيدة الكبرى . ألا تفعلوا فإنكم مسحوقون سحقا وممحوقون محقا بما صنعت أيديكم من أسلحة الدمار الشامل الموجودة في حوزتكم ../.

إن إبليس بوحي منه هو الذي  دفعكم لتصنعوا هذه الأسلحة المدمرة وهي نار محرقتكم وهي ذنوبكم صنعتموها بأيديكم .وهي فخ شيطاني خطير. الشيطان يستدرجكم اليوم لهذا الفخ . وإنكم إن لم تسمعوا الآن أمر الله وتنجزوه فإنكم لا محالة في الفخ وفي المحرقة واقعون . هذه هي النهاية المأسوية التي يريد الشيطان أن يستأصل بها الجنس البشري من الوجود قال عز وجل : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )../...

ألا فاستيقظ وانتبه يا ابن آدم قبل أن تفاجئك الدواهي الكبرى على حين غفلة وأنت تضحك وتلعب وترى الأمر بعيدا وهو قريب أعذر من أنذر وهو الإنذار الأخير والسلام لأهله .

 

الإمضاء : أبو محمد الطاهر الشريف علي الداني

 

الشريف علي الداني

البريد الإلكتروني

furqan@alat-a-nubuwwa.com