114
سورة
في القرآن
44
سورة تتحدث
عن الفرقان
6236
الآية
في القرآن
154
مقابل ذلك
يتحدث عن فرقان

 آلــة النبـــوة

نــــــــــــــداء

 

لإنجاز مشروع الفرقان الذري لإنقاذ المؤمنين بالله ورسله كافة من الفتنة الكبرى والعذاب الأليم

أيها التراب والرماد والرفات والعظام إن في صنع الفرقان الذري الدواء الذي يحييكم ويشفيكم ويبقيكم ليرث الله الأرض منكم عباد صالحون فعجبا لكم ما أشد شقوتكم أيها الضالون. من حولكم في الفرقان مفتاح السعادة والحياة الأبدية ولم تدركوه؟   حتى أنه ليصدق عليكم قول من قال:

ومن العجائب والعجائب جمـــــّة        قرب الدواء وما إليه وصــول

كالعيس في البيداء يقتلها الضمى          والماء فوق ظهورها مـحمول

قال عز وجل: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم...سورة الأنفال صدق الله العظيم.

بشارة عامة وبلاغ أكيد للناس كافة

لولـي الله الداعي إلى انجاز مشروع الحكمة القرءانية الأعظم وصنع الفرقان الذري المدعو في كتب السيرة/آلة النبوة/لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهارالروح الإلاهي القرءاني جسما ظاهرا للعيان ولقاحا ناجعا لخلود الإنسان بروحه وجسده في الدنيا...وسلاحا ماضيا لقتل الشيطان إبليس لعنه الله عدو الله وعدو البشر كافة

الإمضاء:  أبو محمد الطاهر الشريف علي محمد صالح إبراهيم الداني

 

يا أمة الإسلام

في المشرق والمغرب

ليكن في علمكم انه ثبت بالحجة والبرهان أن الفرقان الذري آلة مكنونة في كتاب الله صنعت في ظل الحضارة الفرعونية على عهد موسى وهارون. وأنتجت الجواهر الحية التسعة وسكينة التابوت وتوقفت قبل الوصول إلى الروح الالاهي الأعظم الغاية القصوى والوسيلة الكبرى إلى الله عز وجل. هذا وقد جاء الفرقان في القرءان برمز شجرة لا توجد لا في الشرق ولا في الغرب. تلكم هي شجرة الخلد وزيتها هو الكبريت الأحمر وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم سورة النور../.. فيا أمة الإسلام أجهروا بحمد الله وشكره كلما ذكر الفرقان الذي أخرجه الله اليوم بيد عبد من عباده من أعماق القرءان وبحر علمه العميق. واعلموا أن جميع أمم العالم كافة كتموا وحرّفوا الكتب السماوية كلها وعصوا الرسل واتبعوا طريق الهوى وساروا خلف الشيطان فعاقبهم الله على ذلك بألوان من العذاب الشديد يستمر معهم يلازمهم على مرّ الدهر إلى يوم الحشر والخلود.

ألا فاحذروا اليوم غضب الله ومكره فإن العالم اليوم مرشّح أن تقوم فيه حرب كونيّة ثالثة تأتي على الأخضر واليابس لا تبقي ولا تذر../..

فما أرسل الله من قبل بختنصر على اليهود والحجاج على العرب وهتلر على النصارى وأمثال هؤلاء الاّ نقمة وسخطا على البشر فلقنوهم دروسا لن ينسوها أبدا. لكنهم تناسوها. وما نزل بهم عقاب الله ذلك إلا من بعدما حرّفوا وكتموا وبدّلوا وغيّروا واستخفّوا بكل ناصح رشيد وانساقوا مع الكثرة الضالة واتبعوا أمر كل جبار عنيد../.وما جاء الرسل والعلماء الربانيون كلهم لهذا العالم إلا بالفرقان الذي خفي اليوم على الناس اسمه ورسمه من أثر التبديل والتغيير والتحريف...وما طريق الفرقان الاّ طريق تفضي بالسائرين فيها الى لقاء الله عز وجل في هذه الدنيا والاتصال به من وراء حجاب كما كان متصلا به موسى كليمه عليه السلام بواسطة الجوهر الحي وسكينة التابوت التي كانت وسيلة صغرى بالنسبة الى الروح الالاهي المكنون في كتاب الله... يا أمة الاسلام ها إنّ الفرقان اليوم قد عاد رحمة للعالمين وها هو السلاح الذري في العالم من حوله يشهد له بالأحقيّة والأولويّة في كل شيء ويتهدد الذين يرفضونه أن يكون عليهم في يوم ما حجارة من سجيل سيرسلها الله على البشر بأيد بشرية وماهي من الظالمين ببعيد.../. فحذاري حذاري يا قوم من رب على كل شيء قدير اذا أراد شيئا قال له كن فيكون.. فلقد عزم حزب الشيطان على رفض الفرقان وأبوا الاّ أن يشوّهوا أصحابه ليعزلوه؛ فلينظروا انهم يقولون ورب صاحب الفرقان يفعل وشتان بين من يقول وبين من يفعل../..فويحك يا ابن آدم ما أجهلك وما أكفرك لطالما حاربت من يريد احياءك بحق وصادقت من يريد قتلك بباطل فللّه الامر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوّة إلا بالله../.

الصناعة الالاهية في الخلق والتكوين لتكوين الجواهر الحيّة وسكينة التابوت وقضية خلود الإنسان في الدنيا بالروح والجسد

يا أمّة الإسلام

إن مشروع صنع الفرقان الذري كله يدور على هذا المحور وانّ موضوع الخلود في الدنيا للإنسان موضوع شائك وعجيب يطول الحديث فيه وهو يشبه الى حدّ كبير موضوع الخلق والتكوين والصناعة الالاهيّة وهل يجوز للمخلوق بإذن ربه أن يقوم به أم لا.؟. وهل يجوز له أن يخلد أيضا بروحه وجسده في الدنيا أم لا.؟. والجواب: أن الخوض في هذه الامور يطول فترك البحث فيها أولى في هذا الكتاب .../.فالذي يهمّنا اليوم هو العمل لا القول وحسبنا دليلا على جواز الخلق والتكوين للإنسان معجزة سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام حيث قال: وجئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله../.. وتعريف الخلق والتكوين: هو إيجاد الشيء من الشيء كخلق الانسان من صلصال من حمإ مسنون من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة من طين من ماء مهين من تراب من نطفة ثم من علقة الى آخره وفي هذا تعليم واضح لصناعة الخلق والتكوين من الله لعبده وخليفته في الارض الانسان: قال عز وجل في سورة العنكبوت موبخا اولئك الذين لم يهتدوا بالقرآن وقالوا هذا إفك قديم: أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده انّ ذلك على الله يسير.

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير..هذا بالإضافة إلى آية الخلق والتكوين الأولى التي هي أول ما نزل من القرءان حيث كانت هي المحور الذي يدور عليه القرءان كله:اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق وعلى هذه الآية أيضا تدور أفلاك الفرقان../..

أمّا من ناحية خلود الإنسان في الدنيا بالروح والجسد فحسبنا المثل الذي قدّمه لنا ربنا عز وجل في القرءان في عبده ووليّه الخضر عليه السلام الذي تواترت الإخبار عنه أنه شرب من عين الحياة فصار حيا لا يموت... أما قوله عز و جل: كل نفس ذائقة الموت فهذا حكم عام والاحكام العامة لا تخلوا من الاستثناءات أحيانا

مثل قوله عز وجل في آخر سورة الزمر ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله.

إذا فمن فاته الخلود في الدنيا آخر الزمان أدركه يوم القيامة والبعث والحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين حيث يكون يومئذ انطلاقا من  هذه الدنيا فريق في الجنة وفريق في السعير

مثــل معــــــــروف

يقول هذا المثل إن الجمل لا يريد أن يشرب في الماء الصافي لأنه لا يريد أن يرى صورة وجهه القبيح../.

وبعض الناس اليوم من أصحاب الزعامات ومن أصحاب النفوذ والدعاوى والضلالات من أولئك الذين لا يخشون الله وان صلّوا وصاموا وحجّوا وزعموا إنهم مسلمون، لا يريدون إن يسمعوا صوت مشروع الفرقان على الرغم مما فيه من خير عظيم و إنقاذ أعظم لكافة العالم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم. لماذا.؟. والجواب لأنه لم يأت من عندهم ومن قبلهم...وبالتالي فهو يومئ إليهم بالنقص والجهل والعجز والقصور ولسان حالهم في هذا المقام يقول: إذا لم يكن خير و إنقاذ يأتي للعالم من طرفنا فله الخراب والموت../.. ألا فسحقا سحقا لهؤلاء عباد الهوى الذين لا يعرفون ولا يتبعون ألا أهواءهم بغير علم. ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن؟

ومن رفض الحق من أجل مصلحة خاصة فهو من هؤلاء جمل قبيح الصورة قلبه حقود وطبعه حسود ليس لحقد قلبه دواء إلا النحر بالبارود أو بمدية الحديد في يوم حجة أو عيد../..فلا يليق بأولياء الشيطان إلا أمر رب العالمين لعبده الرسول الأمين عليه السلام: إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر../.سيحل ذلك بهم وبأمثالهم إن شاء الله بعد ظهور الروح(الدابة)حيث بصيحة واحدة منها تخرج بإذن ربها من الأرض من تشاء وتدع من تشاء يومئذ يحشر من كل أمّة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال: أي الله يتكلم على لسان الروح فيقول للعائدين إلى الحياة الدنيا مرّة ثانية أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون../..

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

ها قد ظهر بينكم النبأ العظيم والحق المبين واضحا كالشمس لاريب  فيه ذلكم هو مشروع الفرقان. ألا فانفظوا أيديكم من كل شيء إلاّ من كتاب الله وما ثبت من سنة رسول الله اقطعوا جميع الروابط والالتزامات التي تربطكم بالنوادي والأحزاب والجمعيات، ولا ترتبطوا الاّ بالمساجد وبذكر الله اختاروا الأئمة من أخياركم، واحذروا أئمّة الضلال المضلين فانّهم أشد خطرا عليكم من الدجال الأكبر. كل امام لا يؤمن بمشروع الفرقان ابعدوه عن الامامة فإن الصلاة خلفه باطلة لا يقبلها الله أبدا...ههنا في مشروع الفرقان يجب بذل الاموال والاوقات والانفس والارواح../.هذا هو الاسلام قد رجع لكم صافيا يا أمة محمد كما أنزله الله خاليا من كل زيف وغش ليجسّم في مشروع الفرقان عمل جميع الانبياء والرسل عليهم السلام فألزموا ائمتكم أن يقرؤوا عليكم بلاغ الفرقان هذا من أعلى المنابر جمعة بعد جمعة مدة سبع سنين وفي خلال هذه المدة أنجزوا مشروع الفرقان حتى يكون القول مقترنا بالعمل قال عز وجل: يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون../..

 

بسم الله الرحمان الرحيم

عجبا لنا نحن أبناء آدم.يا أبناء آدم../.

فمن شدة حرصنا على الحياة الفانية ضللنا على شجرة الحياة الأبدية.... وتلكم هي.. شجرة الخلد المفصّلة في القرءان...وماهي إلا شجرة المعرفة ..وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.........

كثيرة هي متناقضاتكم يا أبناء آدم...فأين هي عقولكم أيها الحريصون على الحياة الفانية حرصا بغير فهم وتبصّر...

ألم تعلموا أنّ الخلود في الدنيا بالروح والجسد في قوّة وجمال وشباب دائم أمر جائز وممكن بالروح الالاهي الصادر عن ساحة الفرقان الذري.؟. فهل فكرتم في هذا والوصول اليه بالعلم والعمل. فمن شدة حرصكم على الحياة الفانية فرطتم في الحياة الابدية بغفلتكم عن شجرة الخلد التي من أحرز نتاجها فاز بحياة أبدية في الدنيا والآخرة وكان من الخالدين.؟. وكنتم قتلتم الرسل والأنبياء والذين جاءوا لإرشادكم إلى شجرة الخلد ليهبوا لكم الروح لتخلدوا بأرواحكم وأجسادكم في الدنيا والآخرة عجبا لكم كيف أرادوا إحياءكم حياة أبدية فقتلتموهم جزاء وفاقا وأعجب من هذا أنكم بعد رحيلهم شيّدتم لهم المقابر وبنيتم لهم المزارات وافتخرتم بأقوالهم وأعمالهم...فما أعجب أمركم أيّها الضالون المضلّون...فما جنيتم من قتلهم غير الندامة والبلاء العظيم...وهل نفعكم البكاء عليهم بعد رحيلهم، فلو أطعتموهم وهم أحياء لأنجزتم مشاريعهم وانتفعتم بها، ولأحرزتم نتاج الشجرة وكنتم في هذه الدنيا من الخالدين...ولمّا لم تفعلوا الاّ ظلما وعدوانا فأنتم اليوم في فتنة جهلكم تتخبطون ذوقوا فتنتكم فوقعها على أنفسكم  أشدّ من القتل كما تشاهدون...يا أبناء آدم...هذه فرصة تتاح لكم اليوم للخروج من الفتنة ولنيل شجرة الخلد للوصول إلى الحياة الأبدية بالجسد والروح على هذه الأرض في قوة وجمال وشباب دائم في الدنيا والآخرة إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين. فإن أجبتم صاحب الفرقان اليوم بتقوى الله والسمع والطاعة فزتم وتداركتم ما فاتكم. وان أعرضتم فحسبكم يكفيكم ما أنتم فيه من العذاب والعقوبات الإلاهية الصارمة حيث الفتنة والعذاب الأليم ولعذاب الآخرة أشدّ وأخزى لو كنتم تعلمون... وقبل هذا ومعه أصناف مصنّفة من أسلحة الفتك والدمار وهي لكم بالمرصاد في انتظار ذنوبكم أن تبلغ النصاب برفض  مشروع الفرقان بعد ذلك سيكون لها معكم حديث كبير وهي لو عصفت بعالمكم هذا ما تركت فيه حجر على حجر وصاحب الأمر أوّلا وأخرا هو الله./.. ليتكم تتعظون

 

بسم الله الرحمان الرحيم

تقديم

يا أمة الإسلام كآفة في المشرق والمغرب

لقد ثبت بالحجة القاطعة والبرهان أنّ الفرقان آلة مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين ونحن الآن نعيش في عصر الآلة والمفاعلات الذرية فانظروا في هذا الكتاب ماذا وراء هذه الآلة العظمى من خير عظيم وعجائب كبرى تزلزل العقول الراجحة من أهل العلم والعمل. وتفتح بعد ظهور الروح من ساحتها باب التواصل بين السماء والأرض والخالق والمخلوق..؟. وفي ذلكم السعادة الأبدية والإنقاذ العام لكافة البشر والخلود في الدنيا بالجسد والروح بإذن الله يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه بنقط بيض وسود تصيبنا على الأنوف والجباه فنصطبغ بها من مسّ روح الله.؟. فتلكم: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون../..

فماذا فهمتم من كتاب الله يا أمة الإسلام غير العبادات والمعاملات وتلكم بعض القرءان. وما عدا ذلك فهو الكل وأنتم به جاهلون: فلا يهولنكم ما سمعتم من نبإ عظيم فإنّ كل دعوة صدق لها من كتاب الله حجة وبرهان ولكن لكل أجل كتاب - قال عز و جل: سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد إلا أنهم في مرية من لقاء ربهم ألا انّه بكل شيء محيط... وقال أيضا مخبرا عن القرءان: إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين وقال:وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون.../.

فأسرعوا إلى انجاز مشروع الفرقان يا أمة الإسلام قبل فوات الفوت ولا تيأسوا من روح الله فانه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

عاش الفرقان الذري رمز العلم والعمل والقوة والسلام والرحمة والمحبة والحسن والجمال والخلود في الدنيا بالجسد والروح بإذن الله.

الإمضاء: قضاء الله صاحب الفرقان الشريف علي الداني

بيــان هـــام

يا أمة الإسلام

إن الفرقان الذري آلة عظيمة جدّا صنعت على عهد موسى وهارون في ظل الحضارة الفرعونية وكان من إنتاجها الجواهر الحية وسكينة التابوت ولكن فرقان موسى وقف هنا ولم يتمم نصف العمل الباقي ليصل إلى الغاية العليا التي حدّدها الله عز و جل وأمر المؤمنين بطلبها وتلكم هي الوسيلة الكبرى قال عز و جل: يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلّكم تفلحون../.أما أسباب التوقف فهي الخلافات والفتن والحروب والخروج عن طاعة الله عز و جل...ونحن اليوم يا امّة الإسلام جئنا لنصنع الفرقان الذري من جديد ونصل به إن شاء الله إلى الغاية العليا التي فشل قوم موسى وسقطوا في منتصف الطريق وما بلغوها../.نحن المسلمين اليوم حزب الله جئنا لننجز امر الله ونحقّق بالعمل الفرقاني ما عجزت عن بلوغه امّة اليهود وأمّة النصارى أيضا، ولنا وعد وبشرى من الله بالنصر والوصول في ظل خلافة إسلامية هذا زمان قيامها وهي عماّ قليل قائمة إن شاء الله في زمن قريب قريب جدّا بعد أن تنادي الأمة في المساجد بإنجاز مشروع الفرقان وبقيامها./.

وما آلة الفرقان الذري وما وراءه إلا مشروع إلاهي أعظم به امتحن الله الأمم السابقة و اللاحقة فسقطت كل امّة في أوّل الطريق أو في منتصفه...وأصاب امّة الإسلام ما أصاب غيرها من الأمم ولكنّها الآن بعد عودة  مشروع الفرقان إليها مهتدية  بعد ضلال وناهضة بعد سقوط ومنجزة للعمل الذي عجز عن إتمامه اليهود وضل عليه النصارى... مع الحذر الكبير والاحتياط التام أن لا تقع في ما وقع فيه من سبقها من المغضوب عليهم ومن الضالين. امتثالا لقوله عز و جل: ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم../.

أمّا إنتاج آلة الفرقان من الجواهر الحية وسكينة التابوت والروح الإلاهي الذي سقطوا دون الوصول إليه فهو الواسطة والوسيلة بيننا وبين الحقّ عز و جل أكثر مما كانت سكينة التابوت عند موسى حيث كانت روحا ملكيا ووسيلة صغرى لا تقوى قوة الروح الإلاهي../. أمّا الروح الإلاهي فهو الوسيلة الكبرى وهو الذي امرنا عز و جل بطلبه بالفرقان، وقرن الأمر في طلبه بأمر الجهاد لعلمه عز و جل إن طبيعة البشر لا تفهم لغة العقل والمنطق الاّ إذا اقترنت بلغة القوة والسلاح قال عز و جل في سورة المائدة: يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلّكم تفلحون.../.

 

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد لا يحول ولا يزول ولا يتناهى في العقول ولا يعلم قدره غيره سبحانه حيث كان :حيّ قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم عليّ عظيم قديم قدير لطيف خبير عليّ كبير أكبر من  كلّ كبير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إذا أراد شيئا قال له كن فيكون لا إلاه إلاّ هو يحي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى استغفره وأتوب إليه لا أحصي ثناء عليه الخير كله بيده لا حول ولا قوة إلا به../..

جعل آدم خليفة له في الأرض. وأمر الملائكة بالسجود إليه وجعل من أبنائه خلفاء له في الأرض يعملون له ما يشاء ويخلقون بإذنه ما يشاء وهو الخلاّق أحسن الخالقين خلق الخلق بيده وخلق ما يعملون .سبحانه هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا./..

وأشهد ان لا إلاه إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله أرسله الله بالحكمة والفرقان رحمة للعالمين وأشهد أنّ عليا ولي الله وحجته البالغة على القاسطين والظالمين، قاتل على تأويل القرءان كما قاتل رسول الله على تنزيله وأشهد انّ ابراهيم خليل الله وموسى كليمه و نجيّه وعيسى كلمته ألقاها الى مريم وروح منه... أمّا بعد يا أبناء آدم  إنّ الله استخلفكم في الأرض وفضّلكم على جميع مخلوقاته من الملائكة والجن والحيوان والشياطين وسخر لكم كل شيء وغرس في أنفسكم همّة لو تعلّقت بما وراء العرش لنالته وأرسل لكم الرسل وأنزل لهم الكتب ليعلموكم الحكمة وهي الصناعة الإلاهية في الخلق والتكوين التي لا ينبغي  لأحد يجهلها أن يغيّر من مجرى التاريخ شيئا في هذا العالم...لكن عرفها منكم من عرفها وجهلها الاكثرون الذين اشتغلوا بأعمال الشيطان واتبعوا سبيله فعطّل ذلك عمل الانسان الصالح وأخّر يوم خلاصه من قبضة الشيطان الذي هو بالفطرة عدو الانسان ولولا ذلك ما انتصب اليه على رأس مملكة أرسى عرشها على البحر ومن حوله مئات الملايين من الشياطين ليس لهم جميعا عمل إلا إغواءكم وصدّكم عن الطريق الذي يفضي بكم إلى الخلاص الأعظم الذي هو بحق طريق صنع آلة الفرقان الذري المفضي بنا الى الوسيلة الكبرى الروح الالاهي المتصل والموصول بالله عز و جل هذا وقد يتساءل المرء ويقول ما الفائدة التي تحصل للشيطان من إغوائنا وصدّنا عن سبيل الله...؟ والجواب على ذلك: انّ الشيطان لعنه الله يمثّل عنصر الشرّ في هذا الكون وإذا سار الانسان في طريق الله تعلّم وبنى الحضارة وأنجز مشروع الفرقان وصنع الجواهر الحيّة واستخرج سكينة التابوت وأظهر الروح الالاهي وتلكم هي شجرة الخلد ثمرة الوسيلة الكبرى والواسطة العظمى بينه وبين الله عز و جل. وإذا ظهرت الروح في الأرض طارت وأسرعت في طلب الشيطان وإتجهت الى عرشه المنصوب على البحر في المثلث المعروف قصد القضاء عليه ومن هنالك ينطلق عدو الله وعدو البشر ابليس اللعين فارّا يريد النجاة بنفسه في أقطار السماوات والأرض ...وتكون مطاردة عظيمة بينه وبين الروح الالاهيّة التي تدعى في كتاب الله الدّابة والروح و شجرة الخلد وفي نهاية الامر يٌغلب عدو الله ويتم القضاء عليه بضربة من روح الله يتلقّاها وهو ساجد بين يدي الروح...ويستريح العالم كآفة من شرّه و كفره.

فمن خوف الوقوع في هذه الخاتمة المريعة لإبليس وجنده وقف ابليس وجنده يحاربوننا بشتّى الحيل والمكائد الظاهرة والخفيّة حربا باردة تفضي بنا في أكثر الأحيان الى الحروب الطاحنة القوية. حتّى يستمرّ بنا الفناء ويضمن لنفسه الخلود والبقاء في هذه الدنيا بعد ان يحول بيننا وبين الوصول الى الروح الالاهي أما سلاحه القوي الذي يردنا به عن الشجرة فهو الفتيات الجميلات وهكذا الحياة صراع من أجل البقاء، ولكن البقاء دائما يكون للأصلح دون غيره كما قيل من قبل.../.

فيا أبناء آدم يا معشر البشر

كلكم لآدم وآدم من تراب...إنّ الله ربكم واحد وإنّ الناس جميعا كلهم على اختلاف طباعهم وأشكالهم وألوانهم هم أمّة واحدة يسرهم الخير ويحزنهم الشر يحبون الأمن والاطمئنان ويكرهون الخوف والرعب وحياة العسر والهوان وإنّ الأديان السماوية كلّها وإن اختلفت ألوانها فهي كلها تعود إلى اصل واحد لأنّ غايتها جميعا هي غاية واحدة ساميّة وماهي إلاّ الوصول إلى صنع آلة الفرقان وخلق الوسيلة الصغرى والكبرى للاتصال في هذه الدنيا بحضرة جناب الله عز و جل اتصالا لا سلكيا بواسطة الروح ومن المؤســــــف جـــــــدّا انّه لا يعلمــــــه اليــــــــــوم إلاّ صاحب  الفـــــرقــــــــــان./.. هذا وبصورة عامة فإنّ رحلة الإنسان وهو في طريقه إلى الله كانت شاقّة جدّا لأنّ الطريق كانت طويلة جدا وشائكة جدا ومملوءة بالآفات والمخاطر والسباع والحيّيات السامة وطريق الله دائما هكذا أشواك وحنظل مرّ و وعر مرهق وعذاب أليم .لكن نهايتها وصول إلى الله بواسطة الروح وهو أحلى من كل شيء حلو، وأعذب من كل شيء عذب وأشهى من كل شيء شهي وألذّ من كل شيء لذيذ...وكيف لا يكون ذلك وفي هذا الوصول خلود الإنسان في الدنيا واتصال بالآخرة في شباب دائم وقوّة وجمال لا يضمحلّ ولا ينحلّ ولا يبلى ولا يفنى كالذهب الخالص إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين...وهذا هو ميراث الأرض بعد مصرع عدوّ الله إبليس اللعين قال عز وجل: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون../..

إنّ الوصول إلى الاتصال بحضرة جناب الله عز و جل في هذه الدنيا بواسطة الجوهر الحي و سكينة التابوت كما كان متصلا به موسى عليه السلام بل بواسطة الروح الالاهي الذي هو أكثر قربا إلى الله لأنه أشدّ قوة من الروح الملكي (سكينة التابوت) وأوفر منها حضّا في المناجات والاتصال بالله عز شأنه وجلّ جلاله لا شك أنّ في هذا الاتصال بالخالق عز و جل حلّ لجميع مشاكل العالم بسرعة مذهلة....لأنّ الله عز و جل كما هو معلوم له القوة وحده جميعا وهو على كل شيء قدير، فإذا اراد شيئا قال له كن فيكون...فالواجب علينا الآن بعد ان توفرت لدينا شروط العمل والانجاز من قيام دولة الاسلام اوّلا ووجود الآليات والمحرّكات والناشرات والناقبات والخارطات والحاسبات وغيرها من اللوازم اللازمة لصنع آلة الفرقان أن نقفز على جميع الحواجز والموانع ونصل بالعمل والانجاز الى الغاية القصوى في اقرب وقت ممكن ونحقّق الأمل المنشود ألا وهو الانقاذ العام بواسطة الجواهر الحيّة وسكينة التابوت والروح الالاهي المتصل والموصول بالله عز وجل اتصالا لا سلكيا مستمرا دائما لا يقدر على تحمله مخلوق من البشر...فالله عز و جل على طول الوقت له سمع وبصر ولسان ويد ورجل ...فلو قال لشيء كن لكان في الحال بإذن الله ./..يبرئ الأكمّة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله../..ألا فانظر لنفسك يا أيها الانسان فما أشبه حالك اليوم بالأمس في رحلتك الى الروح بحال رجل مسافر نزل بليل تحت شجرة كثيفة بصحراء عريضة وقد اشتدّ به الجوع والعطش ولمّا اصبح طفق ينظر ذات اليمين وذات الشمال علّه يجد ما يأكل وما يشرب ومضى عليه هناك اليوم الاول واليوم الثاني والثالث وهو لم يغادر مكانه ذلك حتى قتله الجوع والعطش لأنّ الشجرة التي جلس في ظلّها كانت بجانبها شجرة أخرى اكمة حجبت عنه غابة بأكملها كانت وراءها لا تفصل بينه وبينها إلاّ مسافة ثلث يوم للراجل .ووراء الاكمّة ما وراءها كما يقول المثل../..تلكم الغابة فيها من كل الثمرات ومن الماء العذب الزلال ما يكفيه الالاف المؤلفة من امثاله مدى الحياة../..هذا وقد جاء في صحيح البخاري في كتاب(جواهر البخاري)مثل للدنيا والآخرة و لفتنة الانسان بالدنيا يشبه الى حد كبير هذا المثل وخلاصة معناه: أنّ الذي لا ينطق عن الهوى عليه السلام قال: مثلي ومثل ما جئت به مع قومي كمثل رجل أرسله قومه يكتشف لهم خصب الارض فذهب واكتشف ثم رجع الى قومه فقال لهم: إنّي قد وجدت أرضا بها ماء قليل ونبات قليل وهي ليست ببعيدة منكم لكنني وجدت أرضا أخرى على مسافة أبعد منها نبتها كثير وخيرها وفير تجري من تحتها الانهار ../..فاتفق هو وقومه على الرحيل الى الارض الثانية وعلى ان يمرّوا بالأرض الاولى ليتزودوا منها بالماء والطعام لبلوغ الارض الثانية ولمّا خرج الدليل إلى الأرض الأولى واتبعه قومه فلمّا دخلوها تشبثوا بها وتنازعوا عليها وأبوا مفارقتها إلا أن أناسا منهم أصحاب عقول وعددهم قليل قالوا: إنّ رسولنا الذي أرسلناه واكتشف لنا خصب الأرض صادق في كلامه حيث أننا وجدنا الأرض الأولى التي أخبرنا بها فلابدّ أن يكون صادقا في ما أخبرنا به عن الأرض الثانية إذا فلا ينبغي لنا أن نتشبث بهذه الأرض أو نتنازع عليها وخصبها قليل وماءها يسير...بل هذه الارض ينبغي لنا أن نتزود منها لبلوغ الأرض الأخرى كما قال لنا صاحبنا ودليلنا (الدنيا بلاغ الآخرة)وقال لنا أيضا: لعن الله من يسب الدنيا فنعمة الدنيا مطية للآخرة لمن يحسن ركوبها.../.

هذا وللقارئ هنا مجال عظيم للنظر والتفكّر إذا أراد أن يفهم قضية الروح والفرقان على حقيقتيهما. فلا بدّ له إذا من فهم هذه الأمثال المحمّديّة العجيبة التي استخفّ بها الناس ولم يفهموها على حقيقتها كما ظهرت الآن.../.

كذلك لابدّ للباحث المتفحص أن يعود إلى كتاب جواهر البخاري لتثبيت هذا الحديث وتصحيحه حيث وقع هنا نقله بالمعنى فقط دون اللفظ../.

والله يهدي إلى أبواب رحمته من عباده المتقين من أراد ويضل الله الضالمين ويفعل الله ما يشاء.../..

يا بني آدم

إنّكم جميعا بدّلتم وغيّرتم ما جاء به الرسل و الأنبياء عليهم السلام واتبعتم الشيطان وحزبه من أجل دنيا رخيصة وأغراض سافلة خسيسة...وما أراكم في هذا الزمان الاّ نائمين على عضال الداء ومشتغلين بأنفسكم عن الأعداء (الشيطان وحزبه) فما استطعتم أن تتخلصوا من أوحال الشيطان وحزبه وتفتحوا باب الإنقاذ وتلجوه. ولا أنتم أفسحتم الطريق للذين يريدون الفتح والدخول .؟؟. وكيف تتخلّصون من الأوحال وفيكم وفي أمة الإسلام بصورة خاصة جمعيات سرّية من أبنائها يعملون مأجورين من أعداء الإسلام ومن شياطين الإنس على تخريب الأمة من داخلها بأسلحة شيطانية مختلفة من أخطرها سلاح الكذب والنفاق لإحداث الفرقة والفتن والكراهيّة والبغضاء والبلبلة والخلافات بين الأفراد والجماعات لضرب الأمّة بعضها ببعض وتلهيتها بالمشاكل الهامشيّة حتّى لا يستقيم لها أمر أو تتوحد لها كلمة أو ينجز لها مشروع أو تقوم لها قائمة.؟.

وفعلا هذا ما حققه الشيطان بواسطة أعداء الأديان منذ زمن بعيد حتى جعل الناس لا يؤمنون بشيء ولا يسمعون شيئا ولا يطيعون شيئا ولا يعبدون شيئا الاّ المال والمال وحده هو الذي لا يشركون به شيئا. والإنسان إذا صار عبدا للمال عطل عقله وصار آلة طيّعة في يد غيره وبالتالي يصير عبدا لغيره وإذا تكاثر هذا النوع من البشر الذين هم عبيد لغير الله واستولوا على مقاليد الأمور في البلاد فلن يصعد بينهم إلى  مركز سلطوي عبد صالح أبدا...

وهؤلاء اليوم هم علّة المسلمين ومصيبتهم العظمى التي حار في علاجها واستئصالها جميع الصالحين والمصلحين... ولذلك نرى هؤلاء اليوم مهما فعلوا من أفعال ومهما عقدوا من اجتماعات و مؤتمرات كلها تحمل عناوين إسلامية خادعة .فهي لا تسفر دائما الاّ على نتائج عكسيّة فإذا عقدوا مؤتمرا إسلاميا للنظر في شؤون المسلمين فتحقق وتأكد أنّه مؤتمر عقد لضرب الإسلام والقضاء على المسلمين...وهذا هو الدهاء والمكر والخيانة والغش والخداع الذي مارسوه على أمّة الإسلام طوال أجيال وأجيال طويلة جدّا حتى لكم قال قائل في مثل هذه المناسبات ..وتمخضت جبالهم طويلا وما ولدت إلى حد الآن إلاّ الفئران والجرذان...إنّ مثل هؤلاء هم عبيد عند أسياد فوقهم من البشر ومن كان يعبد الله مخلصا لا يرضى أن يكون عبدا لغير الله مخادعا لغيره غاشا له لأنه مؤمن بالحساب يخاف بين يدي الله الفضيحة والعقاب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ومن المسلمين من لا يعلم انّ الجنة محرّمة على أصحاب القلوب المريضة أمراضا معنوية قاتلة كالنفاق والكذب والغش والحسد والرياء وحب السمعة والكبرياء وغيرها من اتباع الهوى و عبادة غير الله

جاء في الحديث الشريف قوله عليه السلام: والله لو صحّت أجسامكم ومرضت قلوبكم لكنتم عند الله أهون من الجعلان.الله أكبر لاحول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم ./.لا إلاه الاّ الله وحده لا شريك له أعبده رغبة فيه ورهبة منه لا أشرك به شيئا ظاهرا كان أو خفيّا...

يا بني آدم

لقد دفع آباءنا ثمن أخطاء الأجداد الأولين فذاقوا العذاب الأليم وها نحن اليوم ندفع ثمن أخطاء الساسة الكبار من الرعيل الأوّل من أمّة الإسلام خاصة مضافا إليها من ضلّوا من أمّة اليهود ومن بدّلوا وغيّروا من أمّة النصارى...

إنّ الإسلام الحق الذي جاء به الرسول من عند الله لم يصل إلينا منه صحيحا غير محرّف الاّ القرءان والقواعد الخمس للإسلام :الشهادة والصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان وهذه في الحقيقة وسائل لغاية غير واضحة قبل اليوم...لكن اليوم وبفضل الله وضّحها للناس في هذا الكتاب صاحب الفرقان وأجره على الله../..

يا بني آدم: إن الذي يهمنا اليوم وقبل كل شيء ليس هو القيل والقال والكلام والجدال. إنّما الذي يهمنا قبل كل شيء هو العمل والانجاز بكل سرعة وحزم وجدّ لمشروع النجدة والإنقاذ مشروع الفرقان الذري من أجل إنقاذ العالم بالروح غير ملتفتين إلى اليهود الذين ينتظرون إيليا والى النصارى الذين ينتظرون رجوع المسيح ولا إلى المسلمين الذين ينتظرون ظهور المهدي هذا ولو علموا جميعا حقيقة الأمر الذي ينتظرونه لأدركوا أنّه شيء واحد ولكنه يسمّونه بأسماء مختلفة فقط./..

مفاتيح كنوز الأرض

يا أمّة الإسلام إنّ الفرقان الذري آلة النبوة المحمّدية وما يصدر عنها من الجواهر الحيّة وسكينة التابوت والروح الإلاهي   القرءاني الفرقاني المجسّم لا شكّ هي مفاتيح كنوز الأرض ومفاتيح استخراج خيراتها الكبرى وخصبها الأعظم وهي التي عناها وقصدها عليه السلام عندما قال: أعطيت مفاتيح كنوز الأرض.../صدق عليه السلام. وأنا اليوم أرى أن لاحظ ولا نصيب في هذه المفاتيح لليائسين من روح الله وهي أكبر وأعظم من أن ينالها كذّابون دجّالون ولو كانوا أولي قوة وأولوا بأس شديد...إنّ اليأس من لقاء روح الله في ساحة الفرقان كفر بنص القرءان ولا اجتهاد مع النص كما يقول العلماء.../. إنّ الفرقان وما يصدر عنه لا يمسّه الاّ المطهرون نفوسا وقلوبا وأرواحا وهو محرّم على مرضى القلوب والنفوس أن يحرزوه../.

قال عليه السلام: والله لو مرضت قلوبكم وصحّت أجسامكم لكنتم على الله أهون من الجعلان. صدق عليه السلام ومن كان على الله أهون من الجعلان لا يؤتيه الله الحكمة وعلم الفرقان../..

آيات قرءانية فسّرها الزمان

لقد صدق ابن عباس عندما قال: دعوا القرءان للزمان يفسّره...

إنّ أكثر الناس اليوم ينظرون إلى عجائب القرآن نظرة لا صلة لها بالعقول والقلوب. فلم يستطيعوا بها النفاذ إلى فهم الحقيقة والدليل على ذلك تصوراتهم السخيفة لكثير من الأمور. فمثلا يظنون أنّ عصا موسى وخاتم سليمان والدابة عند خروجها كما وردت الأخبار بذلك، يظنون هذه الأمور الثلاثة إذا خرجت إنما تخرج من الأرض ولا دخل للعمل البشري فيها...وفاتهم أنّ القرآن معجزة عقليّة وأنّ كلما فيه أمور يسلمها العقل وهي علم من ورائه عمل يستلزم عملا عظيما جدّا... فأنظر يا أيها الإنسان إلى قوله عز وجل في أول سورة النحل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون.. قوله عز و جل هنا ويخلق ما لا تعلمون أي للركوب. فالواضح في هذه الآية أنّ الله عز و جل سيخلق للركوب الشيء الذي لا يعلمه العرب في ذلك الزمان(زمان نزول القرآن) ذلك لان المقام يقتضي ذلك حيث أنّ هذا الشيء المخلوق للركوب ذكر في معرض المركوبات فصار بالضرورة مركوبا../.. وفعلا بعد أنّ مرّ الزمان على هذه الآية وفسرها ظهرت آلات للركوب لا يعرفها الناس من قبل مثل الدراجة والسيارة والقطار والطائرة...وهذا أمر بديهي ليس بعجيب...إنما الأمر العجيب هنا أنّ الله عزّ وجلّ كيف نسب لنفسه خلق هذه المركوبات الآلية وهي في الواقع من صنع الإنسان..؟.. أليس في هذا دليل عظيم لفهم قوله عز و جل: أخرجنا لهم دابّة من الأرض..)أن يكون في إخراجها عمل بشري (..؟..)أيضا .؟؟؟؟خصوصا وقد جاء في كلمة أخرجنا ضمير المتكلم ومعه غيره.. كذلك يؤيد هذا المنطق قول الإمام علي كرّم الله وجهه:(ينشر الصفاء وتخرج منه الدابة: لانّ في نشر الصفاء وهي الحجارة من معادن الأرض عمل بأيد بشريّة والبشر كلهم وما يصنعون وما يعملون وما يخلقون كله مردّه الى الله ولا يكون إلاّ بإذن الله وبعلم الله. وصدق الله عز و جل اذ قال والله خلقكم وما تعملون.

يا أمّة الإسلام

اعلموا أنه يوم يقوم الروح الإلاهي الدابة وذلك طبعا سيكون بعد نجاز مشروع صنع الفرقان، سيكون أول ما يقوم به هذا الروح الإلاهي هو مطاردة إبليس الشيطان لعنه الله ولعن أتباعه من الإنس والجن، وسيتم القضاء عليه بإذن الله بضربة واحدة من روح الله وذلك يكون بعد مطاردة عظيمة له في أقطار السماوات والأرض والبحار ولما يستولي عليه اليأس والرعب من الروح ويعلم أنّه غير متروك يأتي إليه ويسجد بين يديه فيضربه الروح وهو ساجد فيقضي عليه... وينتهي مع قتله مسلسل الشر والتعاسة والعذاب ويرفع بذلك الله عز و جل مقته وعذابه وغضبه على العالم ولا يبقيه إلا في جهنم وعلى الكافرين والمنافقين.

يا أمّة الإسلام

إنّ الروح الإلاهي القرءاني الفرقاني المجسم الصادر عن ساحة الفرقان الذري هو حبل الله المتين وهو وسيلة البشر كافة إلى لقاء الله رب العالمين الذي أمرنا عز و جل بطلبه في قوله عز و جل في سورة المائدة حيث قال: يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون: وهذا ركن الدين الأعظم وقاعدته الأساسية التي فشلت الأمم السابقة في الوصول إليه بخروجهم عن طاعة الله بعد أن صنعوا الفرقان المدعو عندهم مدينة النحاس بمصر وسيناء حيث صنعوا به الجواهر الحية واستخرجوا سكينة التابوت و سقطوا دون الوصول إلى الروح الإلاهي بالنكوص عن الجهاد لتوفير ما يلزم من الاحتياجات اللازمة لإتمام العمل الفرقاني الجبار فاستحقوا بذلك غضب الله.

يا أمة الإسلام

إن الروح الإلاهي هو النبأ العظيم الذي كان الأولون من قبل عنه يتساءلون. وهم فيه مختلفون وكانوا عليه للرسل يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. فما بالكم يا أمة الإسلام اليوم أنتم عنه معرضون انه لنبأ عظيم وحيوان أعظم روحه إلاهية مكرمة في جسد مجسمة لا يمسها إلا المطهرون لها أوصاف عشرة جاءت في الإنجيل وأوصاف عشرة أخرى جاءت في السنة منها أنّ وجهها وجه إنسان وعنقها كعنق النعامة وصدرها كصدر الأسد وأرجلها كأرجل الإبل وآذانها كآذان الفيل ولونها كلون النمر وقرونها كقرون الأيل وبطنها كبطن الهر وذنبها كذنب الكبش ذات أجنحة وزغب وريش عليه حسن وجمال ليس له مثيل في ريشها ألوان وأنغام فيها من المعاني الواضحة ما لا يحصيه أحد إلا الله...لا يفوتها سابق إذا مشت ولا يدركها لاحق تكلم الناس على اختلاف ألسنتهم فيفهمون جميعا ما تقول كل على حسب ما يقتضيه حاله في آن واحد بغير نطق لسان وهنا إشارة لقوله سبحانه و تعالى: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي الخ....وهنا نفهم أن الله عز و جل يكلم عباده بواسطة الروح التي تظهر للناس وهي كأنها مرآة سحرية صافية يرى كل بشر فيها صورته جوهر نفسه من نظرة واحدة فيعلم ما يستحق من أحد اللقاحين سوادا أو بياضا فتبيض من مسها وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين. فأمّا الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأمّا الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون.../.. خلودا واضحا في هذه الدنيا حيث لم تذكر الآخرة في هذه الآية ولا في التي قبلها أو حتى أبعد من ذلك وليس هناك ما يشير إلى أنّ هذا الخلود يكون في غير الحياة الدنيا  ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم  وتلكم صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون...هذا ولله ذر من قال كل سكينة في القرءان رحمة إلا سكينة سورة البقرة وأنا أقول كل خلود في القرءان فهو في الآخرة يكون في الجنة أو في النار إلا هذا الخلود فهو سيكون في الدنيا وهذه من عجائب القرءان الذي لا تنقضي عجائبه../.هذا وليس بعجيب على روح الله أن يصدر عنها مثل هذا بإذن ربها فهي الروح الإلاهية القرءانية أعجوبة الأعاجيب الكبرى وكنز الدهر الأعظم المخبأ في أعماق بحر القرءان لأمة الإسلام وهي أحسن ما أنتج الدهر من الخلق والصور، أفعالها من قضاء الله والقدر وماهي إلا ذكرى للبشر كلاّ والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لأحدى الكبر نذير للبشر لا ييأس من لقائها في ساحة الفرقان إلا القوم الكافرون...؟

فيا أمة الإسلام أينما كنتم لا تفشلوا في طلب انجاز الفرقان كما فشل اليهود من قبل فتكونوا من المغضوب عليهم ولا تضلّوا كما ضلّ النصارى من بعد فتكونوا من الضاليّن..؟. فحذاري حذاري فإنّ الله عز و جل يقول: فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات فأعلموا أنّ الله عزيز حكيم..؟..

فيا أمّة الإسلام :أوصيكم وإياي بتقوى الله أوّلا ثم أوصيكم وإياي بذكر الله ثانيا ثم أوصيكم بالفرقان ثالثا فلا  يصرفكم عن طلب علمه ونجاز مشروعه كيد الكائدين أو مكر الماكرين أو وساوس الشياطين أو تلهيكم عنه مشاغل الدنيا من مال وعيال أو تنسيكموه الأحداث الكبار...فما مشروع الفرقان إلاّ مشروع إلاهي به امتحن الله الأمم السابقة واللاحقة فسقطت كل أمة في أول الطريق أو في منتصفه والفوز بالروح فيه سيكون للعاملين...وقد جاء بيان ذلك في الحديث الشريف الذي رواه البخاري رحمه الله وفيه مثل عجيب يصف فيه الرسول عليه السلام حال الأمم مع الله عز و جل حيال هذا المشروع الإلهي الأعظم المتمثل في انجاز مشروع صنع آلة الفرقان الذري (آلــــــة النبــــوّة)... لكن هذا الحديث  الشريف لم يخل من تعقيد لفظي ومعنوي وما علّة ذلك إلاّ الرّوات سامحهم الله..؟.. وما آفة الأخبار إلاّ رواتها كم يقال../.

إذا فلابدّ من تصويب هذا الحديث الشريف حتى يتطابق مع الواقع الحاصل ../.هذا مع العلم أنه لا يوجد في السنة كلها حديث روي بلفظه ومعناه الاّ حديث واحد ومعروف وهو قوله عليه السلام: إنّما الأعمال بالنيات وإنّما لكل امرئ ما نوى إلى  أخر الحديث ..وتجنبا للإطالة هنا فأنا أورد الحديث المعقد هنا مصوبا ولمن شاء أن يطلع عليه معقدا ملويا بعض الشيء فليرجع إلى تفسير ابن كثير أو الخازن عند شرحه قوله عز و جل في آخر سورة الحديد: لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم../..ورجائي من الله أن يجعل عملي كله خالصا له وحده لا أرجوا عليه من غيره جزاء ولا شكرا../.

قال البخاري رحمه الله حدّثني محمد ابن العلا حدثني أبو أسامة عن زيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي عليه وعلى آله السلام قال: إنّما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس...وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى مع الله عز و جل كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملت اليهود إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقيّة عملكم وخذوا أجركم  كاملا فأبوا وتركوا فأستأجر قوما آخرين هم النصارى فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر ..فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه فقال أكملوا بقية عملكم فإنّما بقي من النهار شيء يسير فأبوا فأستأجر قوما آخرين هم المسلمون أن يعملوا له بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور..؟.. انتهى الحديث الشريف وقد ورد بروايات أخرى فراجعوه./..

المرجع تفسير الخازن عند شرح قوله  عز و جل: لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن  الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقد رواه غير الخازن أيضا

شرح وتعليقعلى بعض النقط الهامة في هذا الحديث الشريف

المقصود بيوم العمل في هذا الحديث هو الدهر الدنيوي وأمّا أجزاء اليوم النصف والثلث والسدس فهي أجزاء عمر الدهر الدنيوي أخذت منه كلّ أمّة جزءا لإنجاز هذا العمل الذي سميته ( المشروع الإلاهي مشروع الحكمة الإلاهية الأعظم لصنع الفرقان الذري لتكوين الجواهر الحية وإنشاء سكينة التابوت وإظهار الروح الإلاهي وسيلة كافة البشر إلى الله تبارك وتعالى ) التي فشل اليهود والنصارى في الوصول إليها وسوف لن تفشل أمّة الإسلام التي لها وعد من الله بظهور الروح الإلاهي فيها في آخر الزمان الدنيوي الذي أوشك الآن على الانقضاء ليحل محلّه زمان آخر تختلط فيه الدنيا بالآخرة حتى تصير شيئا واحدا أمّا العمل المطلوب من هذه الأمم الثلاثة قبل نجاز مشروع الفرقان  فهو المرحلة التمهيدية وتتمثل في إصلاح الأرض بالعمل الصالح وبناء الحضارة والمصانع ونشر الصناعات على اختلاف أنواعها لتصبح الأرض بعد ذلك صالحة لينجز فوقها مشروع الفرقان الذري لإنقاذ البشرية كافة بالروح الإلاهي المجسّم الذي كان من المفروض ان يخرج من ساحة الفرقان الموسوي لو أتم قوم موسى وقوم فرعون عمل الفرقان الذي أنجزوه والذي مهّد له يوسف عليه السلام فتم صنعه في ظل حكم الفراعنة بمصر وسيناء وهو الذي كانوا يسمونه بمدينة النحاس ليتهم أتمّوا عملهم حتى النهاية وبلغوا الروح الإلاهي فأراحوا واستراحوا...لكنهم تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم بسبب مكر هامان وحسد قارون وعناد فرعون وفتنة السامري واندفاع اليهود ولجاجة اليهود وذلك سبب فشلهم حتى سقطوا في منتصف طريق العمل فغضب الله على من غضب ولعن من لعن وأضل من ظلم ولا يظلم ربك أحدا../..ليتهم يكونوا عبرة لغيرهم خاصة نحن المسلمين../..لذلك حذرنا الله عز و جل من الوقوع في ما وقعوا فيه فقال في سورة آل عمران: ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم../..فأمّا الذين تفرقوا فهم اليهود وأما الذين اختلفوا فهم النصارى وهم لا شك المغضوب عليهم والضالون.../...

من الشواهد على ذلك قوم موسى الذين قالوا لقارون: انفق من مالك هذا الكثير الذي حصلت عليه بالكيمياء التي عالجتها بفرقان موسى فأنفق مالك هذا على العمل الفرقاني للوصول إلى الغاية القصوى  التي هي الروح الإلاهي، الحيوان، الوسيلة الكبرى إلى الله عز و جل وتلكم هي الدارة الآخرة من العمل التكويني الفرقاني فقال لهم قارون  إنّما أوتيته على علم عندي. هذا وفي زماننا هذا وفي عصرنا الحاضر في يوم 14فيفري من سنة 1986 صدر بتونس بلاغ يحمل بشارة عامة بمشروع الفرقان وعودته إلى أمة الإسلام وقام حزب الله وأنصار الفرقان بتوزيع ستّة عشر ألف نسخة من هذا البلاغ في جميع أنحاء الجمهورية التونسية وكان لهذا الأمر أثر وقصة كبيرة مع حاكم تونس آنذاك وهو الطاغية بورقيبة عدو الله الدجال الأكبر../. إنها لقصة يطول شرح فصولها وليس هذا مكان للحديث عن قصة ظهور مشروع الفرقان بتونس لكن...هناك وثائق صحفية توجد بمركز التوثيق القومي الكائن بشارع محمد الخامس بتونس وغيرها يمكن لمن أراد الإطلاع ولمزيد من التعرف على قضية ظهور الفرقان بتونس أن يعود إليها وهي في التاريخ  المذكور بهذه الصحيفة وان كان اغلب هذه الوثائق لا يقصّ من الحق إلا ظواهر باهتة باستثناء بعض ما أوردته جريدة الرأي فإنه أقرب إلى الواقع من غيره... نورد هنا بعض هذه الوثائق الآتي بيانها وهي كما يلي ؟ هذا وليس الذي يهمنا اليوم ما مضى يا أمة الإسلام بقدر ما يهمنا الحاضر والآتي.

فأما الحاضر فلا بد لكل مسلم أي كانت منزلته أن يعمل بكل ما أوتي من قوة مالية أو سلطوية أو جهادية عسكرية اليوم وغدا على انجاز مشروع الفرقان من أجل الإنقاذ العام .هذا وسواء عمل المسلمون العرب اليوم على انجاز مشروع الفرقان الذري أم لم يعملوا فإنّ الله منجزه بأيدي مسلمة مخلصة من بلاد العرب أو من بلاد الفرس أو من النصارى أو منهم جميعا. لأنّه قضاء الله وقدره الذي لا يرد كما أخبر الله عز وجل بذلك وبخروج الدابة التي هي خارجة من ساحته لا محالة وقد ورد خبر ذلك في الكتاب والسنة فمن ذلك ما خلاصته أن الدابة إذا خرجت بيضت وجوها وسودت وجوه قوما آخرين بعد أن تمسهم وتسمهم على الجباه و الأنوف ويتميز بذلك المسلم من الكافر...حتى يقول المسلم يا كافر اقضني حقي ويقول الكافر للمسلم اقضني حقي وحتى يجتمع أهل البيت الواحد على الخيوان فيعلمون كافرهم من مؤمنهم ( فويل يومئذ للمخطمين على أنوفهم من جراد يخرج لهم من دخان الهاوية له أذناب كأذناب العقارب يرسل عليهم خاصة فيلدغهم خمسة أشهر لا يذوقون الموت خلالها ولا بعدها أبدا.. ويذوقون أشد العذاب )./...هذا خبر ورد في بعض النبوءات القديمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي بالإنجيل وهو يتفق تماما مع الكتاب  والسنة. هذا وكما هو مفهوم من النبوءة القديمة ليوحنا لا بد أن يكون هذا العذاب واقع في الدنيا قبل يوم القيامة.../.. فويل لمن لدغ لدغة واحدة فكيف بمن لدغ لدغا كثيرة بعدد الجراد فليس عجيبا أن تنتفخ أبدانهم وعظامهم من ألم السمّ حتى تكون في أحجامها مثل الصوامع أو كهوف الجبال. لكنها مستلقية على الأرض تتلوى من الأوجاع ولها أنين وصياح من شدة الم السموم التي تتأجج في داخلها...عجبا لهذا الدخان الذي تولد منه الجراد الذي أذنابه كأذناب العقارب يلدغ بها المجرمين والكافرين...؟ قال عز و جل في سورة الدخان فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب آليم. وفي سورة الحج قال عز و جل مشيرا إلى هذا المقام بالذات وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد صدق الله العظيم.

هذا عذاب حسيّ شديد النكاية تقدمه عذاب معنوي وهو سواد الوجوه والأبدان وفضح النوايا والسرائر... فلعل هؤلاء الذين قصدهم الله عز و جل في سورة النحل بقوله عز و جل الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون../...ويل لعميان القلوب الذين لهم أسماع وأبصار ولكنهم لا يسمعون بها ولا يبصرون.../..

وخلاصة الأمر أن الفرقان الذري ظهر بتونس يحمل الوعيد والإنذار للجبابرة والظالمين وفي مقدمتهم الطاغية بورقيبة عدو الله وبطانة السوء التي كانت من حوله. وظن بورقيبة إن هذا الأمر مثل غيره يمكن تطويقه وابتلاعه وهضمه بسهولة.... ولمّا وضع صاحب الفرقان في السجن أمهله الله عشرين شهرا ثم أسقطه من كرسي الحكم بعد ان رأى خلال هذه المدة من الأعاجيب الشيء الكثير ولما لم يرعوي عزله الله وأخرج صاحب الفرقان من السجن وانتصر الفرقان على أبو رقيبة بقوة الله فكيف وجدت تجربة السم في نفسك يا بورقيبة يا عدو الله ليتك تكون لغيرك عبرة ولمن خلفك آية..؟.. ولكن عميان القلوب لا يسمعون ولا يبصرون...أهذا هو أنت الذي تتشدق علينا وتقول نريد التقدم والتكنولوجيا حتى إذا جاءك مشروع من كتاب الله فيه منتهى العلم البشري صرت أكبر عدو للعلم والتكنولوجيا وظهرت على حقيقتك كاذبا لأنك كنت كاذبا في ما تدّعي وأنت تعلم انك كاذبا...إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون../. صدق الله العظيم

يا امة الإسلام

اعلموا انه لو أننا مثلنا القرءان شجرة فأنتم اليوم تنظرون إلى ظلها وإنكم لا تستطيعون جني الثمرة من ظل الشجرة فتوجهوا إلى الفرقان فإنه هو الشجرة وفيه الثمرة قال عز و جل يستحث نبيه محمد عليه وعلى آله السلام ليتبع الطريق الذي رسمه له ليبلغ الفرقان وبالفرقان يبلغ ما بلغته بنو إسرائيل بالفرقان ولا يقف حيث وقفوا بعد ان بين له صورة من عامة أحوالهم قال في سورة الجاثية الآية عدد 18: ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكمة والنبوءة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر  فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي  بينهم يوم القيامة  في ما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك شيئا وان الظالمين بعضهمأولياء بعض والله ولي المتقين.. صدق الله العظيم

يا امّة الاسلام

إنّ الفرقان الذري المكنون في كتاب الله حق. وإنّ إنتاج الجواهر الحية بآلة الفرقان حق وإنّ الروح الملكي سكينة التابوت الصادر من ساحة الفرقان حق والروح الالاهي وسيلتنا الى الله عز و جل في هذه الدنيا حق فأين أنتم اليوم من هذا الحق الذي جاءكم به الرسول عليه السلام من عند الله وحرّفه المحرّفون وبدّله المبدّلون من أجل دنيا رخيصة وأغراض سافلة خسيسة حسدا من عند انفسهم وحقدا على أصحاب الفضل من عباد الله فانظروا يا أمّة الاسلام ما أبعدكم اليوم عن الحق وعن الطريق الذي يفضي بكم الى لقاء الله عز و جل في هذه الدنيا قبل الاخرة بواسطة الروح لو إتّبعتموه. قد خسر الذين كذّبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين../ يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه فانتبهوا رحمكم الله واعلموا أنكم لو عشتم  ألف ألف سنة على حالكم الذي أنتم عليه اليوم ما عرفتموه أبدا ولا أدركتموه فاحمدوا الله الذي سخر لكم اليوم من عباده  من رسمه لكم واضحا جليا وفصل لكم بين الامرين العظيمين القرءان والفرقان فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان  ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان../. قف هنا كلام يدك الجبال دكا لو فهمتموه.../..

يا أمة الإسلام

إنّ هلاكنا نحن المسلمون لم يكن في هذا القرن ولا في الذي قبله وإنّما كان يوم أن قال عليه السلام وهو على فراش المرض قبل انتقاله إلى الله: قرّبوا أكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده أبدا فلم يفعلوا وتهربوا من وصيته ولم يكتبوها...منذ ذلك الوقت ظلت أمة الإسلام وقلبت فيها الحقائق وزُوّرَ تاريخها وضاع الحق منها وترسخ الباطل فيها وصار ثابتا في عقول أبناءها فمن يقدر على زحزحته اليوم..؟.. إنّ هدم الجبال الشم بالأصابع والاضافر والإبر أيسر من ذلك بكثير...

ألم تقرؤوا شهادة الخليفة الأموي العادل سيدي عمر ابن عبد العزيز الذي قال في ذلك الوقت :لو حضر فينا رسول الله عليه السلام ما عرف من دينكم إلا الآذان وإقامة الصلاة ....ونتج عن ذلك أنّ أصبحنا منذ ذلك الوقت إلى وقتنا هذا نقاوم الصالحين الأخيار ونسير خلف المنافقين الأشرار حتى ضاعت الأمة كآفة وتفرقت واختلفت وأصبحت عرضة لكيد الكائدين ومكر الماكرين ولقمة سهلة لكل الطامعين وهكذا ضاعت في بلادنا الطاقات الحية والأوقات وفرت منها أفذاذ الأئمة والعلماء واستولى على مقاليد أمورها وثرواتها الأنذال والسفهاء يأمرون بالمنكر وينهون على المعروف كلهم محاربون للعلم راسخون في الجهل يدعون الناس بأعمالهم  لا بأقوالهم إلى نبذ كتاب الله ولا يخافون لومة لائم...

فما المخرج اليوم لأمة الإسلام من هذه الفتنة الصعبة التي استولت على أمة الإسلام واستحكمت كما يستحكم الداء العضال على البدن الحي...إنّها اليوم والله لن تبرح مستحكمة عليه وثابتة فيه كالمسامير حتى يأتي أمر الله...وها قد جاء اليوم أمر الله، وما هو إلا مشروع الفرقان الذي من ورائه الجواهر الحية وسكينة التابوت والروح الإلاهي...فإمّا هي وإمّا العذاب فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا...ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال عليه السلام: لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى أنّهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه..؟.. صدق عليه السلام ومن سنن الأمم السابقة أنهم حرّفوا وكتموا بعض كتبهم المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وبدّلوا وغيروا فهل فعل المسلمين مثل فعلهم كما أخبر الحديث الشريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف أم لا..؟.

الجواب نأخذه من كتاب الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء من الجزء الأول للإمام الفقيه ابن قتيبة الدينوري بالصفحة54و55 من رسالة موجهة من المدينة المنورة إلى مصر قبل مقتل عثمان ابن عفان الخليفة الثالث...جاء نص هذه الرسالة بالحرف الواحد كما يلي:

بسم الله الرحمان الرحيم

من المهاجرين الاولين وبقية الشورى الى من بمصر من الصحابة والتابعين. أمّا بعد أن تعالوا الينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فإنّ كتاب الله قد بدل وسنة رسوله قد غيرت وأحكام الخليفتين قد بدلت فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله والتابعين بإحسان إلا أقبل إلينا  وأخذ الحق لنا وأعطاناه. فأقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم وفارقتم عليه الخلفاء. غُلبنا على حقنا وأستُوليَ  على فيئنا وحيل بيننا وبين أمرنا وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة وهي اليوم ملك عضوض من غلب على شيء أكله.؟.. انتهت الوثيقة التاريخية وللقارئ وحده أن يحكم../..

الشريف علي الداني

آلة النبوة

نــــــــــــــداء

 

لإنجاز مشروع الفرقان الذري لإنقاذ المؤمنين بالله ورسله كافة من الفتنة الكبرى والعذاب الأليم

أيها التراب والرماد والرفات والعظام إن في صنع الفرقان الذري الدواء الذي يحييكم ويشفيكم ويبقيكم ليرث الله الأرض منكم عباد صالحون فعجبا لكم ما أشد شقوتكم أيها الضالون. من حولكم في الفرقان مفتاح السعادة والحياة الأبدية ولم تدركوه؟   حتى أنه ليصدق عليكم قول من قال:

ومن العجائب والعجائب جمـــــّة        قرب الدواء وما إليه وصــول

كالعيس في البيداء يقتلها الضمى          والماء فوق ظهورها مـحمول

قال عز وجل: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم...سورة الأنفال صدق الله العظيم.

بشارة عامة وبلاغ أكيد للناس كافة

لولـي الله الداعي إلى انجاز مشروع الحكمة القرءانية الأعظم وصنع الفرقان الذري المدعو في كتب السيرة/آلة النبوة/لتكوين الجواهر الحية واستخراج سكينة التابوت وإظهارالروح الإلاهي القرءاني جسما ظاهرا للعيان ولقاحا ناجعا لخلود الإنسان بروحه وجسده في الدنيا...وسلاحا ماضيا لقتل الشيطان إبليس لعنه الله عدو الله وعدو البشر كافة

الإمضاء:  أبو محمد الطاهر الشريف علي محمد صالح إبراهيم الداني

 

يا أمة الإسلام

في المشرق والمغرب

ليكن في علمكم انه ثبت بالحجة والبرهان أن الفرقان الذري آلة مكنونة في كتاب الله صنعت في ظل الحضارة الفرعونية على عهد موسى وهارون. وأنتجت الجواهر الحية التسعة وسكينة التابوت وتوقفت قبل الوصول إلى الروح الالاهي الأعظم الغاية القصوى والوسيلة الكبرى إلى الله عز وجل. هذا وقد جاء الفرقان في القرءان برمز شجرة لا توجد لا في الشرق ولا في الغرب. تلكم هي شجرة الخلد وزيتها هو الكبريت الأحمر وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم سورة النور../.. فيا أمة الإسلام أجهروا بحمد الله وشكره كلما ذكر الفرقان الذي أخرجه الله اليوم بيد عبد من عباده من أعماق القرءان وبحر علمه العميق. واعلموا أن جميع أمم العالم كافة كتموا وحرّفوا الكتب السماوية كلها وعصوا الرسل واتبعوا طريق الهوى وساروا خلف الشيطان فعاقبهم الله على ذلك بألوان من العذاب الشديد يستمر معهم يلازمهم على مرّ الدهر إلى يوم الحشر والخلود.

ألا فاحذروا اليوم غضب الله ومكره فإن العالم اليوم مرشّح أن تقوم فيه حرب كونيّة ثالثة تأتي على الأخضر واليابس لا تبقي ولا تذر../..

فما أرسل الله من قبل بختنصر على اليهود والحجاج على العرب وهتلر على النصارى وأمثال هؤلاء الاّ نقمة وسخطا على البشر فلقنوهم دروسا لن ينسوها أبدا. لكنهم تناسوها. وما نزل بهم عقاب الله ذلك إلا من بعدما حرّفوا وكتموا وبدّلوا وغيّروا واستخفّوا بكل ناصح رشيد وانساقوا مع الكثرة الضالة واتبعوا أمر كل جبار عنيد../.وما جاء الرسل والعلماء الربانيون كلهم لهذا العالم إلا بالفرقان الذي خفي اليوم على الناس اسمه ورسمه من أثر التبديل والتغيير والتحريف...وما طريق الفرقان الاّ طريق تفضي بالسائرين فيها الى لقاء الله عز وجل في هذه الدنيا والاتصال به من وراء حجاب كما كان متصلا به موسى كليمه عليه السلام بواسطة الجوهر الحي وسكينة التابوت التي كانت وسيلة صغرى بالنسبة الى الروح الالاهي المكنون في كتاب الله... يا أمة الاسلام ها إنّ الفرقان اليوم قد عاد رحمة للعالمين وها هو السلاح الذري في العالم من حوله يشهد له بالأحقيّة والأولويّة في كل شيء ويتهدد الذين يرفضونه أن يكون عليهم في يوم ما حجارة من سجيل سيرسلها الله على البشر بأيد بشرية وماهي من الظالمين ببعيد.../. فحذاري حذاري يا قوم من رب على كل شيء قدير اذا أراد شيئا قال له كن فيكون.. فلقد عزم حزب الشيطان على رفض الفرقان وأبوا الاّ أن يشوّهوا أصحابه ليعزلوه؛ فلينظروا انهم يقولون ورب صاحب الفرقان يفعل وشتان بين من يقول وبين من يفعل../..فويحك يا ابن آدم ما أجهلك وما أكفرك لطالما حاربت من يريد احياءك بحق وصادقت من يريد قتلك بباطل فللّه الامر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوّة إلا بالله../.

الصناعة الالاهية في الخلق والتكوين لتكوين الجواهر الحيّة وسكينة التابوت وقضية خلود الإنسان في الدنيا بالروح والجسد

يا أمّة الإسلام

إن مشروع صنع الفرقان الذري كله يدور على هذا المحور وانّ موضوع الخلود في الدنيا للإنسان موضوع شائك وعجيب يطول الحديث فيه وهو يشبه الى حدّ كبير موضوع الخلق والتكوين والصناعة الالاهيّة وهل يجوز للمخلوق بإذن ربه أن يقوم به أم لا.؟. وهل يجوز له أن يخلد أيضا بروحه وجسده في الدنيا أم لا.؟. والجواب: أن الخوض في هذه الامور يطول فترك البحث فيها أولى في هذا الكتاب .../.فالذي يهمّنا اليوم هو العمل لا القول وحسبنا دليلا على جواز الخلق والتكوين للإنسان معجزة سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام حيث قال: وجئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله../.. وتعريف الخلق والتكوين: هو إيجاد الشيء من الشيء كخلق الانسان من صلصال من حمإ مسنون من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة من طين من ماء مهين من تراب من نطفة ثم من علقة الى آخره وفي هذا تعليم واضح لصناعة الخلق والتكوين من الله لعبده وخليفته في الارض الانسان: قال عز وجل في سورة العنكبوت موبخا اولئك الذين لم يهتدوا بالقرآن وقالوا هذا إفك قديم: أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده انّ ذلك على الله يسير.

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير..هذا بالإضافة إلى آية الخلق والتكوين الأولى التي هي أول ما نزل من القرءان حيث كانت هي المحور الذي يدور عليه القرءان كله:اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق وعلى هذه الآية أيضا تدور أفلاك الفرقان../..

أمّا من ناحية خلود الإنسان في الدنيا بالروح والجسد فحسبنا المثل الذي قدّمه لنا ربنا عز وجل في القرءان في عبده ووليّه الخضر عليه السلام الذي تواترت الإخبار عنه أنه شرب من عين الحياة فصار حيا لا يموت... أما قوله عز و جل: كل نفس ذائقة الموت فهذا حكم عام والاحكام العامة لا تخلوا من الاستثناءات أحيانا

مثل قوله عز وجل في آخر سورة الزمر ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله.

إذا فمن فاته الخلود في الدنيا آخر الزمان أدركه يوم القيامة والبعث والحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين حيث يكون يومئذ انطلاقا من  هذه الدنيا فريق في الجنة وفريق في السعير

مثــل معــــــــروف

يقول هذا المثل إن الجمل لا يريد أن يشرب في الماء الصافي لأنه لا يريد أن يرى صورة وجهه القبيح../.

وبعض الناس اليوم من أصحاب الزعامات ومن أصحاب النفوذ والدعاوى والضلالات من أولئك الذين لا يخشون الله وان صلّوا وصاموا وحجّوا وزعموا إنهم مسلمون، لا يريدون إن يسمعوا صوت مشروع الفرقان على الرغم مما فيه من خير عظيم و إنقاذ أعظم لكافة العالم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم. لماذا.؟. والجواب لأنه لم يأت من عندهم ومن قبلهم...وبالتالي فهو يومئ إليهم بالنقص والجهل والعجز والقصور ولسان حالهم في هذا المقام يقول: إذا لم يكن خير و إنقاذ يأتي للعالم من طرفنا فله الخراب والموت../.. ألا فسحقا سحقا لهؤلاء عباد الهوى الذين لا يعرفون ولا يتبعون ألا أهواءهم بغير علم. ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن؟

ومن رفض الحق من أجل مصلحة خاصة فهو من هؤلاء جمل قبيح الصورة قلبه حقود وطبعه حسود ليس لحقد قلبه دواء إلا النحر بالبارود أو بمدية الحديد في يوم حجة أو عيد../..فلا يليق بأولياء الشيطان إلا أمر رب العالمين لعبده الرسول الأمين عليه السلام: إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر../.سيحل ذلك بهم وبأمثالهم إن شاء الله بعد ظهور الروح(الدابة)حيث بصيحة واحدة منها تخرج بإذن ربها من الأرض من تشاء وتدع من تشاء يومئذ يحشر من كل أمّة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال: أي الله يتكلم على لسان الروح فيقول للعائدين إلى الحياة الدنيا مرّة ثانية أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون../..

يا أمة الإسلام في المشرق والمغرب

ها قد ظهر بينكم النبأ العظيم والحق المبين واضحا كالشمس لاريب  فيه ذلكم هو مشروع الفرقان. ألا فانفظوا أيديكم من كل شيء إلاّ من كتاب الله وما ثبت من سنة رسول الله اقطعوا جميع الروابط والالتزامات التي تربطكم بالنوادي والأحزاب والجمعيات، ولا ترتبطوا الاّ بالمساجد وبذكر الله اختاروا الأئمة من أخياركم، واحذروا أئمّة الضلال المضلين فانّهم أشد خطرا عليكم من الدجال الأكبر. كل امام لا يؤمن بمشروع الفرقان ابعدوه عن الامامة فإن الصلاة خلفه باطلة لا يقبلها الله أبدا...ههنا في مشروع الفرقان يجب بذل الاموال والاوقات والانفس والارواح../.هذا هو الاسلام قد رجع لكم صافيا يا أمة محمد كما أنزله الله خاليا من كل زيف وغش ليجسّم في مشروع الفرقان عمل جميع الانبياء والرسل عليهم السلام فألزموا ائمتكم أن يقرؤوا عليكم بلاغ الفرقان هذا من أعلى المنابر جمعة بعد جمعة مدة سبع سنين وفي خلال هذه المدة أنجزوا مشروع الفرقان حتى يكون القول مقترنا بالعمل قال عز وجل: يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون../..

 

بسم الله الرحمان الرحيم

عجبا لنا نحن أبناء آدم.يا أبناء آدم../.

فمن شدة حرصنا على الحياة الفانية ضللنا على شجرة الحياة الأبدية.... وتلكم هي.. شجرة الخلد المفصّلة في القرءان...وماهي إلا شجرة المعرفة ..وتلكم شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.........

كثيرة هي متناقضاتكم يا أبناء آدم...فأين هي عقولكم أيها الحريصون على الحياة الفانية حرصا بغير فهم وتبصّر...

ألم تعلموا أنّ الخلود في الدنيا بالروح والجسد في قوّة وجمال وشباب دائم أمر جائز وممكن بالروح الالاهي الصادر عن ساحة الفرقان الذري.؟. فهل فكرتم في هذا والوصول اليه بالعلم والعمل. فمن شدة حرصكم على الحياة الفانية فرطتم في الحياة الابدية بغفلتكم عن شجرة الخلد التي من أحرز نتاجها فاز بحياة أبدية في الدنيا والآخرة وكان من الخالدين.؟. وكنتم قتلتم الرسل والأنبياء والذين جاءوا لإرشادكم إلى شجرة الخلد ليهبوا لكم الروح لتخلدوا بأرواحكم وأجسادكم في الدنيا والآخرة عجبا لكم كيف أرادوا إحياءكم حياة أبدية فقتلتموهم جزاء وفاقا وأعجب من هذا أنكم بعد رحيلهم شيّدتم لهم المقابر وبنيتم لهم المزارات وافتخرتم بأقوالهم وأعمالهم...فما أعجب أمركم أيّها الضالون المضلّون...فما جنيتم من قتلهم غير الندامة والبلاء العظيم...وهل نفعكم البكاء عليهم بعد رحيلهم، فلو أطعتموهم وهم أحياء لأنجزتم مشاريعهم وانتفعتم بها، ولأحرزتم نتاج الشجرة وكنتم في هذه الدنيا من الخالدين...ولمّا لم تفعلوا الاّ ظلما وعدوانا فأنتم اليوم في فتنة جهلكم تتخبطون ذوقوا فتنتكم فوقعها على أنفسكم  أشدّ من القتل كما تشاهدون...يا أبناء آدم...هذه فرصة تتاح لكم اليوم للخروج من الفتنة ولنيل شجرة الخلد للوصول إلى الحياة الأبدية بالجسد والروح على هذه الأرض في قوة وجمال وشباب دائم في الدنيا والآخرة إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين. فإن أجبتم صاحب الفرقان اليوم بتقوى الله والسمع والطاعة فزتم وتداركتم ما فاتكم. وان أعرضتم فحسبكم يكفيكم ما أنتم فيه من العذاب والعقوبات الإلاهية الصارمة حيث الفتنة والعذاب الأليم ولعذاب الآخرة أشدّ وأخزى لو كنتم تعلمون... وقبل هذا ومعه أصناف مصنّفة من أسلحة الفتك والدمار وهي لكم بالمرصاد في انتظار ذنوبكم أن تبلغ النصاب برفض  مشروع الفرقان بعد ذلك سيكون لها معكم حديث كبير وهي لو عصفت بعالمكم هذا ما تركت فيه حجر على حجر وصاحب الأمر أوّلا وأخرا هو الله./.. ليتكم تتعظون

 

بسم الله الرحمان الرحيم

تقديم

يا أمة الإسلام كآفة في المشرق والمغرب

لقد ثبت بالحجة القاطعة والبرهان أنّ الفرقان آلة مكنونة في كتاب الله حوت علم الأولين والآخرين ونحن الآن نعيش في عصر الآلة والمفاعلات الذرية فانظروا في هذا الكتاب ماذا وراء هذه الآلة العظمى من خير عظيم وعجائب كبرى تزلزل العقول الراجحة من أهل العلم والعمل. وتفتح بعد ظهور الروح من ساحتها باب التواصل بين السماء والأرض والخالق والمخلوق..؟. وفي ذلكم السعادة الأبدية والإنقاذ العام لكافة البشر والخلود في الدنيا بالجسد والروح بإذن الله يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه بنقط بيض وسود تصيبنا على الأنوف والجباه فنصطبغ بها من مسّ روح الله.؟. فتلكم: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون../..

فماذا فهمتم من كتاب الله يا أمة الإسلام غير العبادات والمعاملات وتلكم بعض القرءان. وما عدا ذلك فهو الكل وأنتم به جاهلون: فلا يهولنكم ما سمعتم من نبإ عظيم فإنّ كل دعوة صدق لها من كتاب الله حجة وبرهان ولكن لكل أجل كتاب - قال عز و جل: سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد إلا أنهم في مرية من لقاء ربهم ألا انّه بكل شيء محيط... وقال أيضا مخبرا عن القرءان: إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين وقال:وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون.../.

فأسرعوا إلى انجاز مشروع الفرقان يا أمة الإسلام قبل فوات الفوت ولا تيأسوا من روح الله فانه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

عاش الفرقان الذري رمز العلم والعمل والقوة والسلام والرحمة والمحبة والحسن والجمال والخلود في الدنيا بالجسد والروح بإذن الله.

الإمضاء: قضاء الله صاحب الفرقان الشريف علي الداني

بيــان هـــام

يا أمة الإسلام

إن الفرقان الذري آلة عظيمة جدّا صنعت على عهد موسى وهارون في ظل الحضارة الفرعونية وكان من إنتاجها الجواهر الحية وسكينة التابوت ولكن فرقان موسى وقف هنا ولم يتمم نصف العمل الباقي ليصل إلى الغاية العليا التي حدّدها الله عز و جل وأمر المؤمنين بطلبها وتلكم هي الوسيلة الكبرى قال عز و جل: يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلّكم تفلحون../.أما أسباب التوقف فهي الخلافات والفتن والحروب والخروج عن طاعة الله عز و جل...ونحن اليوم يا امّة الإسلام جئنا لنصنع الفرقان الذري من جديد ونصل به إن شاء الله إلى الغاية العليا التي فشل قوم موسى وسقطوا في منتصف الطريق وما بلغوها../.نحن المسلمين اليوم حزب الله جئنا لننجز امر الله ونحقّق بالعمل الفرقاني ما عجزت عن بلوغه امّة اليهود وأمّة النصارى أيضا، ولنا وعد وبشرى من الله بالنصر والوصول في ظل خلافة إسلامية هذا زمان قيامها وهي عماّ قليل قائمة إن شاء الله في زمن قريب قريب جدّا بعد أن تنادي الأمة في المساجد بإنجاز مشروع الفرقان وبقيامها./.

وما آلة الفرقان الذري وما وراءه إلا مشروع إلاهي أعظم به امتحن الله الأمم السابقة و اللاحقة فسقطت كل امّة في أوّل الطريق أو في منتصفه...وأصاب امّة الإسلام ما أصاب غيرها من الأمم ولكنّها الآن بعد عودة  مشروع الفرقان إليها مهتدية  بعد ضلال وناهضة بعد سقوط ومنجزة للعمل الذي عجز عن إتمامه اليهود وضل عليه النصارى... مع الحذر الكبير والاحتياط التام أن لا تقع في ما وقع فيه من سبقها من المغضوب عليهم ومن الضالين. امتثالا لقوله عز و جل: ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم../.

أمّا إنتاج آلة الفرقان من الجواهر الحية وسكينة التابوت والروح الإلاهي الذي سقطوا دون الوصول إليه فهو الواسطة والوسيلة بيننا وبين الحقّ عز و جل أكثر مما كانت سكينة التابوت عند موسى حيث كانت روحا ملكيا ووسيلة صغرى لا تقوى قوة الروح الإلاهي../. أمّا الروح الإلاهي فهو الوسيلة الكبرى وهو الذي امرنا عز و جل بطلبه بالفرقان، وقرن الأمر في طلبه بأمر الجهاد لعلمه عز و جل إن طبيعة البشر لا تفهم لغة العقل والمنطق الاّ إذا اقترنت بلغة القوة والسلاح قال عز و جل في سورة المائدة: يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلّكم تفلحون.../.

 

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد لا يحول ولا يزول ولا يتناهى في العقول ولا يعلم قدره غيره سبحانه حيث كان :حيّ قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم عليّ عظيم قديم قدير لطيف خبير عليّ كبير أكبر من  كلّ كبير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إذا أراد شيئا قال له كن فيكون لا إلاه إلاّ هو يحي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى استغفره وأتوب إليه لا أحصي ثناء عليه الخير كله بيده لا حول ولا قوة إلا به../..

جعل آدم خليفة له في الأرض. وأمر الملائكة بالسجود إليه وجعل من أبنائه خلفاء له في الأرض يعملون له ما يشاء ويخلقون بإذنه ما يشاء وهو الخلاّق أحسن الخالقين خلق الخلق بيده وخلق ما يعملون .سبحانه هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا./..

وأشهد ان لا إلاه إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله أرسله الله بالحكمة والفرقان رحمة للعالمين وأشهد أنّ عليا ولي الله وحجته البالغة على القاسطين والظالمين، قاتل على تأويل القرءان كما قاتل رسول الله على تنزيله وأشهد انّ ابراهيم خليل الله وموسى كليمه و نجيّه وعيسى كلمته ألقاها الى مريم وروح منه... أمّا بعد يا أبناء آدم  إنّ الله استخلفكم في الأرض وفضّلكم على جميع مخلوقاته من الملائكة والجن والحيوان والشياطين وسخر لكم كل شيء وغرس في أنفسكم همّة لو تعلّقت بما وراء العرش لنالته وأرسل لكم الرسل وأنزل لهم الكتب ليعلموكم الحكمة وهي الصناعة الإلاهية في الخلق والتكوين التي لا ينبغي  لأحد يجهلها أن يغيّر من مجرى التاريخ شيئا في هذا العالم...لكن عرفها منكم من عرفها وجهلها الاكثرون الذين اشتغلوا بأعمال الشيطان واتبعوا سبيله فعطّل ذلك عمل الانسان الصالح وأخّر يوم خلاصه من قبضة الشيطان الذي هو بالفطرة عدو الانسان ولولا ذلك ما انتصب اليه على رأس مملكة أرسى عرشها على البحر ومن حوله مئات الملايين من الشياطين ليس لهم جميعا عمل إلا إغواءكم وصدّكم عن الطريق الذي يفضي بكم إلى الخلاص الأعظم الذي هو بحق طريق صنع آلة الفرقان الذري المفضي بنا الى الوسيلة الكبرى الروح الالاهي المتصل والموصول بالله عز و جل هذا وقد يتساءل المرء ويقول ما الفائدة التي تحصل للشيطان من إغوائنا وصدّنا عن سبيل الله...؟ والجواب على ذلك: انّ الشيطان لعنه الله يمثّل عنصر الشرّ في هذا الكون وإذا سار الانسان في طريق الله تعلّم وبنى الحضارة وأنجز مشروع الفرقان وصنع الجواهر الحيّة واستخرج سكينة التابوت وأظهر الروح الالاهي وتلكم هي شجرة الخلد ثمرة الوسيلة الكبرى والواسطة العظمى بينه وبين الله عز و جل. وإذا ظهرت الروح في الأرض طارت وأسرعت في طلب الشيطان وإتجهت الى عرشه المنصوب على البحر في المثلث المعروف قصد القضاء عليه ومن هنالك ينطلق عدو الله وعدو البشر ابليس اللعين فارّا يريد النجاة بنفسه في أقطار السماوات والأرض ...وتكون مطاردة عظيمة بينه وبين الروح الالاهيّة التي تدعى في كتاب الله الدّابة والروح و شجرة الخلد وفي نهاية الامر يٌغلب عدو الله ويتم القضاء عليه بضربة من روح الله يتلقّاها وهو ساجد بين يدي الروح...ويستريح العالم كآفة من شرّه و كفره.

فمن خوف الوقوع في هذه الخاتمة المريعة لإبليس وجنده وقف ابليس وجنده يحاربوننا بشتّى الحيل والمكائد الظاهرة والخفيّة حربا باردة تفضي بنا في أكثر الأحيان الى الحروب الطاحنة القوية. حتّى يستمرّ بنا الفناء ويضمن لنفسه الخلود والبقاء في هذه الدنيا بعد ان يحول بيننا وبين الوصول الى الروح الالاهي أما سلاحه القوي الذي يردنا به عن الشجرة فهو الفتيات الجميلات وهكذا الحياة صراع من أجل البقاء، ولكن البقاء دائما يكون للأصلح دون غيره كما قيل من قبل.../.

فيا أبناء آدم يا معشر البشر

كلكم لآدم وآدم من تراب...إنّ الله ربكم واحد وإنّ الناس جميعا كلهم على اختلاف طباعهم وأشكالهم وألوانهم هم أمّة واحدة يسرهم الخير ويحزنهم الشر يحبون الأمن والاطمئنان ويكرهون الخوف والرعب وحياة العسر والهوان وإنّ الأديان السماوية كلّها وإن اختلفت ألوانها فهي كلها تعود إلى اصل واحد لأنّ غايتها جميعا هي غاية واحدة ساميّة وماهي إلاّ الوصول إلى صنع آلة الفرقان وخلق الوسيلة الصغرى والكبرى للاتصال في هذه الدنيا بحضرة جناب الله عز و جل اتصالا لا سلكيا بواسطة الروح ومن المؤســــــف جـــــــدّا انّه لا يعلمــــــه اليــــــــــوم إلاّ صاحب  الفـــــرقــــــــــان./.. هذا وبصورة عامة فإنّ رحلة الإنسان وهو في طريقه إلى الله كانت شاقّة جدّا لأنّ الطريق كانت طويلة جدا وشائكة جدا ومملوءة بالآفات والمخاطر والسباع والحيّيات السامة وطريق الله دائما هكذا أشواك وحنظل مرّ و وعر مرهق وعذاب أليم .لكن نهايتها وصول إلى الله بواسطة الروح وهو أحلى من كل شيء حلو، وأعذب من كل شيء عذب وأشهى من كل شيء شهي وألذّ من كل شيء لذيذ...وكيف لا يكون ذلك وفي هذا الوصول خلود الإنسان في الدنيا واتصال بالآخرة في شباب دائم وقوّة وجمال لا يضمحلّ ولا ينحلّ ولا يبلى ولا يفنى كالذهب الخالص إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين...وهذا هو ميراث الأرض بعد مصرع عدوّ الله إبليس اللعين قال عز وجل: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون../..

إنّ الوصول إلى الاتصال بحضرة جناب الله عز و جل في هذه الدنيا بواسطة الجوهر الحي و سكينة التابوت كما كان متصلا به موسى عليه السلام بل بواسطة الروح الالاهي الذي هو أكثر قربا إلى الله لأنه أشدّ قوة من الروح الملكي (سكينة التابوت) وأوفر منها حضّا في المناجات والاتصال بالله عز شأنه وجلّ جلاله لا شك أنّ في هذا الاتصال بالخالق عز و جل حلّ لجميع مشاكل العالم بسرعة مذهلة....لأنّ الله عز و جل كما هو معلوم له القوة وحده جميعا وهو على كل شيء قدير، فإذا اراد شيئا قال له كن فيكون...فالواجب علينا الآن بعد ان توفرت لدينا شروط العمل والانجاز من قيام دولة الاسلام اوّلا ووجود الآليات والمحرّكات والناشرات والناقبات والخارطات والحاسبات وغيرها من اللوازم اللازمة لصنع آلة الفرقان أن نقفز على جميع الحواجز والموانع ونصل بالعمل والانجاز الى الغاية القصوى في اقرب وقت ممكن ونحقّق الأمل المنشود ألا وهو الانقاذ العام بواسطة الجواهر الحيّة وسكينة التابوت والروح الالاهي المتصل والموصول بالله عز وجل اتصالا لا سلكيا مستمرا دائما لا يقدر على تحمله مخلوق من البشر...فالله عز و جل على طول الوقت له سمع وبصر ولسان ويد ورجل ...فلو قال لشيء كن لكان في الحال بإذن الله ./..يبرئ الأكمّة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله../..ألا فانظر لنفسك يا أيها الانسان فما أشبه حالك اليوم بالأمس في رحلتك الى الروح بحال رجل مسافر نزل بليل تحت شجرة كثيفة بصحراء عريضة وقد اشتدّ به الجوع والعطش ولمّا اصبح طفق ينظر ذات اليمين وذات الشمال علّه يجد ما يأكل وما يشرب ومضى عليه هناك اليوم الاول واليوم الثاني والثالث وهو لم يغادر مكانه ذلك حتى قتله الجوع والعطش لأنّ الشجرة التي جلس في ظلّها كانت بجانبها شجرة أخرى اكمة حجبت عنه غابة بأكملها كانت وراءها لا تفصل بينه وبينها إلاّ مسافة ثلث يوم للراجل .ووراء الاكمّة ما وراءها كما يقول المثل../..تلكم الغابة فيها من كل الثمرات ومن الماء العذب الزلال ما يكفيه الالاف المؤلفة من امثاله مدى الحياة../..هذا وقد جاء في صحيح البخاري في كتاب(جواهر البخاري)مثل للدنيا والآخرة و لفتنة الانسان بالدنيا يشبه الى حد كبير هذا المثل وخلاصة معناه: أنّ الذي لا ينطق عن الهوى عليه السلام قال: مثلي ومثل ما جئت به مع قومي كمثل رجل أرسله قومه يكتشف لهم خصب الارض فذهب واكتشف ثم رجع الى قومه فقال لهم: إنّي قد وجدت أرضا بها ماء قليل ونبات قليل وهي ليست ببعيدة منكم لكنني وجدت أرضا أخرى على مسافة أبعد منها نبتها كثير وخيرها وفير تجري من تحتها الانهار ../..فاتفق هو وقومه على الرحيل الى الارض الثانية وعلى ان يمرّوا بالأرض الاولى ليتزودوا منها بالماء والطعام لبلوغ الارض الثانية ولمّا خرج الدليل إلى الأرض الأولى واتبعه قومه فلمّا دخلوها تشبثوا بها وتنازعوا عليها وأبوا مفارقتها إلا أن أناسا منهم أصحاب عقول وعددهم قليل قالوا: إنّ رسولنا الذي أرسلناه واكتشف لنا خصب الأرض صادق في كلامه حيث أننا وجدنا الأرض الأولى التي أخبرنا بها فلابدّ أن يكون صادقا في ما أخبرنا به عن الأرض الثانية إذا فلا ينبغي لنا أن نتشبث بهذه الأرض أو نتنازع عليها وخصبها قليل وماءها يسير...بل هذه الارض ينبغي لنا أن نتزود منها لبلوغ الأرض الأخرى كما قال لنا صاحبنا ودليلنا (الدنيا بلاغ الآخرة)وقال لنا أيضا: لعن الله من يسب الدنيا فنعمة الدنيا مطية للآخرة لمن يحسن ركوبها.../.

هذا وللقارئ هنا مجال عظيم للنظر والتفكّر إذا أراد أن يفهم قضية الروح والفرقان على حقيقتيهما. فلا بدّ له إذا من فهم هذه الأمثال المحمّديّة العجيبة التي استخفّ بها الناس ولم يفهموها على حقيقتها كما ظهرت الآن.../.

كذلك لابدّ للباحث المتفحص أن يعود إلى كتاب جواهر البخاري لتثبيت هذا الحديث وتصحيحه حيث وقع هنا نقله بالمعنى فقط دون اللفظ../.

والله يهدي إلى أبواب رحمته من عباده المتقين من أراد ويضل الله الضالمين ويفعل الله ما يشاء.../..

يا بني آدم

إنّكم جميعا بدّلتم وغيّرتم ما جاء به الرسل و الأنبياء عليهم السلام واتبعتم الشيطان وحزبه من أجل دنيا رخيصة وأغراض سافلة خسيسة...وما أراكم في هذا الزمان الاّ نائمين على عضال الداء ومشتغلين بأنفسكم عن الأعداء (الشيطان وحزبه) فما استطعتم أن تتخلصوا من أوحال الشيطان وحزبه وتفتحوا باب الإنقاذ وتلجوه. ولا أنتم أفسحتم الطريق للذين يريدون الفتح والدخول .؟؟. وكيف تتخلّصون من الأوحال وفيكم وفي أمة الإسلام بصورة خاصة جمعيات سرّية من أبنائها يعملون مأجورين من أعداء الإسلام ومن شياطين الإنس على تخريب الأمة من داخلها بأسلحة شيطانية مختلفة من أخطرها سلاح الكذب والنفاق لإحداث الفرقة والفتن والكراهيّة والبغضاء والبلبلة والخلافات بين الأفراد والجماعات لضرب الأمّة بعضها ببعض وتلهيتها بالمشاكل الهامشيّة حتّى لا يستقيم لها أمر أو تتوحد لها كلمة أو ينجز لها مشروع أو تقوم لها قائمة.؟.

وفعلا هذا ما حققه الشيطان بواسطة أعداء الأديان منذ زمن بعيد حتى جعل الناس لا يؤمنون بشيء ولا يسمعون شيئا ولا يطيعون شيئا ولا يعبدون شيئا الاّ المال والمال وحده هو الذي لا يشركون به شيئا. والإنسان إذا صار عبدا للمال عطل عقله وصار آلة طيّعة في يد غيره وبالتالي يصير عبدا لغيره وإذا تكاثر هذا النوع من البشر الذين هم عبيد لغير الله واستولوا على مقاليد الأمور في البلاد فلن يصعد بينهم إلى  مركز سلطوي عبد صالح أبدا...

وهؤلاء اليوم هم علّة المسلمين ومصيبتهم العظمى التي حار في علاجها واستئصالها جميع الصالحين والمصلحين... ولذلك نرى هؤلاء اليوم مهما فعلوا من أفعال ومهما عقدوا من اجتماعات و مؤتمرات كلها تحمل عناوين إسلامية خادعة .فهي لا تسفر دائما الاّ على نتائج عكسيّة فإذا عقدوا مؤتمرا إسلاميا للنظر في شؤون المسلمين فتحقق وتأكد أنّه مؤتمر عقد لضرب الإسلام والقضاء على المسلمين...وهذا هو الدهاء والمكر والخيانة والغش والخداع الذي مارسوه على أمّة الإسلام طوال أجيال وأجيال طويلة جدّا حتى لكم قال قائل في مثل هذه المناسبات ..وتمخضت جبالهم طويلا وما ولدت إلى حد الآن إلاّ الفئران والجرذان...إنّ مثل هؤلاء هم عبيد عند أسياد فوقهم من البشر ومن كان يعبد الله مخلصا لا يرضى أن يكون عبدا لغير الله مخادعا لغيره غاشا له لأنه مؤمن بالحساب يخاف بين يدي الله الفضيحة والعقاب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ومن المسلمين من لا يعلم انّ الجنة محرّمة على أصحاب القلوب المريضة أمراضا معنوية قاتلة كالنفاق والكذب والغش والحسد والرياء وحب السمعة والكبرياء وغيرها من اتباع الهوى و عبادة غير الله

جاء في الحديث الشريف قوله عليه السلام: والله لو صحّت أجسامكم ومرضت قلوبكم لكنتم عند الله أهون من الجعلان.الله أكبر لاحول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم ./.لا إلاه الاّ الله وحده لا شريك له أعبده رغبة فيه ورهبة منه لا أشرك به شيئا ظاهرا كان أو خفيّا...

يا بني آدم

لقد دفع آباءنا ثمن أخطاء الأجداد الأولين فذاقوا العذاب الأليم وها نحن اليوم ندفع ثمن أخطاء الساسة الكبار من الرعيل الأوّل من أمّة الإسلام خاصة مضافا إليها من ضلّوا من أمّة اليهود ومن بدّلوا وغيّروا من أمّة النصارى...

إنّ الإسلام الحق الذي جاء به الرسول من عند الله لم يصل إلينا منه صحيحا غير محرّف الاّ القرءان والقواعد الخمس للإسلام :الشهادة والصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان وهذه في الحقيقة وسائل لغاية غير واضحة قبل اليوم...لكن اليوم وبفضل الله وضّحها للناس في هذا الكتاب صاحب الفرقان وأجره على الله../..

يا بني آدم: إن الذي يهمنا اليوم وقبل كل شيء ليس هو القيل والقال والكلام والجدال. إنّما الذي يهمنا قبل كل شيء هو العمل والانجاز بكل سرعة وحزم وجدّ لمشروع النجدة والإنقاذ مشروع الفرقان الذري من أجل إنقاذ العالم بالروح غير ملتفتين إلى اليهود الذين ينتظرون إيليا والى النصارى الذين ينتظرون رجوع المسيح ولا إلى المسلمين الذين ينتظرون ظهور المهدي هذا ولو علموا جميعا حقيقة الأمر الذي ينتظرونه لأدركوا أنّه شيء واحد ولكنه يسمّونه بأسماء مختلفة فقط./..

مفاتيح كنوز الأرض

يا أمّة الإسلام إنّ الفرقان الذري آلة النبوة المحمّدية وما يصدر عنها من الجواهر الحيّة وسكينة التابوت والروح الإلاهي   القرءاني الفرقاني المجسّم لا شكّ هي مفاتيح كنوز الأرض ومفاتيح استخراج خيراتها الكبرى وخصبها الأعظم وهي التي عناها وقصدها عليه السلام عندما قال: أعطيت مفاتيح كنوز الأرض.../صدق عليه السلام. وأنا اليوم أرى أن لاحظ ولا نصيب في هذه المفاتيح لليائسين من روح الله وهي أكبر وأعظم من أن ينالها كذّابون دجّالون ولو كانوا أولي قوة وأولوا بأس شديد...إنّ اليأس من لقاء روح الله في ساحة الفرقان كفر بنص القرءان ولا اجتهاد مع النص كما يقول العلماء.../. إنّ الفرقان وما يصدر عنه لا يمسّه الاّ المطهرون نفوسا وقلوبا وأرواحا وهو محرّم على مرضى القلوب والنفوس أن يحرزوه../.

قال عليه السلام: والله لو مرضت قلوبكم وصحّت أجسامكم لكنتم على الله أهون من الجعلان. صدق عليه السلام ومن كان على الله أهون من الجعلان لا يؤتيه الله الحكمة وعلم الفرقان../..

آيات قرءانية فسّرها الزمان

لقد صدق ابن عباس عندما قال: دعوا القرءان للزمان يفسّره...

إنّ أكثر الناس اليوم ينظرون إلى عجائب القرآن نظرة لا صلة لها بالعقول والقلوب. فلم يستطيعوا بها النفاذ إلى فهم الحقيقة والدليل على ذلك تصوراتهم السخيفة لكثير من الأمور. فمثلا يظنون أنّ عصا موسى وخاتم سليمان والدابة عند خروجها كما وردت الأخبار بذلك، يظنون هذه الأمور الثلاثة إذا خرجت إنما تخرج من الأرض ولا دخل للعمل البشري فيها...وفاتهم أنّ القرآن معجزة عقليّة وأنّ كلما فيه أمور يسلمها العقل وهي علم من ورائه عمل يستلزم عملا عظيما جدّا... فأنظر يا أيها الإنسان إلى قوله عز وجل في أول سورة النحل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون.. قوله عز و جل هنا ويخلق ما لا تعلمون أي للركوب. فالواضح في هذه الآية أنّ الله عز و جل سيخلق للركوب الشيء الذي لا يعلمه العرب في ذلك الزمان(زمان نزول القرآن) ذلك لان المقام يقتضي ذلك حيث أنّ هذا الشيء المخلوق للركوب ذكر في معرض المركوبات فصار بالضرورة مركوبا../.. وفعلا بعد أنّ مرّ الزمان على هذه الآية وفسرها ظهرت آلات للركوب لا يعرفها الناس من قبل مثل الدراجة والسيارة والقطار والطائرة...وهذا أمر بديهي ليس بعجيب...إنما الأمر العجيب هنا أنّ الله عزّ وجلّ كيف نسب لنفسه خلق هذه المركوبات الآلية وهي في الواقع من صنع الإنسان..؟.. أليس في هذا دليل عظيم لفهم قوله عز و جل: أخرجنا لهم دابّة من الأرض..)أن يكون في إخراجها عمل بشري (..؟..)أيضا .؟؟؟؟خصوصا وقد جاء في كلمة أخرجنا ضمير المتكلم ومعه غيره.. كذلك يؤيد هذا المنطق قول الإمام علي كرّم الله وجهه:(ينشر الصفاء وتخرج منه الدابة: لانّ في نشر الصفاء وهي الحجارة من معادن الأرض عمل بأيد بشريّة والبشر كلهم وما يصنعون وما يعملون وما يخلقون كله مردّه الى الله ولا يكون إلاّ بإذن الله وبعلم الله. وصدق الله عز و جل اذ قال والله خلقكم وما تعملون.

يا أمّة الإسلام

اعلموا أنه يوم يقوم الروح الإلاهي الدابة وذلك طبعا سيكون بعد نجاز مشروع صنع الفرقان، سيكون أول ما يقوم به هذا الروح الإلاهي هو مطاردة إبليس الشيطان لعنه الله ولعن أتباعه من الإنس والجن، وسيتم القضاء عليه بإذن الله بضربة واحدة من روح الله وذلك يكون بعد مطاردة عظيمة له في أقطار السماوات والأرض والبحار ولما يستولي عليه اليأس والرعب من الروح ويعلم أنّه غير متروك يأتي إليه ويسجد بين يديه فيضربه الروح وهو ساجد فيقضي عليه... وينتهي مع قتله مسلسل الشر والتعاسة والعذاب ويرفع بذلك الله عز و جل مقته وعذابه وغضبه على العالم ولا يبقيه إلا في جهنم وعلى الكافرين والمنافقين.

يا أمّة الإسلام

إنّ الروح الإلاهي القرءاني الفرقاني المجسم الصادر عن ساحة الفرقان الذري هو حبل الله المتين وهو وسيلة البشر كافة إلى لقاء الله رب العالمين الذي أمرنا عز و جل بطلبه في قوله عز و جل في سورة المائدة حيث قال: يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون: وهذا ركن الدين الأعظم وقاعدته الأساسية التي فشلت الأمم السابقة في الوصول إليه بخروجهم عن طاعة الله بعد أن صنعوا الفرقان المدعو عندهم مدينة النحاس بمصر وسيناء حيث صنعوا به الجواهر الحية واستخرجوا سكينة التابوت و سقطوا دون الوصول إلى الروح الإلاهي بالنكوص عن الجهاد لتوفير ما يلزم من الاحتياجات اللازمة لإتمام العمل الفرقاني الجبار فاستحقوا بذلك غضب الله.

يا أمة الإسلام

إن الروح الإلاهي هو النبأ العظيم الذي كان الأولون من قبل عنه يتساءلون. وهم فيه مختلفون وكانوا عليه للرسل يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. فما بالكم يا أمة الإسلام اليوم أنتم عنه معرضون انه لنبأ عظيم وحيوان أعظم روحه إلاهية مكرمة في جسد مجسمة لا يمسها إلا المطهرون لها أوصاف عشرة جاءت في الإنجيل وأوصاف عشرة أخرى جاءت في السنة منها أنّ وجهها وجه إنسان وعنقها كعنق النعامة وصدرها كصدر الأسد وأرجلها كأرجل الإبل وآذانها كآذان الفيل ولونها كلون النمر وقرونها كقرون الأيل وبطنها كبطن الهر وذنبها كذنب الكبش ذات أجنحة وزغب وريش عليه حسن وجمال ليس له مثيل في ريشها ألوان وأنغام فيها من المعاني الواضحة ما لا يحصيه أحد إلا الله...لا يفوتها سابق إذا مشت ولا يدركها لاحق تكلم الناس على اختلاف ألسنتهم فيفهمون جميعا ما تقول كل على حسب ما يقتضيه حاله في آن واحد بغير نطق لسان وهنا إشارة لقوله سبحانه و تعالى: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي الخ....وهنا نفهم أن الله عز و جل يكلم عباده بواسطة الروح التي تظهر للناس وهي كأنها مرآة سحرية صافية يرى كل بشر فيها صورته جوهر نفسه من نظرة واحدة فيعلم ما يستحق من أحد اللقاحين سوادا أو بياضا فتبيض من مسها وجوه المؤمنين وتسود وجوه المنافقين. فأمّا الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأمّا الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون.../.. خلودا واضحا في هذه الدنيا حيث لم تذكر الآخرة في هذه الآية ولا في التي قبلها أو حتى أبعد من ذلك وليس هناك ما يشير إلى أنّ هذا الخلود يكون في غير الحياة الدنيا  ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم  وتلكم صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون...هذا ولله ذر من قال كل سكينة في القرءان رحمة إلا سكينة سورة البقرة وأنا أقول كل خلود في القرءان فهو في الآخرة يكون في الجنة أو في النار إلا هذا الخلود فهو سيكون في الدنيا وهذه من عجائب القرءان الذي لا تنقضي عجائبه../.هذا وليس بعجيب على روح الله أن يصدر عنها مثل هذا بإذن ربها فهي الروح الإلاهية القرءانية أعجوبة الأعاجيب الكبرى وكنز الدهر الأعظم المخبأ في أعماق بحر القرءان لأمة الإسلام وهي أحسن ما أنتج الدهر من الخلق والصور، أفعالها من قضاء الله والقدر وماهي إلا ذكرى للبشر كلاّ والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لأحدى الكبر نذير للبشر لا ييأس من لقائها في ساحة الفرقان إلا القوم الكافرون...؟

فيا أمة الإسلام أينما كنتم لا تفشلوا في طلب انجاز الفرقان كما فشل اليهود من قبل فتكونوا من المغضوب عليهم ولا تضلّوا كما ضلّ النصارى من بعد فتكونوا من الضاليّن..؟. فحذاري حذاري فإنّ الله عز و جل يقول: فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات فأعلموا أنّ الله عزيز حكيم..؟..

فيا أمّة الإسلام :أوصيكم وإياي بتقوى الله أوّلا ثم أوصيكم وإياي بذكر الله ثانيا ثم أوصيكم بالفرقان ثالثا فلا  يصرفكم عن طلب علمه ونجاز مشروعه كيد الكائدين أو مكر الماكرين أو وساوس الشياطين أو تلهيكم عنه مشاغل الدنيا من مال وعيال أو تنسيكموه الأحداث الكبار...فما مشروع الفرقان إلاّ مشروع إلاهي به امتحن الله الأمم السابقة واللاحقة فسقطت كل أمة في أول الطريق أو في منتصفه والفوز بالروح فيه سيكون للعاملين...وقد جاء بيان ذلك في الحديث الشريف الذي رواه البخاري رحمه الله وفيه مثل عجيب يصف فيه الرسول عليه السلام حال الأمم مع الله عز و جل حيال هذا المشروع الإلهي الأعظم المتمثل في انجاز مشروع صنع آلة الفرقان الذري (آلــــــة النبــــوّة)... لكن هذا الحديث  الشريف لم يخل من تعقيد لفظي ومعنوي وما علّة ذلك إلاّ الرّوات سامحهم الله..؟.. وما آفة الأخبار إلاّ رواتها كم يقال../.

إذا فلابدّ من تصويب هذا الحديث الشريف حتى يتطابق مع الواقع الحاصل ../.هذا مع العلم أنه لا يوجد في السنة كلها حديث روي بلفظه ومعناه الاّ حديث واحد ومعروف وهو قوله عليه السلام: إنّما الأعمال بالنيات وإنّما لكل امرئ ما نوى إلى  أخر الحديث ..وتجنبا للإطالة هنا فأنا أورد الحديث المعقد هنا مصوبا ولمن شاء أن يطلع عليه معقدا ملويا بعض الشيء فليرجع إلى تفسير ابن كثير أو الخازن عند شرحه قوله عز و جل في آخر سورة الحديد: لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم../..ورجائي من الله أن يجعل عملي كله خالصا له وحده لا أرجوا عليه من غيره جزاء ولا شكرا../.

قال البخاري رحمه الله حدّثني محمد ابن العلا حدثني أبو أسامة عن زيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي عليه وعلى آله السلام قال: إنّما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس...وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى مع الله عز و جل كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا إلى الليل على آجر معلوم فعملت اليهود إلى نصف النهار وقالوا لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقيّة عملكم وخذوا أجركم  كاملا فأبوا وتركوا فأستأجر قوما آخرين هم النصارى فقال لهم أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر ..فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه فقال أكملوا بقية عملكم فإنّما بقي من النهار شيء يسير فأبوا فأستأجر قوما آخرين هم المسلمون أن يعملوا له بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور..؟.. انتهى الحديث الشريف وقد ورد بروايات أخرى فراجعوه./..

المرجع تفسير الخازن عند شرح قوله  عز و جل: لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن  الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقد رواه غير الخازن أيضا

شرح وتعليقعلى بعض النقط الهامة في هذا الحديث الشريف

المقصود بيوم العمل في هذا الحديث هو الدهر الدنيوي وأمّا أجزاء اليوم النصف والثلث والسدس فهي أجزاء عمر الدهر الدنيوي أخذت منه كلّ أمّة جزءا لإنجاز هذا العمل الذي سميته ( المشروع الإلاهي مشروع الحكمة الإلاهية الأعظم لصنع الفرقان الذري لتكوين الجواهر الحية وإنشاء سكينة التابوت وإظهار الروح الإلاهي وسيلة كافة البشر إلى الله تبارك وتعالى ) التي فشل اليهود والنصارى في الوصول إليها وسوف لن تفشل أمّة الإسلام التي لها وعد من الله بظهور الروح الإلاهي فيها في آخر الزمان الدنيوي الذي أوشك الآن على الانقضاء ليحل محلّه زمان آخر تختلط فيه الدنيا بالآخرة حتى تصير شيئا واحدا أمّا العمل المطلوب من هذه الأمم الثلاثة قبل نجاز مشروع الفرقان  فهو المرحلة التمهيدية وتتمثل في إصلاح الأرض بالعمل الصالح وبناء الحضارة والمصانع ونشر الصناعات على اختلاف أنواعها لتصبح الأرض بعد ذلك صالحة لينجز فوقها مشروع الفرقان الذري لإنقاذ البشرية كافة بالروح الإلاهي المجسّم الذي كان من المفروض ان يخرج من ساحة الفرقان الموسوي لو أتم قوم موسى وقوم فرعون عمل الفرقان الذي أنجزوه والذي مهّد له يوسف عليه السلام فتم صنعه في ظل حكم الفراعنة بمصر وسيناء وهو الذي كانوا يسمونه بمدينة النحاس ليتهم أتمّوا عملهم حتى النهاية وبلغوا الروح الإلاهي فأراحوا واستراحوا...لكنهم تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم بسبب مكر هامان وحسد قارون وعناد فرعون وفتنة السامري واندفاع اليهود ولجاجة اليهود وذلك سبب فشلهم حتى سقطوا في منتصف طريق العمل فغضب الله على من غضب ولعن من لعن وأضل من ظلم ولا يظلم ربك أحدا../..ليتهم يكونوا عبرة لغيرهم خاصة نحن المسلمين../..لذلك حذرنا الله عز و جل من الوقوع في ما وقعوا فيه فقال في سورة آل عمران: ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم../..فأمّا الذين تفرقوا فهم اليهود وأما الذين اختلفوا فهم النصارى وهم لا شك المغضوب عليهم والضالون.../...

من الشواهد على ذلك قوم موسى الذين قالوا لقارون: انفق من مالك هذا الكثير الذي حصلت عليه بالكيمياء التي عالجتها بفرقان موسى فأنفق مالك هذا على العمل الفرقاني للوصول إلى الغاية القصوى  التي هي الروح الإلاهي، الحيوان، الوسيلة الكبرى إلى الله عز و جل وتلكم هي الدارة الآخرة من العمل التكويني الفرقاني فقال لهم قارون  إنّما أوتيته على علم عندي. هذا وفي زماننا هذا وفي عصرنا الحاضر في يوم 14فيفري من سنة 1986 صدر بتونس بلاغ يحمل بشارة عامة بمشروع الفرقان وعودته إلى أمة الإسلام وقام حزب الله وأنصار الفرقان بتوزيع ستّة عشر ألف نسخة من هذا البلاغ في جميع أنحاء الجمهورية التونسية وكان لهذا الأمر أثر وقصة كبيرة مع حاكم تونس آنذاك وهو الطاغية بورقيبة عدو الله الدجال الأكبر../. إنها لقصة يطول شرح فصولها وليس هذا مكان للحديث عن قصة ظهور مشروع الفرقان بتونس لكن...هناك وثائق صحفية توجد بمركز التوثيق القومي الكائن بشارع محمد الخامس بتونس وغيرها يمكن لمن أراد الإطلاع ولمزيد من التعرف على قضية ظهور الفرقان بتونس أن يعود إليها وهي في التاريخ  المذكور بهذه الصحيفة وان كان اغلب هذه الوثائق لا يقصّ من الحق إلا ظواهر باهتة باستثناء بعض ما أوردته جريدة الرأي فإنه أقرب إلى الواقع من غيره... نورد هنا بعض هذه الوثائق الآتي بيانها وهي كما يلي ؟ هذا وليس الذي يهمنا اليوم ما مضى يا أمة الإسلام بقدر ما يهمنا الحاضر والآتي.

فأما الحاضر فلا بد لكل مسلم أي كانت منزلته أن يعمل بكل ما أوتي من قوة مالية أو سلطوية أو جهادية عسكرية اليوم وغدا على انجاز مشروع الفرقان من أجل الإنقاذ العام .هذا وسواء عمل المسلمون العرب اليوم على انجاز مشروع الفرقان الذري أم لم يعملوا فإنّ الله منجزه بأيدي مسلمة مخلصة من بلاد العرب أو من بلاد الفرس أو من النصارى أو منهم جميعا. لأنّه قضاء الله وقدره الذي لا يرد كما أخبر الله عز وجل بذلك وبخروج الدابة التي هي خارجة من ساحته لا محالة وقد ورد خبر ذلك في الكتاب والسنة فمن ذلك ما خلاصته أن الدابة إذا خرجت بيضت وجوها وسودت وجوه قوما آخرين بعد أن تمسهم وتسمهم على الجباه و الأنوف ويتميز بذلك المسلم من الكافر...حتى يقول المسلم يا كافر اقضني حقي ويقول الكافر للمسلم اقضني حقي وحتى يجتمع أهل البيت الواحد على الخيوان فيعلمون كافرهم من مؤمنهم ( فويل يومئذ للمخطمين على أنوفهم من جراد يخرج لهم من دخان الهاوية له أذناب كأذناب العقارب يرسل عليهم خاصة فيلدغهم خمسة أشهر لا يذوقون الموت خلالها ولا بعدها أبدا.. ويذوقون أشد العذاب )./...هذا خبر ورد في بعض النبوءات القديمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي بالإنجيل وهو يتفق تماما مع الكتاب  والسنة. هذا وكما هو مفهوم من النبوءة القديمة ليوحنا لا بد أن يكون هذا العذاب واقع في الدنيا قبل يوم القيامة.../.. فويل لمن لدغ لدغة واحدة فكيف بمن لدغ لدغا كثيرة بعدد الجراد فليس عجيبا أن تنتفخ أبدانهم وعظامهم من ألم السمّ حتى تكون في أحجامها مثل الصوامع أو كهوف الجبال. لكنها مستلقية على الأرض تتلوى من الأوجاع ولها أنين وصياح من شدة الم السموم التي تتأجج في داخلها...عجبا لهذا الدخان الذي تولد منه الجراد الذي أذنابه كأذناب العقارب يلدغ بها المجرمين والكافرين...؟ قال عز و جل في سورة الدخان فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب آليم. وفي سورة الحج قال عز و جل مشيرا إلى هذا المقام بالذات وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد صدق الله العظيم.

هذا عذاب حسيّ شديد النكاية تقدمه عذاب معنوي وهو سواد الوجوه والأبدان وفضح النوايا والسرائر... فلعل هؤلاء الذين قصدهم الله عز و جل في سورة النحل بقوله عز و جل الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون../...ويل لعميان القلوب الذين لهم أسماع وأبصار ولكنهم لا يسمعون بها ولا يبصرون.../..

وخلاصة الأمر أن الفرقان الذري ظهر بتونس يحمل الوعيد والإنذار للجبابرة والظالمين وفي مقدمتهم الطاغية بورقيبة عدو الله وبطانة السوء التي كانت من حوله. وظن بورقيبة إن هذا الأمر مثل غيره يمكن تطويقه وابتلاعه وهضمه بسهولة.... ولمّا وضع صاحب الفرقان في السجن أمهله الله عشرين شهرا ثم أسقطه من كرسي الحكم بعد ان رأى خلال هذه المدة من الأعاجيب الشيء الكثير ولما لم يرعوي عزله الله وأخرج صاحب الفرقان من السجن وانتصر الفرقان على أبو رقيبة بقوة الله فكيف وجدت تجربة السم في نفسك يا بورقيبة يا عدو الله ليتك تكون لغيرك عبرة ولمن خلفك آية..؟.. ولكن عميان القلوب لا يسمعون ولا يبصرون...أهذا هو أنت الذي تتشدق علينا وتقول نريد التقدم والتكنولوجيا حتى إذا جاءك مشروع من كتاب الله فيه منتهى العلم البشري صرت أكبر عدو للعلم والتكنولوجيا وظهرت على حقيقتك كاذبا لأنك كنت كاذبا في ما تدّعي وأنت تعلم انك كاذبا...إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون../. صدق الله العظيم

يا امة الإسلام

اعلموا انه لو أننا مثلنا القرءان شجرة فأنتم اليوم تنظرون إلى ظلها وإنكم لا تستطيعون جني الثمرة من ظل الشجرة فتوجهوا إلى الفرقان فإنه هو الشجرة وفيه الثمرة قال عز و جل يستحث نبيه محمد عليه وعلى آله السلام ليتبع الطريق الذي رسمه له ليبلغ الفرقان وبالفرقان يبلغ ما بلغته بنو إسرائيل بالفرقان ولا يقف حيث وقفوا بعد ان بين له صورة من عامة أحوالهم قال في سورة الجاثية الآية عدد 18: ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكمة والنبوءة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر  فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي  بينهم يوم القيامة  في ما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك شيئا وان الظالمين بعضهمأولياء بعض والله ولي المتقين.. صدق الله العظيم

يا امّة الاسلام

إنّ الفرقان الذري المكنون في كتاب الله حق. وإنّ إنتاج الجواهر الحية بآلة الفرقان حق وإنّ الروح الملكي سكينة التابوت الصادر من ساحة الفرقان حق والروح الالاهي وسيلتنا الى الله عز و جل في هذه الدنيا حق فأين أنتم اليوم من هذا الحق الذي جاءكم به الرسول عليه السلام من عند الله وحرّفه المحرّفون وبدّله المبدّلون من أجل دنيا رخيصة وأغراض سافلة خسيسة حسدا من عند انفسهم وحقدا على أصحاب الفضل من عباد الله فانظروا يا أمّة الاسلام ما أبعدكم اليوم عن الحق وعن الطريق الذي يفضي بكم الى لقاء الله عز و جل في هذه الدنيا قبل الاخرة بواسطة الروح لو إتّبعتموه. قد خسر الذين كذّبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين../ يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه فانتبهوا رحمكم الله واعلموا أنكم لو عشتم  ألف ألف سنة على حالكم الذي أنتم عليه اليوم ما عرفتموه أبدا ولا أدركتموه فاحمدوا الله الذي سخر لكم اليوم من عباده  من رسمه لكم واضحا جليا وفصل لكم بين الامرين العظيمين القرءان والفرقان فصلا بالعلم والعمل والحجة والبرهان  ولولا هو ما كنتم تدرون ما الكتاب ولا الفرقان../. قف هنا كلام يدك الجبال دكا لو فهمتموه.../..

يا أمة الإسلام

إنّ هلاكنا نحن المسلمون لم يكن في هذا القرن ولا في الذي قبله وإنّما كان يوم أن قال عليه السلام وهو على فراش المرض قبل انتقاله إلى الله: قرّبوا أكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده أبدا فلم يفعلوا وتهربوا من وصيته ولم يكتبوها...منذ ذلك الوقت ظلت أمة الإسلام وقلبت فيها الحقائق وزُوّرَ تاريخها وضاع الحق منها وترسخ الباطل فيها وصار ثابتا في عقول أبناءها فمن يقدر على زحزحته اليوم..؟.. إنّ هدم الجبال الشم بالأصابع والاضافر والإبر أيسر من ذلك بكثير...

ألم تقرؤوا شهادة الخليفة الأموي العادل سيدي عمر ابن عبد العزيز الذي قال في ذلك الوقت :لو حضر فينا رسول الله عليه السلام ما عرف من دينكم إلا الآذان وإقامة الصلاة ....ونتج عن ذلك أنّ أصبحنا منذ ذلك الوقت إلى وقتنا هذا نقاوم الصالحين الأخيار ونسير خلف المنافقين الأشرار حتى ضاعت الأمة كآفة وتفرقت واختلفت وأصبحت عرضة لكيد الكائدين ومكر الماكرين ولقمة سهلة لكل الطامعين وهكذا ضاعت في بلادنا الطاقات الحية والأوقات وفرت منها أفذاذ الأئمة والعلماء واستولى على مقاليد أمورها وثرواتها الأنذال والسفهاء يأمرون بالمنكر وينهون على المعروف كلهم محاربون للعلم راسخون في الجهل يدعون الناس بأعمالهم  لا بأقوالهم إلى نبذ كتاب الله ولا يخافون لومة لائم...

فما المخرج اليوم لأمة الإسلام من هذه الفتنة الصعبة التي استولت على أمة الإسلام واستحكمت كما يستحكم الداء العضال على البدن الحي...إنّها اليوم والله لن تبرح مستحكمة عليه وثابتة فيه كالمسامير حتى يأتي أمر الله...وها قد جاء اليوم أمر الله، وما هو إلا مشروع الفرقان الذي من ورائه الجواهر الحية وسكينة التابوت والروح الإلاهي...فإمّا هي وإمّا العذاب فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا...ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال عليه السلام: لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى أنّهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه..؟.. صدق عليه السلام ومن سنن الأمم السابقة أنهم حرّفوا وكتموا بعض كتبهم المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وبدّلوا وغيروا فهل فعل المسلمين مثل فعلهم كما أخبر الحديث الشريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف أم لا..؟.

الجواب نأخذه من كتاب الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء من الجزء الأول للإمام الفقيه ابن قتيبة الدينوري بالصفحة54و55 من رسالة موجهة من المدينة المنورة إلى مصر قبل مقتل عثمان ابن عفان الخليفة الثالث...جاء نص هذه الرسالة بالحرف الواحد كما يلي:

بسم الله الرحمان الرحيم

من المهاجرين الاولين وبقية الشورى الى من بمصر من الصحابة والتابعين. أمّا بعد أن تعالوا الينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فإنّ كتاب الله قد بدل وسنة رسوله قد غيرت وأحكام الخليفتين قد بدلت فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله والتابعين بإحسان إلا أقبل إلينا  وأخذ الحق لنا وأعطاناه. فأقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم وفارقتم عليه الخلفاء. غُلبنا على حقنا وأستُوليَ  على فيئنا وحيل بيننا وبين أمرنا وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة وهي اليوم ملك عضوض من غلب على شيء أكله.؟.. انتهت الوثيقة التاريخية وللقارئ وحده أن يحكم../..

الشريف علي الداني

البريد الإلكتروني

furqan@alat-a-nubuwwa.com